نحو عراق جديد سبعون عاماً من البناء والإعمار

هشام المدفعي
اعتادت الصباح الجديد ، انطلاقاً من مبادئ أخلاقيات المهنة أن تولي اهتماماً كبيرًا لرموز العراق ورواده في مجالات المعرفة والفكر والإبداع ، وممن أسهم في إغناء مسيرة العراق من خلال المنجز الوطني الذي ترك بصماته عبر سفر التاريخ ، لتكون شاهداً على حجم العطاء الثري والانتمائية العراقية .
واستعرضنا في أعداد سابقة العديد من الكتب والمذكرات التي تناولت شتى صنوف المعرفة والتخصص وفي مجالات متنوعة ، بهدف أن نسهم في إيصال ما تحمله من أفكار ورؤى ، نعتقد أن فيها الكثير مما يمكن أن يحقق إضافات في إغناء المسيرة الإنمائية للتجربة العراقية الجديدة .
وبناءً على ذلك تبدأ الصباح الجديد بنشر فصول من كتاب المهندس المعماري الرائد هشام المدفعي ، تقديرًا واعتزازًا بهذا الجهد التوثيقي والعلمي في مجال الفن المعماري ، والذي شكل إضافة مهمة في مجال الهندسة العمرانية والبنائية وما يحيط بهما في تأريخ العراق .
الكتاب يقع في (670) صفحة من القطع الكبير، صدر حديثاً عن مطابع دار الأديب في عمان-الأردن، وموثق بعشرات الصور التأريخية.
الحلقة 53
تحويل موقع مطار شركة النفط K1 الى معسكر ومطار في كركوك
خططت لتنفيذ ذلك المشروع والالتزام بالوقت المحدد , بأن نعمل على التصاميم ونحن في مدينة كركوك قريبين من الموقع وليكون باستطاعتنا اعداد التصاميم لتحويل موقع مطار شركة النفط الى معسكر ومطار , مع إجراء المسوح والدراسات الموقعية وفريق التصميم يعمل على وضع
التصاميم للمعسكر في كركوك . ولذا كونت فريق العمل بقيادتي كمهندس استشاري ومن فرقة مسح يرأسها د. سعد البياتي والمخططين والمعماريين مازن كمونة وتغلب الوائلي وفريق الخدمات الكهربائية والميكانيكية يرأسه الكهربائي أمين زوين وكان معنا غازي المفتي المتعاقد مع الجانب الأمريكي و معنا كل ما نحتاجه من كتب ومساعدين وكومبيوترات وأجهزة طباعة وغيرها . أجرت طابقين من فندق في مدينة كركوك وانطلقنا بموكب سياراتنا على الطريق عبر 240 كم الى الفندق . وزعت الواجبات والغرف على فرق العمل وخصصت غرفة اجتماع وغرفة إدارة وبذلك اصبح واضحا ما هو المطلوب من كل واحد من تصاميم ومواصفات ومخططات . أعلمت الجميع بأن ساعات عملنا مفتوحة وعلينا ان نسلم مسودة التقرير الى ممثل رب العمل في كركوك مع كافة التصاميم والتفاصيل خلال ثلاثة أسابيع من المباشرة الآن . تجربة جديدة على الجميع . وتمتع الكل بالعمل دون ارتباطات عائلية واجتماعية والتفرغ لأكثر من 12 ساعة يوميا لكل واحد على إنجاز المهمة الموكلة اليه . تمتعنا بالعمل المركز والحوارات حول تفاصيل التصاميم والأيام الصعبة التي سهرنا خلالها لإنجاز عمليات التخطيط والتصاميم وكتابة مسودة التقرير. تمتعنا كذلك بالساعة المخصصة للغداء عندما ننتقل على الأقدام من الفندق الى المطعم على بعد نحو 200 متر والتمتع بكباب كركوك . كانت اجتماعات المتابعة اليومية مهمة في السيطرة على عنصر الزمن في العملية كلها ، وفي الوقت المحدد تماما عقدنا اجتماع مع ممثل رب العمل المهندس الأمريكي الجنسية وقدمت له مسودة التقرير للمراجعة وطلبت تقديم ملاحظاته ونحن في كركوك بغية اكمال مهمتنا ، وفي اليوم التالي ، أعلمنا رب العمل بملاحظاته والتعديلات التي يرغب في إدخالها على التصاميم والدراسة . أنجزنا التعديلات خلال 24 ساعة اخرى وتم تجليد التقرير وتسليمه الى ممثلي رب العمل في كركوك حسب الموعد المحدد. عدنا الى بغداد ومشاعر النجاح تعم بيننا .
