هشام المدفعي
اعتادت الصباح الجديد ، انطلاقاً من مبادئ أخلاقيات المهنة أن تولي اهتماماً كبيرًا لرموز العراق ورواده في مجالات المعرفة والفكر والإبداع ، وممن أسهم في إغناء مسيرة العراق من خلال المنجز الوطني الذي ترك بصماته عبر سفر التاريخ ، لتكون شاهداً على حجم العطاء الثري والانتمائية العراقية .
واستعرضنا في أعداد سابقة العديد من الكتب والمذكرات التي تناولت شتى صنوف المعرفة والتخصص وفي مجالات متنوعة ، بهدف أن نسهم في إيصال ما تحمله من أفكار ورؤى ، نعتقد أن فيها الكثير مما يمكن أن يحقق إضافات في إغناء المسيرة الإنمائية للتجربة العراقية الجديدة .
وبناءً على ذلك تبدأ الصباح الجديد بنشر فصول من كتاب المهندس المعماري الرائد هشام المدفعي ، تقديرًا واعتزازًا بهذا الجهد التوثيقي والعلمي في مجال الفن المعماري ، والذي شكل إضافة مهمة في مجال الهندسة العمرانية والبنائية وما يحيط بهما في تأريخ العراق .
الكتاب يقع في (670) صفحة من القطع الكبير، صدر حديثاً عن مطابع دار الأديب في عمان-الأردن، وموثق بعشرات الصور التأريخية.
الحلقة 52
دعوة السفير الايطالي في فندق الرشيد وشعور الحرب العالمية
دعاني السفير الايطالي في شتاء 2005 الى العشاء معه بمناسبة وجود رجل أعمال ايطالي في بغداد . وحدد لي موعد لقاء في بيته الواقع في منطقة الصليخ في الأعظمية . كانت بغداد في تلك الأيام في مرحلة الاحتلال الاميركي وانتشار الجيش الاميركي ومدرعاته ودباباته في مختلف انحاء العراق وشوارع بغداد . كان شيئاً اعتيادياً ان نجد جنديين اميركيين يتجولان في أي منطقة من مناطق بغداد كما كنا نشاهد جندياً بكامل قيافته العسكرية في أروقة احدى كليات جامعة بغداد .
حضرت في الساعة السابعة مساء الى داره في الصليخ , واستقبلني أحد مرافقي السفير في حديقة الدار قائلا … تفضل ننتقل الى سيارة اخرى جاهزة لأن دعوة العشاء ستكون في فندق الرشيد . انتقلت الى سيارة السفير المدرعة التي سارت بنا في ظلام تلك الليلة في شوارع بغداد وليس على الطريق الاعتيادي الذي نسلكه اعتياديا حتى دخلت السيارة الى بوابة المنطقة الخضراء قرب جسر الجمهورية وسارت الى الأمام باتجاه بوابة الجسر المعلق حتى وانحرفت الى اليمين آخذه طريق خارجي في المنطقة الخضراء يعود بنا حتى وصولنا الى فندق الرشيد . دخلت الفندق الذي كنت قد دخلته الكثير من المرات قبل تغيير النظام ، واذا بفندق الرشيد وهو الفندق الحكومي الرسمي ذو خمس نجوم وبأبهته الفخمة وحدائقه المتميزة, يلبس وجهاً مختلفاً تماماً محاطاً بأكياس الرمل ضد القذائف الثقيلة وتشوبه الترتيبات العسكرية التي تعطي الفرد شعورا بأنه في أرض المعركة . وما ان دخلت الفندق حتى لاحظت رفع وإبدال لوحة الرئيس الاميركي «جورج بوش الابن» المصنوعة من الموزائيك والموضوعة في الارضيات المرمر في الباب الرئيس لدخول الفندق والتي كان يطأ الوجه حذاء كل داخل الى فندق الرشيد . اصطحبني احد مرافقي