متابعة ـ الصباح الجديد:
حذر الرئيس الإيراني حسن روحاني نظيره الأميركي دونالد ترامب من «ندم تاريخي» اذا انسحب من الاتفاق النووي المُبرم بين طهران والدول الست، فيما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو «تصميماً على لجم العدوانيّة الإيرانية، ولو كلّف الأمر صراعاً معها، عاجلاً لا آجلاً».
وأمهل ترامب الترويكا الأوروبية حتى 12 الشهر الجاري لإصلاح «عيوب جسيمة في الاتفاق النووي، مهدداً بالانسحاب منه. وتسعى فرنسا وبريطانيا وألمانيا الى الحفاظ على الاتفاق، من خلال محاولة إقناع ايران بالتفاوض على نشاطاتها النووية بعد العام 2025 وبرنامجها الصاروخي وتدخلاتها الإقليمية.
وشدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على ضرورة «الحفاظ على الاتفاق وإكماله»، وقال لأسبوعية «لو جورنال دو ديمانش» إنه «تحدث إلى الرئيس الأميركي مع علمه التام أن سياسته الخارجية تستجيب دوماً إلى أهداف سياسته الداخلية» من «منظور مناهض لإيران».
وأضاف: «أحاول أن أذكّره بالمنطق وراء الملفات المتصلة بإيران… وعلى محور العلاقات عبر الأطلسي، تجب إعادة صوغ الاستراتيجي مع دونالد ترامب، مع التركيز على (الشق) السياسي العسكري ومكافحة الإرهاب». وحذر ماكرون من انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، إذ قال لمجلة «در شبيغل» الألمانية: «سنفتح صندوق باندورا، قد تنشب حرب. أعتقد بأن ترامب لا يريدها».
وأعلن البيت الأبيض أن ترامب تحدث هاتفياً الى رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، مؤكداً «التزامه ضمان عدم امتلاك إيران إطلاقاً سلاحاً نووياً». أتى ذلك فيما بدأ وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون زيارة للولايات المتحدة، يلتقي خلالها نائب الرئيس مايك بنس ومستشار الأمن القومي جون بولتون.
ووَرَدَ في بيان اصدره جونسون قبل وصوله الى واشنطن: «بريطانيا والولايات المتحدة والشركاء الأوروبيون متحدون في جهودنا للتصدي للسلوك الإيراني الذي يجعل الشرق الأوسط منطقة أقل أماناً: نشاطات إيران الإلكترونية ودعمها لجماعات، مثل حزب الله، وبرنامجها الصاروخي الخطر وتسليحها الحوثيين في اليمن».
الى ذلك، نقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤول إسرائيلي بارز قوله ان ترامب لم يبلغ الدولة العبرية قراره في شأن الاتفاق النووي، مستدركاً: «أعتقد بأن لديه وجهة النظر المشككة ذاتها».
ولفت الى خيارات، بينها امتناع ترامب عن تمديد رفع العقوبات المفروضة على طهران، واستخدامه الفترة الفاصلة قبل إعادة فرضها، للتفاوض من موقع قوة. ورأى «حاجة الى تشديد الضغوط».
ورفض نتانياهو اعتبار مؤيّدي الاتفاق أن وثائق كشفها أخيراً لا تتضمّن جديداً، ورأى أن «عدم انتهاك اتفاق خطر لا يجعله أقل خطورة».
وأضاف خلال جلسة للحكومة ان «اتفاقاً يمكّن إيران من الاحتفاظ بكل أسلحتها النووية، وإخفائها، هو صفقة مروّعة». وكرّر دعوته الى إصلاح الاتفاق أو إلغائه، منبّهاً الى ان طهران زوّدت دمشق أسلحة متطورة «لكي تهاجمنا في ساحة المعركة وعلى الجبهة الداخلية».
وزاد: «مصممون على لجم عدوانيّة إيرانية، ولو كلّف الأمر صراعاً معها. الأفضل (حصول ذلك) عاجلاً لا آجلاً». ولفت الى ان الدول التي لم تكن جاهزة للتحرّك في الوقت المناسب ضد هجوم قاتل، «دفعت لاحقاً ثمناً أفدح بكثير»، واستدرك: «لا نريد تصعيداً، لكننا مستعدون لأي سيناريو» .
في المقابل، نبّه روحاني الولايات المتحدة الى أنها «ستواجه ندماً تاريخياً إذا انسحبت من الاتفاق النووي»، وأضاف: «على الولايات المتحدة أن تدرك أننا صامدون أمام كل المؤامرات.
أُعلن للجميع أن الحكومة الايرانية أبلغت قبل أشهر كل القطاعات التنفيذية، وبينها منظمة الطاقة الذرية، بالأوامر والتعليمات اللازمة، إذ قابلتُ أبرز مسؤوليها، إضافة الى إعطائنا التعليمات اللازمة في الشأن الاقتصادي».
واعتبر أن «أمام أميركا ثلاثة خيارات حيال الاتفاق: إما الانسحاب منه، وإما توجيه ضربة له، وإما نفصل مسارها عن مسار أوروبا». وخاطب الأميركيين قائلاً: «عليكم أن تدركوا أنكم لا تستطيعون تهديد هذه الأمّة العظيمة، لأن شعبنا متحد وصمد لثماني سنوات» في الحرب مع العراق (1980-1988).
وتناول تسلّح إيران وقال: «لن نتفاوض مع أحد حول صواريخنا وأسلحتنا ودفاعاتنا، وسنصنع ونخزّن ما نحتاجه من الأسلحة والمنشآت والصواريخ. نواصل مكافحتنا الإرهابيين إقليمياً أينما كانوا، ولن نسمح بولادة داعش آخر في المنطقة. نريد أن نحتفظ بالتكنولوجيا النووية السلمية للاستفادة منها… ولا نسعى إلى تهديد العالم أو المنطقة».
أما الجنرال يحيي رحيم صفوي، مستشار الشؤون العسكرية للمرشد علي خامنئي، فاعتبر أن بلاده «لا تُقهَر»، وأضاف: «الأميركيون جرّبوا الهزيمة مراراً في مواجهتها وعاجزون عن مواجهة شعبها