تعلمنا درسا مهما في كيفية التغلب على عنصر الزمن في المشاريع المهمة والمستعجلة ، بالتخطيط الدقيق وفق المتطلبات وتهيئة الكوادر المناسبة وبالتفرغ كاملا على إنجاز العمل . بالوقت الذي كان انطباعهم بعدم وجود هذه الكفاءات في العراق ، تعرف المهندسون الأمريكان أو مقاولوهم على إمكانية المهندسين العراقيين في بغداد وامكاناتهم من القيام بالأعمال بمستوى لا يقل عن المستويات الاوربية أو الأمريكية .

معسكر كركوش
وكمكافاة لانجازاتنا أيضا أناطت بنا هذه الشركة ، أعمال وضع التصاميم التكميلية لاعادة إعمار معسكر كركوش الواقع شرق مدينة بعقوبة بنحو 50 كم ، لم نتمكن لأسباب أمنية من القيام بنفس عملية كركوك ، ولكن نفذنا جميع الأعمال التصميمية من مكاتبنا في بغداد ،و كثفنا
زياراتنا الموقعية من بغداد وحرصنا على لقاء ممثلي رب العمل من المهندسين الأمريكان في الموقع وبغداد . تضمن العمل اكمال ابنية المعسكر غير المنجزة والمشيدة من الكتل المصبقة الصنع الذي عملت علية شركة « انركوبروجكت اليوغسلافية «. المعسكر واسع وتتجاوز مساحته ستة كيلومترات مربعة . يحتوي المعسكر على طريق محوري رئيس ينتهي ببناء كبير هو مركز قيادة وعلى جانبي الطريق تقع مجمعات من الأبنية كل مجموعة مكونة من 3-5 أبنية كل واحدة منها ذات ثلاثة طوابق . الأبنية مصنعة ومشيدة من هياكل كونكريتية مسلحة مسبقة الصنع للجدران والسقوف . لم تركب الابواب والشبابيك كما لم يتم العمل على اي من شبكات خدمات البنى التحتية لا للأبنية ولا لشبكات خدمات الموقع كالماء والمجاري وشبكات الانارة والهواتف.
تحدد واجبنا بإجراء المسوح للأبنية والتعرف على حاجاتها من خدمات داخلية وخارجية ووضع التصاميم لكل تلك الخدمات واعمال الانهاءات كالبياض والصبغ . وضعنا التصاميم المطلوبة بالوقت المحدد وسلمت الى مهندسي الشركة للإشراف على الانجاز وما علينا الا دعم مشرفي الشركة الامريكية في توضيح التفاصيل لإنجاز العمل .

معسكر النعمانية
ازدادت الثقة بيننا وبين الشركة المقاولة ، ولذا انيطت بنا اعمال اكمال التصاميم لهذا المعسكر الكبير . شيد المعسكر وقد يكون لإيواء مقر فرقة جيش كاملة . تضمنت الأعمال وعلى غرار معسكر كركوش اكمال جميع الأبنية المصنعة مسبقا والمشيدة من قبل الشركة اليوغسلافية من ناحية الاعمال الختامية للأبنية وجميع شبكات الخدمات الداخلية والخارجية من ماء وكهرباء ومجارِ ومحطات تصفية للماء ومحولات كهربائية وجميع ما تتطلبه اعمال انهاء المعسكر لأبنيه القيادة والتشكيلات الملحقة بها وأبنية ايواء الجنود من ثلاثة طوابق . بعد اكمالنا الدراسات و المسوح باشرنا بوضع التصاميم وتهيئة وثائق المواصفات والمناقصات لجميع الأبنية في الموقع كما باشرنا بإكمال تصاميم أعمال شبكات الخدمات الخارجية للموقع كاملاً.
