وقع السيد وزير الصحة بالاصالة ووزير الصناعة والزراعة والنقل البحري والرياضة والشباب والداخلية، وكالة، العقد مع احدى الشركات الاجنبية لاستيراد معدات طبية وبيطرية وعلفية، واجهزة كشف متفجرات، وملابس رياضية، واجهزة ري بالتنقيط، ومعدات بناء السفن، واجزاء لمعامل الغزل والنسيج وأخرى لإنتاج المشروبات المحلاة، بحضور جميع المدراء العامين بوزارته ومستشاريه الافاضل، بضمنهم المستشار ابو طيبة.
عندما عاد ابو طيبة لمكتبه، ابلغته سكرتيرته الجميلة الشقراء ـ شعرها كان أسودا بالاصل، لكنها تصبغه، ولا علاقة لهذا الموضوع بفكرة المقال، لكنني انسى نفسي عندما ارى شابة جميلة، المهم ـ لنكمل موضوعنا، وقالت له انه تم تحويل 150 الف دولار لرصيده من قبل مكتب السيد الوزير، ويمكنه تسلمه من احد بنوك العاصمة.
ابتسم ابو طيبة، لكن مزاجه تعكر، لان اقرب بنك يبعد 10 دقائق بالسيارة في حال لم يكن هنالك زحام بالسير.. لهذا اتصل باشطر السواق العاملين لديه، وقال له اذهب للبنك الفلاني وتسلم 150 الف دولار، ولديك هدية عندي 500 دولار، شريطة ان توصل 20 الف دولار لزوجتي الاولى أم عموري، اما زوجتي الثانية ام علاوي، والثالثة ام جيهان فتعطي كل منهن 15 الف دولار، بينما بقية المبلغ اي الـ 100 الف دولار توصله بالكامل الى زوجتي الرابعة الصغيرة في شقتها بالمنطقة التي تعرفها.
انطلق السائق وهو يحلم بالمكافأة البالغة 500 دولار، لانه كان يفكر بشراء شاشة بلازما لعشيقته الجديدة..
وفعلا، انجز المهمة، وتوجه لمتجر يبيع الاجهزة الكهربائية، واشترى شاشة بلازما بـ 450 دولارا، وتناول غداءه في مطعم فاخر وراقي، بقيمة 30 دولارا، واشترى علبة سجائر بـ 2 دولارات وباقة ورد بـ 3 دولارات ليهديها لعشيقته الجديدة مع شاشة البلازما ـ لزوم الرومانسية يعني، فبقي له 15 دولارا زائدة، وبينما كان يتوجه لسيارته ـ سيارة الحكومة بالاصل ـ رأى رجلا يشحذ ومعه طفلين صغيرين بملابس رثة، فاعطاه الدولارات الخمسة عشر وقال له «انها هدية من الحكومة».. فابتهج الشحاذ بشكل لا يصدق، فذهب لاقرب محل للبقالة، فاشترى دجاجة مجمدة، وبعض الفواكه والجرزات والحلويات والنساتل، ثم مر على احد باعة المشروبات الروحية واشترى ربع عرق، مع بعض الجاجيك والباقلاء المسلوقة واللبلبي، وعاد للمنزل مع اطفاله.
استقبلته زوجته بفرح غامر وهي ترى زوجها يحمل كل هذه الاطعمة.
وتناولت الاسرة عشاءها اللذيذ، ثم تناول الطفلان بعض الفواكه والحلويات ثم ذهبا للنوم، اما الزوجة فقد استحمت جيدا وكانت الابتسامة لا تفارق وجهها، وزادت ابتسامتها عرضا عندما رأت زوجها يخرج ربع العرق والمقبلات وجلس ليشرب وهو يتباهى كديك ينفخ ريشه بما جلبه للبيت من اطعمة وفواكه وحلويات.
وقضى الزوجان ليلة رومانسية جميلة، وفي الصباح، اجتمعت هذه الاسرة حول المائدة وهم يتناولون الفطور، وقبل البدء باكل ما تبقى من الدجاجة الذي حولته الزوجة الى «تشريب» رفع الرجل الشحاذ يديه للسماء وقال «ربي احفظ لنا هذه الحكومة وأدم نعمها علينا»، وردد بعده طفلاه ما قاله 3 مرات..!!
خدر خلات بحزاني
فوائد الفساد !
التعليقات مغلقة