السفير مباشرة الى قاعة « الوطني « وهي قاعة الطعام الرئيسية والتقيت مع السفير « ديمتري « وبعد الترحاب عرفني على السيد « دي اوليفو» وهو رجل أعمال كبير من مدينة ميلانو الايطالية حضر الى بغداد راغبا في استكشاف الوضع الأمني في بغداد والتعرف على فرص العمل في العراق . تحثنا عن نشاطات الشركات العالمية التي عملت في بغداد قبل الاحتلال ومنها الشركات الايطالية والاشخاص الايطاليين الذين عملوا في بغداد والعراق سابقا . انتبهت مرة اخرى الى ان جميع شبابيك المطعم محصنة عسكريا وموضوعة امامها جدران من اكياس الرمل ، كما سمعت العزف المنفرد يعزف على القانون من احدى زوايا المطعم الواسع . هذا العزف الجميل على آلة القانون اضفى على جو الصالة الطعام اجواء الراحة والاسترخاء ولاحظت ان معظم موائد الطعام محجوزة الى عسكريين ومعهم افراد من المدنيين .اما العسكريون فهم بالملابس العسكرية وبرتب رفيعة يلمع معدنها النحاسي احيانا والموائد مهياة بأحسن ما تتطلب اصوليات مطاعم الدرجة الاولى . كل شيء عسكري عدا الهيئات الدبلوماسية والقليل من رجال السلطة غير المعروفين في تلك الفترة هي كل ما نشاهدها على الموائد عدا (البويات) الذين يقدمون الخدمة المطلوبة وهم بالزي المعروف . ذكرتني تلك الدعوة والسهرة في مطعم فندق الرشيد بأفلام الحرب العالمية الثانية التي شاهدنا فيها حضور الضباط والجنود البريطانيين العائدين من الاجازات الى مدنهم وهم يتمتعون بوجودهم في المطاعم وساحات الرقص والكل بالزي العسكري عاكسين للمشاهد ظروف الحرب خارج المطاعم . شكرت السفير على دعوته وكذلك ضيفه الكريم وعدت بالسيارة نفسها الى سيارتي على نفس الطريق الذي قدمت منه.
تعريف الملحق الزراعي الاميركي على الأصدقاء في داري
في دعوة السفير الايطالي بمناسبه « اليوم الوطني الايطالي « في المقر الموقت للسفارة الايطالية في المنطقة الخضراء سنة 2005 ، التقيت مع الملحق الزراعي الاميركي في بغداد ، وبعد أحاديث عن الزراعة في العراق وامكانات الحصول على الدعم الاميركي لتطوير الزراعة والاستفسار عن نشاطاته في بغداد ، بين بأنه يرغب في لقاء بعض المثقفين العراقيين والتحدث معهم خارج نطاق وظيفته الرسمية . وبين بشكل متذمربأنهم معزولون تماما عن المجتمع العراقي ويرغب بالتعرف على الطبقة المثقفة بالعراق . أعلمته باني أرحب به في احدى الدعوات الاجتماعية القريبة في داري في المنصور حيث نلتقي مع أصدقائنا ومعارفنا بين فترة واخرى . ولما وجهت له هذه الدعوة أجابني بأننا غير مصرح لنا بترك السفارة الاميركية إلا أنه رغم ذلك ، يرغب في حضور دعوتي وقال ، عندما ترسل لي الدعوة بالبريد الالكتروني مع تحديد المواعيد ، ورغم إنني سأجاوبك بالاعتذار إلا أنني أرغب في الحضور. رحبت بذلك واتفقنا بأنني سأكون شخصيا مساء يوم الدعوة بانتظاره في زاوية بناية وزارة الاسكان قرب فندق الرشيد في سيارتي ونذهب الى داري في المنصور ، وستكون العودة على نفس الطريق.