وللإشراف على العمل كان علينا أن نعين زهاء 35 مهندساً يعملون بتوجيه من مهندسي الشركة المقاولة الامريكية ، يكون دوامهم 8 ساعات يوميا عدا ما يستغرقة الطريق بين بغداد والنعمانية وساعة للطعام ظهرا . عمل مصطفى المفتي اخو غازي بكفاءة على توفير جميع وسائل راحة المهندسين ونقلهم والقيام بكل ما يتطلب من امور تفصيلية لقيامهم بواجباتهم . بدأنا نلاحظ أن بعض مهندسي المقاول الأمريكان أو الأجانب المعينين للإشراف من الشركة المقاوله الامريكية يفتقرون الى خبرة وممارسة. اتضح لنا بعدئذ أنهم
لم يكونوا من المهندسين ، بل كان أحدهم صباغاً من جاميكا والآخر رساماً هندسياً من انكلترا ، لكن مسؤولي رب العمل الأمريكان في المواقع القيادية كانوا من المهندسين ذوي الخبرة والبعض منهم لديه كفاءة عالية ويتمتع بالحديث معنا حول إعمار العراق والأحداث العالمية المتعلقة بالإبداعات الهندسية. لاحظنا مستغربين أن ممثلي الجيش الأمريكي من العسكريين المسؤولين عن الاشراف العام على الأعمال بدأوا يقبلون مواصفات فنية أقل من ما هو محدد في شروط الاتفاقات والبعض منهم يتساهل كثيرا مع المقاولين مما عقد علاقتنا كاستشاريين مع المقاولين الثانويين . استمرت الحالة هذه وازدادت صعوباتنا مع ممثلي المقاول والمقاولين الثانويين الذين نشرف على اعمالهم .
بدأت سيارات مهندسينا عند عودتها مساء بعد انتهاء العمل الى بغداد من النعمانية في أواخر سنه 2005 تتعرض الى اعتداءات مسلحة قبل الدخول الى مدينة بغداد . في نفس تلك الفترة بدأت الحالة الأمنية في بغداد تتردى وبدأنا نسمع بحالات اعتداء على اشخاص واختطافات والمطالبة بتعويض كما بدأنا نسمع قصصاً حول اغتيالات في مختلف أنحاء العاصمة . أقلقني الأمر جدا كما بدأ هذا الموضوع يشكل عامل قلق بالنسبة الى الآخرين كذلك ، وانسحب بعض المهندسين من العمل بسبب هذه الأخبار .وبدأت أقلق وأترقب مواعيد عودة مهندسينا من المشروع ، آملا عدم تعرضهم الى أمر مكروه . هنا قررت عدم الاستمرار بالعمل وعدم تمديد عقد الاشراف هذا.

محاولة غازي المفتي إنكار حقوق المشاركة
ومن الامور الغريبة التي تعرضت اليها ، بعد عمل مركز وبذل جهود لأكثر من سنتين في كركوك وديالى والنعمانية ، على عدد من المشاريع مع الشركة الأمريكية ( Environment Chemical Construction Industries ECCI)
نحن باسم « استشاريو رواد العراق I P Consult» المكونة من (دار العمارة) وامين زوين (دجلة) ومازن كمونة (المعين) ,
مع شريكنا المهندس غازي المفتي باسم « شركة الرميلة «، هي اني عند طلبي من شريكنا غازي سامي تصفية الحسابات المعلقة بيننا الى تلك المرحلة من العمل ، وعند كشف حساباتي وطلبنا كذا مئة الف دولار مع غازي المفتي ، فاجأني بنكران اي حق مالي لنا معه . غازي المفتي وهو ذلك المهندس الشاب الطموح المتخرج حديثا في سنة 1961 والذي عينته مع المهندس عبدالله ضاري على مشروع اسكان الديوانية وحاولت دائما أن اَخذ بيده واوجهه لما يتعلم منه …. ويدعي هو بأنه تعلم واصبح مهندساً على يدي ويكن لي لاحترام ، فوجئت عندما قال لي غازي بأنه لا يوجد لدينا اتفاق أو عقد للقيام بأعمال معكم ولذا فإنه لا يحق لي المطالبة بأي مبالغ عن الأعمال التي قمنا بها. يا لها من صدمة غير متوقعة لا بالنسبة ليس فقط للجانب المادي ولكن ما هو موقفي مع شركائي الآخرين ؟ قررت ان اضبط اعصابي واتحمل هذه الصدمة الآن.
