بدأ العد التنازلي للامتحانات النهائية وبدأ معه مارثون الام العراقية لتواكب لحظات ودقائق أحبتها وابنائها ومعاناتهم مع الدراسة والتحضيرات للامتحانات، لاسيما وان اغلب الطلبة والتلاميذ يشكون من سوء الواقع التعليمي مما يضطرهم للجوء الى التدريس الخصوصي، الذي أثقل كواهل عائلاتهم، بعد رفع شعار « الغاية تبرر الوسيلة « وغايتهن هي ان يتمكن ابناؤهن من تحقيق مستقبل مشرق لهم وان كان على حساب وضعهم المادي وامكانياتهم المحدودة اذ تتراوح أجور المدرسين الخصوصي ما بين (500 ألف الى ما يزيد على مليون دينار). وهذا مبلغ يعادل راتب ثلاثة موظفين.
وما كان من الام إلا ان تتقبل هذا الوضع في حين لجأ بعض اخر الى تسجيل أبنائهم في المدارس الخاصة بهدف عدم الاعتماد على التدريسي الخصوصي وضمان وجود تدريس حقيقي، وان كان التعليم مدفوع الثمن، ليس افضل، في ظل تراجع مستوى التدريس في المدارس الحكومية التي يتزاحم الطلاب في صفوفها ليصل عددهم في الصف الواحد 60 طالباً.
ولا ينتهي دور الام بانتهاء الامتحانات، فبعدها تأتي مرحلة انتظار النتائج (وما إدراك ما النتائج وماهي الصدمات التي تحدث جراءها)، ومع ذلك تتأمل الأمهات خيراً.
ولا تتوقع غير النجاح حليفاً لأبنائهن وان كانوا غير مجتهدين او من «الكسالى « الا ان قلب الام لا يتحمل غير ان يتوقع ما هو أفضل وأحسن لفلذات اكبادهن.
تتكرر تلك المعاناة سنوياً بل مع بداية كل موسم دراسي ليحمل الام هماً اضافياً وحملاً لا تسعه الأرض بأن يكون طفل الامس، رجل المستقبل الذي يتبوأ اعلى المراتب واهمها على امل ان يحمل عنها بعض ما حملت عنه طوال سنوات عمره التي اخذت منها ما اخذت بقصد اومن دون قصد، فقد كانت الام والمربية والمعلمة والطبيبة والعين التي لا تغفو لحين اطمئنانها عليهم.
فهي الوطن الذي رفض التفريط بهم والابتعاد عنهم، بل كانت متمسكة بهم وبحلمها بأن يكونوا الأفضل والاجدر بنيلهم النجاح والتفوق.
زينب الحسني
امتحان الأمهات
التعليقات مغلقة