انتظرته في سيارتي في السابعة مساء ولاحظت خروجه من سيطرة فندق الرشيد وبالفعل التقيت بالملحق الزراعي الاميركي في الموعد المحدد وصاحبته الى داري مرورا بمعرض بغداد الدولي وبعد الترحيب به عرفته على العديد من أصدقائنا الحاضرين وكان منهم د. نوري مصطفى بهجت وهو صديق قديم مختص بالعلاج الطبيعي و د. وليد الهاشمي وهو استاذ في جامعة بغداد وزوجاتهم وأخي قحطان المدفعي وهو من المعماريين البارزين في بغداد وعرفته على عازف العود الشهير سلمان شكر ، كما حضر من الضيوف الأجانيب مراسل جريدة « الواشنطن بوست الاميركية « ومساعده وعدد من الأصدقاء والصديقات الذين لايزالون باقين في بغداد . تخللت السهرة التي تناولنا فيها ما طاب لنا من المشروبات ,العديد من الأحاديث غير السياسية واستمعنا من الاستاذ سلمان شكر ، الى عزف جميل على اله العود لعدد من القطع الموسيقية الكلاسيكية التي يعود البعض منها الى عهود بعض الخلفاء العباسيين المهتمين بالعزف على العود ، والبعض الآخر مقدما له بأبيات شعرية من ابداعات الشاعر الفارسي المشهور عمر الخيام . تخللت جلساتنا في تلك الامسية حوارات حول العديد من الأحداث المتعلقة بالثقافة والموسيقى والأدب والشعر والتأريخ والتراث . وبعد ذلك تناولنا طعام العشاء المكون من بعض المأكولات الشرقية وبعدئذ شرب الشاي من السماور. اتضح لنا بأن اولئك الأمريكان هم من المثقفين وذوي التجارب في بلدان مماثلة . تمتعنا بالحديث بيننا وما أن قاربت الساعة الحادية عشرة مساء وقبل حلول ساعة منع التجول التي تكون في الثانية عشرة ليلا ، غادرنا السهرة وقمت بإعادة ضيفي الى الموقع نفسه الذي يوصله الى فندق الرشيد. أشعر بسعادة عندما امكنني تهيئة هذه الفرصة للتعرف على احد الأمريكان المثقفين من ناحية , ومن الناحية الثانية اتضح للملحق الاميركي ان المهنيين المثقفين العراقيين من الطبقة الوسطى لا يختلفون عن اقرانهم في دول العالم المتقدم.
إعادة بناء العراق الجديد مع البنك الدولي 2004
من مناهج اعمار العراق خططت الحكومة الاميركية دخول عدد من شركاتها الكبرى لصيانة بعض المشاريع المدمرة مثل الكهرباء والماء والمدارس والمستشفيات والبعض الآخر لاعادة تأهيل بعض دوائر الوزارات ودوائر الدولة بدأ من البرلمان.
انيطت االمسؤولية هذه الى بعض كبرى الشركات الاميركية العملاقة ومنها شركة «بكتل»
علماً من اصدقائنا المهندسين الذين عادوا الى العراق وهم متعاقدون مع هذه الشركات العملاقة لتنفيذ مشاريع محددة ان شركة «بكتل» مع مثيلاتها ، قد وقفوا عقود تنفيذ اعمال بناء المشاريع الجديدة الصغيرة او صيانة المستشفيات والمدارس ومحطات الخدمات دون ان يعلموا مواقع هذه المشاريع او حتى البلد الذي سيعلمون فيه عند استلام أمر المباشرة بالعمل . هذا أمر لايمكن ان يصدق من قبل المهندسين … ولم تحدث سابقه مثل هذه كما نعلم … لكن هكذا بدأت الامور.
تسلم مكتبنا «دار العمارة» دعوة هاتفية من مكاتب البنك الدولي في بغداد لتقديم عرض لاعادة تأهيل مدرستين احداهما مدرسة ثانوية والاخرى ابتدائية . هيأنا مفاهيمنا للمساهمة في هذه المشاريع المهمة في اعادة اعمار العراق وهيأت شخصياً المبادئ التصميمية من كتب وكراسات لانشاء المدارس الحديثة بموجب متطلبات اليونسكو المحدثة .
تسلمنا المواصفات الموضوعة (RFP – طلب تقديم عرض ) من قبل البنك الدولي واذا بها تختلف كلياً مع مفاهيمنا في بناء المدارس للعراق الجديد .
طلب الينا (تقديم عرض استشاري) وان نعتمد خرائط تصاميم المدارس الموضوعة من قبل مديرية المباني العامة في أربعينات القرن العشرين واعادة رسمها كما هي وتهيئة وثائق المناقصات للاعلان عنها واحالة العمل الى احد المقاولين والاشراف على العمل طيلة فترة الانشاء والصيانة .
كانت هذه المواصفات مفاجئة الينا . كنا كمهندسين مندفعين بكل كياناتها لاعادة اعمار العراق وبناء العراق الجديد ومتوقعين ان نعمل لتجديد مالدينا من مدراس وابنية تعليمية لبناء جيل جديد وتحديث هذا البلد المحطم . اعتذرنا عن الاشتراك في هذه المناقصات . وبعد التداول في تفاصيل هذا الموضوع ومبادئ العمل مع شريكنا المعماري الاستاذ مازن كمونة قررنا ان نحاول اقناع دوائر البنك الدولي في تغيير مبادئ العمل والتمسك في بناء مدارس مستندة على المفاهيم الحديث لتريية الطلاب عن طريق وادخال تصاميم حديثة متطورة تساعد المعلم على تربية طلاب يكونون نواة لجيل جديد.
زرنا الدائرة المعنية والمسؤولة عن هذه المشاريع ووفوجئنا بعدم وجود مايستحق أن يطلق عليه دوائر تمثل البنك الدولي . ورغم كل الاحترامات التي قوبلنا بها في هذه الدائرة الا انها وان افتقرت الى غرفة اجتماع او مكاتب تليق بهذا الاسم ، فقد التزموا بموقفهم حول مبادئ العمل وعدم قبول مبدأ تحديث للمدارس . ولكن لايمكننا عن طريق هذه الدائرة تغيير مبادئ العمل .
طلب منا مرة ثالثة أن نوافق على تقديم عرض بموجب متطلباتهم … ولكن مع الاسف . قررت ان اتصل مع مكاتب البنك الدولي المسؤول عن إعمار العراق في واشنطن . وبعد التأكد من اسم المكتب المعني هناك … خابرت الشخص المعني وشرحت له موقفنا كاستشاريين ورجوت تأييد طلبنا في تجديد التصاميم . لم نحصل على الموافقة المطلوبة ولذا قررنا عدم الاشتراك في مشاريع لاتدعوالى التجديد .
وفي نفس الوقت في بغداد كانت وزارات الدولة تهيئ ممثيلن لارسالهم الى اسبانيا لحضور مؤتمر للدول المانحة للتبرع بمبالغ لإعمار العراق . حضرت ندوة توضيحية حول مفاهيم عرض متطلبات الوزارات واساليبها ، دعت لعقدها السفارة الاميركية … حضرت في تلك الندوة ممثلاً للتجمع الديمقراطي بتكليف من د. مهدي الحافظ ..وتم شرح تلك المفاهيم من قبل بعض الخبراء الامريكان ، كما تم عرض بعض متطلبات الوزارات . لاحظت لاول مرة بعد تغيير النظام ان ممثلي حكومة اربيل رفضوا سماع كلمة حاجة «شمال العراق» من مبالغ عندما ذكرها في مجال عرضه لحاجة وزارة الاسكان والتعمير واشاروا بحدة الى استعمال اسم «كوردستان» هنا لاحظت دخول الاَراء المتطرفة في المفاهيم السياسية الحديثة .
على كل حال ، عقد مؤتمر مدريد وتبرعت دول العالم بما يمكنها من مبالغ لإعمار العراق . مجموع ما حصلت عليه امريكا لإعمار العراق في هذا المؤتمر كان نحو(38) مليار دولار امريكي .
كنا في تلك الفترة نعلم أن حكومة الولايات المتحدة الاميركية قد خصصت مبلغاً آخر من قبلها لاعمار العراق وهو بحدود (36) مليار دولار كذلك.
ونحن كمهندسين إزداد أملنا في بدء تحقيق اهداف اعمار العراق . ولكن مع الاسف وفي نفس هذه المرحلة من الزمن بدأت اعمال الحركات الارهابية تظهر في ساحات بغداد والمدن العراقية . بدأنا نسمع يومياً احداثاً متطرفة في اعتداءات مسلحة هنا وهناك . ازدادت بشكل واضح هذه الاعتداءات والاغتيالات في جميع انحاء العراق وبغداد كذلك . كنا نستمع الى الاخبار المحلية لتعلن عدد الاغتيالات والقتلى يومياً في بغداد . احد اصدقائي وهو ضابط عسكري برتبة عميد يسكن في منطقة الداوودي من بغداد ، قتل برصاص صادر من سيارة مارة بسرعة وهو واقف امام داره بتطلع على إلى السيارات المارة من امام داره .
هذه الحالات المتطرفة ازدادت كثيراً ومنها بالطبع حالات الاعتداءات على الجنود العسكريين المنتشرين في بغداد والقطعات العسكرية . اغتيل جندي امريكي في جامعة بغداد وآخر في شارع الخلفاء وانفجرت عبوة ناسفة امام مطعم الساعة في شارع 14 رمضان – بغداد . تكاثرت هذه الحالات الى درجة اصبح فيها واجب القطاعات الاميركية الى درجة اصبح فيها واجب القطعات الاميركية محاربة الارهاب من داخل العراق.
هدفي من هذه الاحاديث هو اعمار العراق ولا اريد التحدث عن مفاهيم مقاومة المستعمر من الداخل ، وهي بعض المفاهيم التي بدأت تثبتها بعض الكتل الدينية السياسية المتطرفة . كل هذه الاحداث ازدادت الى درجة اصبح الوضع غير آمن في بغداد وتبلغ حالات الاغتيالات مئات والوف شهرياً .
حولت الولايات المتحدة المبالغ المخصصة لإعمار العراق الى مبالغ لدعم مقاومة الارهاب . استمرت هذه الحالة لفترات طويلة وسنين ، مما ادى الى التحدث عن خروج الامريكان في العراق.
لم نحصل من هذه العمليات على اعمار للعراق ولم نحصل حتى على اصلاح ما خربته عمليات تحرير العراق ولم نحصل الا على بلد مخرب ومحطم ويتطلب الكثير الكثير لإعادة بنائه .
العمل مع الشركات الاميركية (ئي سي سي آي)
أعلمني زميلي المعماري تقي الشيباني في أوائل 2004 برغبة السيد نمير العقابي ، أن نقوم بوضع التصاميم له لاعادة إعمار معسكر التاجي. وفي اجتماع فريقنا المكون مني ومازن كمونة وأمين زوين مع السيد نمير ، طلب منا أن نكمل وضع التصاميم لمعسكر التاجي ليباشر بعمله خلال ثلاثة أسابيع . لم يكن طلبه من حيث الوقت ينسجم مع اساليب ممارسة المهنة في العراق لإكمال التصاميم لذلك المعسكر الكبير جدا ، ولذا قررنا في الاجتماع ، أن لا نقبل الطلب آسفين .
وبعد مناقشة طلب نمير مع نفسي خلال أيام بعد ذلك ، وادراكي ان الشركات الاميركية ترغب عادة بإكمال عملها طالبة السرعة في الانجاز ، توصلت الى قناعة بأن الشركات الاميركية القادمة الى العراق لها رغبة تختلف عن ما اعتدنا على ممارسته في العراق وان أهمية الوقت لديهم كبيرة وان اسلوب عملهم يختلف عن ممارساتنا في العراق ، ولذا عندما فاتحني المهندس غازي المفتي حول وضع تصاميم موقع مطار كركوك K1 لتغييره الى معسكر ومطار لصالح المقاول شركة ECCI الاميركية ، وخلال فترة شهر من الزمن ، وافقت وبينت استعدادنا لتنفيذ العمل .