استغربت كثيرا من تفسيرات غازي المفتي , رغم علمي بوجود ما يثبت اتفاقاتنا حول الأعمال . لذا قررت وخلال لحظات أن اتصرف بهدوء وتعقل ، ولاحظت كم أثر عليه تسلم مبالغ كبيرة من الجيش الأمريكي… وتركت الاجتماع مستغربا مع نفسي عن امكانية نكران الاتفاقات عند البعض ونكران حقوق الآخرين ، وكم يحتاج الانسان من شجاعة غير أدبية لنكران حقوق الآخرين ؟ اتصل بي بعد عدة ايام ورجا لقائي لتصفية الحسابات بالشكل الاعتيادي بموجب اتفاقتنا . كم سررت عندما انتهت علاقتي مع غازي وقمت بتصفية حسابات شركائي الاخرين وسددت اتعابهم وغلقت ملف الاتفاقات مع شركة الرميلة بقرار عدم التعاون معها مستقبلا .

تجارب معسكرات الحبانية وحمام العليل و أبو غريب
قررت أن لا أتعاون مع مجموعة غازي أو أي مجموعة اخرى وأن أعمل باسم مكتبي «دار العمارة» فقط . لأني لم الاحظ مساهمة الآخرين بالشكل المطلوب ولكون الأعمال التي طلب مني ان اقوم بها هي من صلب أعمال الهندسة المدنية فقط ولا يوجد أي عمل معماري أو كهربائي . طلب مني «جيف» وهو من المهندسين النشطين لدى رب العمل ECCI ، أن اساعدهم في ارسال فريق لإجراء المسوح ووضع التخطيطات لشبكات الخدمات في موقع معسكر الحبانية . في ذلك الوقت كانت مدينة الفلوجة تشكل منطقة خطرة في ما كان يطلق عليه « المثلث السني» في مقاومة اي اعمال تقوم بها الدولة .
استشرت زملائي في المكتب من المهندسين ، واجابوني بقبولهم بالإجماع لتنفيذ العملية . لذا بعد أن تم الاتفاق مع «جيف» حول الاجور والمدة وشروط العمل ، قررت ان اتبع نفس طريقة العمل التي اعتمدتها في تنفيذ مشروع كركوك . اتفقت مع جيف على منطقة ايواء الفريق وسكنه في الحبانية . هيأنا ما يحتاج اليه الفريق من متطلبات الاقامة كالأغطية والاغذية والماء ، وعدد الطبع والحاسوب ، وخرائط ، ومخططات ، وكلهم بصحبة مساح خبير ومتمكن مع أجهزة المساحة المطلوبة ومهندس معماري ومهندس مدني والمساعدين المطلوبين وكمية كافية من المواد الغذائية مع السيارات اللازمة ومن اعتمدهم في تنفيذ المهمة .
رأس الفريق المهندس مصطفى حسين ويرافقه المساح القدير فلاح السعدون ومجموعته والمهندس جعفر محمد علي مع مهندس معماري ، حددت لهم المهمة بأن يكون الهدف هو خلال فترة الاسبوعين المحددة أن يقوموا بإنجاز أعمال المسوح الموقعية ضمن حدود العمل ورسم شبكات الخدمات الحالية كالطرق والماء والكهرباء كاملة ورسم مخطط المعسكر المطلوب العمل عليه وتأشير المواقع الجديدة المطلوبة وان يعود الفريق فقط بعد أن تكون الخارطة الموقعية مرسومة ومدققه على الكمبيوتر وجاهزة للتوقيع بعد التدقيق في بغداد . حددت الفترة الزمنية بأن تكون اسبوعين للعمل نهارا في الموقع وليلا لتنزيل الحسابات والرسومات ولإكمال المسوح ووضع التصاميم الأولية المطلوبة ، لتدقيقها من قبلي في بغداد وتسليمها الى رب العمل بعد اسبوع من ذلك . انطلق الفريق مع التمويه للسيارات صباحا كيما تظهر وكأنها سيارات تكسي وتمكنوا من اختراق مدينة الفلوجة بدون أن تجلب انتباه الآخرين . وبعد صعوبات التفتيش وتدقيق الهويات ، دخل الفريق الى معسكر الحبانية من الباب الجانبي. مكث فريق العمل لمدة اسبوعين وعلى ضوء الاتصالات الهاتفية مع المكتب ، عمل ليل نهار وقام الفريق بتحقيق المهمة وعاد الى بغداد بسلام مع كل ما حققه من أعمال . من التعليمات الصادرة هي دخول معسكر الحبانية من باب والخروج من باب اخرى . قمنا في بغداد بأعمال التدقيق وإكمال المخططات والمواصفات وتسليم الوثائق الى رب العمل بنجاح .
