اتصلت بي احدى الصديقات من لندن لتخبرني بتظاهرة الاحتجاج التي نظمتها الجالية العراقية في لندن امام مبنى البرلمان البريطاني والتي كانت تطالب لدعم العراق في مواجهة خطر داعش القاتل وحماية الاقليات من المسيحيين والآيزيديين وغيرهم، رغم ان داعش لاتوفر احدا امامها اذا لم يتسق بالتطابق مع اجندتها التكفيرية..
الموضوع ليس هنا .. الموضوع المثير الذي نقلته المحتجة العراقية ، هو وجود اكشاك للتطوع مع داعش قريبة من مبنى البرلمان وامام اعين الشرطة ، تحت تسميات مختلفة ، وقالت “لا احد يستطيع ان يعتقلهم بسبب صرامة قوانين حقوق الانسان التي لاتبيح اعتقال اي كائن الا بالادلة والشكاوى”.. وما الى ذلك من التقييدات التي نفتقدها في بلادنا !!
والاكثر اثار ان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قال في مقال له الاحد الماضي نشرته صحيفة صنداي تلغراف البريطانية إذا لم نتحرك للحد من هجوم عصابات داعش الإرهابية فستزداد قوة حتى تستهدفنا في شوارعنا”،مشددا على ضرورة ردعهم قبل أن يقيموا “دولة إرهابية على شواطيء البحر المتوسط”.
واضاف كاميرون “إن بريطانيا بحاجة لتبني موقف أكثر صرامة ضد التنظيم لمنعه من شن هجوم على أراض بريطانية يوما ما”.، واكد “إذا لم نتحرك للحد من هجوم هذه الحركة الإرهابية الخطيرة بشكل استثنائي فانها ستزداد قوة حتى تستهدفنا في شوارع بريطانيا. نعلم بالفعل أن لديها هذه النية الإجرامية”.
ورغم كل المخاطر التي حذر منها وان داعش ربما ستكون في لندن قريبا وتأكيده ان ” على حكومته أن تبذل المزيد”، وكتب قائلا “الأمن الحقيقي لن يتحقق إلا إذا استخدمنا كل مواردنا.. المساعدات والدبلوماسية وقوتنا العسكرية، لكنه يستبعد تدخلا عسكريا كاملا في المنطقة قائلا إنه لا يعتقد أن “إرسال الجيوش للقتال أو الاحتلال” هو المسار الصائب !!
لم يعد هناك من يختلف مع حقيقة ان داعش تنظيم عالمي وان اعداءه ليس الشيعة فقط ، فهو ماكنة ثرم وذبح وتكفير لابسط انواع معارضته، وهو يضرب في العراق وسوريا ولبنان وليبيا وافغانستان ، مستثنيا بعض الدول لاسباب مجهولة، وهو بالتالي مرشح ان يتواجد في شوارع لندن عسكريا باعتراف رئيس وزراء الامبراطورية التي لم تكن الشمس تغيب عن شساعتها ..
ما يخصنا ان على دبلوماسيتنا ان تستثمر بيان مجلس الامن بشأن البند السابع، الذي سقطت انظمة بسببه، وتفعيله، ليس في اطارارسال الجنود يمئات الالوف فنحير في امنهم وامانهم وحصاناتهم، ولكن باتجاه دفع اميركا واوربا الى اتخاذ موقف اكثر جدية بزج نفسها ودفع حلفائها لدعم نضال العراقيين ضد داعش ، ومساندتهم وهم يبذلون الدماء في الخطوط الامامية المواجهة لرصاص حثالات الدواعش ، امامنا فرصة حقيقية لتحويل الصراع ضد داعش في العراق الى مهمة اممية ، ولن يعارضها لا السنة ولا الشيعة ولا الكرد، مادام السلاح اميركيا والطائرات اميركية والدعم اللوجستي بريطانيا والاستعدادات الاوربية متوفرة من خلال مواقفها المعلنة والصريحة..
داعش ليس مجموعة عصابات تتخبط هنا وهناك .. انه تنظيم عالمي ويحضى بدعم دولي ، مع التحليلات التي تقول ان دولا كبرى تقف وراءه بما فيها اميركا ، وان كنت لا اميل الى هذا الرأي.. وعليه فان مواجهته ليس مهمة العراقيين فقط، وعلى كاميرون ان يدرك ان داعش تتجند بالقرب من البرلمان وعليه ان يعمل خارج اطارالبرودة البريطانية المشهورة قبل ان يرى داعش الحقيقية في شوارع لندن ..!!