في سياق التدهور الخطير في الخطاب الإعلامي والسياسي الذي يلف وطننا كما الظلام يحيط بالكون، تبدو الأنوار المبثوثة في خبايا العراق وكأنها أمل شاسع. أمل يغذّي قلوب الملتاعين منا والذين يريدون أن يمسكوا بخط ولو رفيع لنقل سفينة العراق الى شاطئ النجاة.
سنضرب صفحاً عن جسارات الكثير من الجماعات على كرامة وطننا وتغولهم على أبناء الشعب مستغلين الأوضاع المواتية للفساد والتحايل وإشاعة التردي في السلوك العام ولهذا نشجع المواطنين على عدم مقاطعة الانتخابات أو أي ممارسة وطنية مكن لها أن تنهض بمعنويات المواطن اليائس من الطبقة السياسية بوجه عام. ولكننا نرى تلك الومضات المنيرة التي تزيّن سماءنا الملبدة وتلهمنا الأمل والطموح في أن نرى نهاية النفق في آخر مطافنا.
إن ومضات الضوء تلك هي بقايا الروح العراقية الأصيلة التي شهد العالم لها في مسيرة العقود السوداء والمنيرة على حدٍ سواء. وبما أن روح التشاؤم غالباً ما تتحول الى اعتياد سلبي من دون شعور واقعي أو ضرورة لازمة إلا أننا نشهد اليوم نهضة هائلة الأهمية في بعض قطّاعات البلاد الحاسمة والتي تعدّ استناداً الى كل المقاييس ظاهرة مضيئة ومشرقة.
واليوم نريد أن نضع يدنا على واحد من القطّاعات التي نقصدها ألا وهي قطّاعات الطاقة والنفط والغاز. وهي في الحقيقة واحدة من نقاط الضوء المنيرة في مناخ العراق الراهن. فالنتائج التي ننظر اليها لا تتوقف عند زيادة منتوجاتنا من الطاقة والغاز بل أنها تعدّ المرتكز النادر لإنشاء مستقبل سليم للعراق يعوض عن الخسائر المفاجئة التي تعرضنا لها قبل ثلاث سنوات من انخفاض في أسعار النفط وصل الى حوالي 45% من المردودات المألوفة من مبيعاتنا.
ويشير الواقع الى أن التطور الكبير في هذا الأمر يعود الفضل فيه الى مجموعة عبقرية من خبراء العراق النفطيين يديرون شركة المشاريع النفطية “SKOP”. والحقيقة إن الإبداع كان على الدوام ديدن هذه الشركة التي تأسست عام 1964.
ولمن لا يعلم من القرّاء الكرام عن مدى أهمية إنجازات المشاريع النفطية نورد بعض المهمات التي قامت بها وفي مقدمتها مد أنبوب النفط العراقي الى تركيا ومثيله عبر الأراضي السعودية وأنبوب كركوك– فيشخابور عبر تركيا وهو أنبوب مستقبلي قيد الإنشاء وأنبوب البصرة– العقبة. والى ذلك نذكر إنشاء مصفاة الصومال .
إن مشروعي أنابيب النفط عبر تركيا وفيشخابور ستسهم في زيادة التصدير الى درجة كبيرة كافية ومهيأة للوصول بالإنتاج النفطي الى عتبة الستة أو سبعة ملايين برميل يومياً مما يضع العراق في مقدمة دول العالم.
وقد أشارت التقارير الأخيرة الى مشاريع الجنوب التي ستفتح أفقاً هائل الأهمية في منطقة البصرة وصولاً الى الحقول العملاقة في الرميلة وتوسيع مقدرة المصافي والخزن والسرعة في تحميل وتعبئة الناقلات باستعمال تقنيات متقدمة للغاية.
إن الحديث عن آفاق المشاريع الأخرى للشركة وتفصيلاتها تحتاج الى الكثير من المعطيات المتعلقة بالقطّاع، ولكننا أردنا اليوم من ذكرنا لهذه الشركة المتفاعلة جداً مع جهود الوزارة وآمال الأستاذ اللعيبي المحترم الذي يبدو أن فريقه يعمل بروحية جديدة تستجيب لخطط الوزير والوزارة. ونحن نحيي كمواطنين وإعلاميين جهد الإخوة في شركة المشاريع النفطية هذه الجهود التي تتماهى مع عمل بقية فروع وزارة اللعيبي الناجحة.
ولعلنا لا نبالغ إذا قلنا أن إنجازات هذه الشركة عجّلت وتعجل في إنقاذ اقتصاد العراق وصناعته النفطية ووصولنا الى مؤسسة فعالة وناجحة يحتاجها وطننا أيّما حاجة في هذه الظروف الحساسة والمؤلمة. وعملها إنما يشكل الرد العراقي على المشكلات والعقبات التي يواجهها البلد.
اسماعيل زاير
شركة المشاريع النفطية منارة عراقية مضيئة
التعليقات مغلقة