متابعة ـ الصباح الجديد:
أنهى فريق منظمة «حظر الأسلحة الكيماوية» مهمته في مدينة دوما السورية حيث حقق في هجوم محتمل بـ «الكيماوي» اتُهم النظام السوري بتنفيذه. بموازاة ذلك، خيّم قلق واسع من فتنة عربية – كردية في ريف دير الزور شرق الفرات بعد اشتباكات أمس بين قوات سورية الديموقراطية» (قسد) و «قوات النخبة» التابعة لرئيس الائتلاف السوري المعارض السابق أحمد جربا.
في غضون ذلك، دقّ محامون ومنظمات حقوقية ناقوس الخطر بعد صدور قانون جديد للتنظيم العمراني في سورية قد يحرم ملايين النازحين واللاجئين من العودة إلى منازلهم في حال لم يتمكنوا من إثبات ملكيتها.
ويتيح القانون الذي وقعه رئيس النظام السوري بشار الأسد الشهر الماضي، للحكومة «إحداث منطقة تنظيمية أو أكثر»، ما يعني إقامة مشاريع عمرانية في هذه المناطق، على أن يُعوَّض أصحاب الممتلكات بحصص في هذه المشاريع.
وبعد أقل من شهر من دخول فريق خبراء الكيماوي إلى دوما، أعلنت منظمة حظر الأسلحة في بيان أمس الاول الجمعة «إتمام عمل بعثتها ونقل العينات» التي «ستوزع على مختبرات معتمدة لديها»، موضحة أن تحليلها سيستغرق ما لا يقل عن 3 أو 4 أسابيع. من جانبه، أوضح مصدر ديبلوماسي أن الفريق الذي عاد إلى هولندا مساء أول من أمس، «جمع عينات، والتقى شهوداً لتحديد إن كانت أسلحة محظورة» استخدمت في الهجوم الشهر الماضي.
وأكد الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف أن الجيش الروسي «أمّن وصول مفتشي المنظمة الكامل، من دون عوائق، إلى جميع المناطق والمباني التي تهمهم، إضافة إلى توفير الوقت اللازم لهم».
على صلة، أكدت وزارة الخارجية الأميركية أن واشنطن تُراجع برامج مساعدتها في سورية، بما في ذلك إلى منظمة «الخوذ البيض». وقال ناطق باسم الوزارة: «نراجع بشكل ناشط برامج مساعدتنا إلى سورية بطلب من الرئيس (دونالد ترامب)، بما في ذلك دعم الولايات المتحدة للخوذ البيض». لكن مدير المنظمة رائد صالح نفى تلقي مؤسسته «أي دعم مباشر من الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى»، موضحاً أن «هناك مشاريع مع منظمات وجمعيات وسيطة».
وقال في بيان إن المشاريع كافة «سارية المفعول، ولم يطرأ عليها أي خلل»، مشيراً إلى أن مؤسسته وقّعت أخيراً مشاريع جديدة مع منظمات تركية وقطرية.
إلى ذلك، أثارت اشتباكات جرت أمس الاول الجمعة، بين قوات «سورية الديموقراطية» (قسد)، و «قوات النخبة» التابعة لرئيس الائتلاف السوري المعارض السابق أحمد جربا، في ريف دير الزور شرق الفرات، قلقاً واسعاً من اندلاع فتنة عربية – كردية في المنطقة، في وقت تواصلت الانتقادات الروسية للوجود العسكري الأميركي في سورية، وإن كررت أكثر من مرة أنها لن تنزلق إلى صراع مع الولايات المتحدة.
وبدا أن موسكو تسعى إلى استيضاح حقيقة الموقف الأميركي من الانسحاب، لتنسيق مواقفها مع ضامني آستانة من جهة، ومن جهة أخرى تحديد وجهتها المقبلة التي يرجح أن تكون جنوب سورية، مع التعقيدات المحيطة بملف إدلب لجهة قربها من تركيا، وإمكان التسبب في خسائر بشرية كبيرة مع الاكتظاظ السكاني الكبير، إضافة إلى مخاوف من هجرة جديدة لا تستطيع تركيا ضبطها.
ويبدو أن موسكو تُجهز لدور أكبر في جنوب سورية، وتحييد الدور الأميركي عبر تفاهمات مباشرة مع الأردنيين من جهة، والعمل على عدم حصول تصادم كبير بين الإيرانيين والإسرائيليين عبر طرح حلول تضمن إبعاد الإيرانيين من المناطق المحاذية للجولان، في مقابل الحفاظ على مصالح إيران، خصوصاً ما يتعلق باستمرار التواصل عبر محور طهران- بغداد- دمشق- بيروت.
والأرجح أن موسكو لا ترغب في صدام مباشر مع الولايات المتحدة، لكنها تسعى إلى رسم حدود واضحة لمناطق النفوذ استباقاً لأي جولة مفاوضات مقبلة تُحدد الصفقة الكبرى، إضافة إلى معرفة حقيقة موقف واشنطن المستقبلي ومصالحها في سورية وفرص مساهمتها في إعادة الإعمار التي تشكل أكبر تحدٍ لتثبيت الواقع الذي فرضته روسيا على الأرض.
قانون سوري يهدد أملاك اللاجئين والنازحين
التعليقات مغلقة