وعلى غرار ما قمنا به في معسكر الحبانية ، تم تكليفنا بالقيام بأعمال وضع التصاميم واجراء المسوح لكل من معسكر حمام العليل في الموصل ومعسكر أبوغريب في غرب بغداد الذي يطلق عليه « Camp India». وبذلك كنا قد قمنا بأعمال وضع خرائط موقعيه تبين جميع أبنية المعسكرات وشبكات البنى التحتية للمعسكرات ومنها تسهيل أعمال توسيع المعسكرات من قبل الاخرين ، علما أن مساحة معسكر أبوغريب اكبر من مسكر الحبانية بثلاثة اضعاف.

معسكر اابو غريب (Camp India)
معسكر حمام العليل
حيث يتطلب اجراء المسوح الكاملة لجميع شبكات الخدمات في المعسكر خلال فترة اسبوعين . انجز العمل في ظروف عالية الخطورة.

تجاربنا في العمل مع شركة بارسون الاستشارية الامريكية
حضرت شركة بارسون الى العراق سنة 2005 ولديها منهاج واسع للعمل . من مهندسي شركة بارسون المعماريون , كان احدهم زميل المعماري مازن كمونة . توثقت علاقتنا بهذا المعماري واخذنا بزيارته في مقر شركته في فندق الشيراتون في بغداد لتوضيح متطلبات التصاميم .
اتخذت شركة بارسون قرارا بان تكلف مجموعة دار العمارة لما عرفت عن اعمال مكتبنا وامكاناتنا وما علمت عن مازن كمونه بأعمال استشارية ضمن مبلغ نصف مليون دولار خلال هذه المرحلة . تكونت مجموعتنا من المعماري مازن كمونة ، وازاد جرجيس ومهندسي دار العمارة ومهندس امين زوين لأعمال الخدمات .
كلفتنا شركة بارسون ان نضع التصاميم الكاملة لأكاديمية الشرطة في الموصل , وبعدها في كركوك . تتشابه تصاميم الابنية الرئيسية بين الاكاديميتين الا ان شبكات الخدمات تختلف لاختلاف طوبوغرافية الارض والموقع .
تكونت ابنية الاكاديمية من بناية العمادة والادارة وبناية المدرسين وصفوف التدريس وبناية المختبرات والتدريب وابنية اقامة الطلاب والمطاعم مع جميع شبكات الخدمات وساحات التدريب والالعاب .
ونحن ننجز تصاميم اكاديمية الموصل , طلب الينا اجراء بعض التغييرات على تصاميم كركوك … واستمرت التغييرات على متطلبات هذه الاكاديمية الى ان اتخذ قرار بعدم تنفيذها في الوقت الحاضر .
كلفنا بوضع تصاميم لبنايتين لأكاديمية بغداد الاولى هي بناية المختبرات التي عمل مهندسنا ازاد على انجازها . والبناية الثانية هي لمطاعم الاكاديمية في بغداد. بعد ان قمنا بوضع تصاميم المطعم لتقديم الخدمات الى ( 1500 ) عسكري بالوجبة الواحدة , طلب الينا زيادة سعة المطعم الى (2000 ) شخص , وبعد ذلك لاستغرابنا جميعا , طلب الينا مره اخرى زيادة سعة المطبخ الى (3000) شخص . لم تكن مسؤولية مكتبنا وضع تصاميم وتجهيز مكائن ومعدات المطابخ والثلاجات . بل نكتفي بتصاميم البناء حسب الابعاد المجهزة الينا .
انتهت اعمالنا بعد ان قمنا بأعمال الاشراف على اكاديمية بغداد وانتهاء فترة التعاقد بيننا وبين شركة بارسن . لقد كانت حقا فترة التصاميم هذه هي فترة تحديات كبيرة وعمل مكثف لأشهر عديدة قمت بإدارتها وساعدني في كل هذه العمليات صديقي المعماري مازن كمونه ويساعده ازاد وتغلب الوائلي مع المهندسين الاخرين وكادر مكتبنا دار العمارة .

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة