وسط قصف مدفعي واجتياح للمزارع
متابعة ـ الصباح الجديد:
اتهمت روسيا «جيش الإسلام» بخرق الاتفاقات السابقة واستهداف المدنيين في دمشق، محملة «قيادة انقلابية» في الجيش مسؤولية انهيار المفاوضات على خلفية «تصفيات جسدية» للمفاوضين الراغبين بالتوصل إلى حل لخروج المسلحين وعائلاتهم من دوما.
وفيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن 11 شخصاً، بينهم أطفال، أصيبوا أمس الاول السبت بحالات اختناق إثر قصف جوي لقوات النظام السوري على دوما، آخر معقل للمعارضة في الغوطة الشرقية، تحدثت «الخوذ البيض» (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل المسلحة) عن قصف جوي بـ «الغازات السامة»، الأمر الذي سارعت دمشق إلى نفيه. وكانت طائرات النظام شنت أمس الاول السبت أكثر من مئة غارة على دوما باستخدام البراميل المتفجرة، وسط قصف مدفعي واجتياح من أكثر من جبهة للمزارع القريبة من المدينة.
وقال رئيس مركز حميميم للمصالحة الجنرال يوري يفتيشينكو، إن «عملية خروج المدنيين وعائلاتهم من دوما توقفت لأن المتطرفين استأنفوا الأعمال القتالية ضد القوات الحكومية».
وأوضح أن الجانب الروسي حصل على «معلومات من المساعدين المقربين من القائد السابق للفصيل أبو همام، بأنه نتيجة الاختلافات بين المقاتلين المتشددين وأولئك المستعدين للمشاركة في عملية التفاوض، تمت تصفية أبو همام، وأبو عمر وأبو علي».
وذكر الجنرال أن نتيجة الاتفاقات بين أبي همام ومركز حميميم للمصالحة «غادر 33345 شخصاً المدينة، بينهم 29217 مدنياً، و738 مسلحاً و3390 من أفراد عائلاتهم منذ 5 آذار الماضي إلى شمال حلب».
وحمّل يفتيشينكو «مسلحي جيش الإسلام، الذين يتزعمهم القائد الجديد أبو قصي، مسؤولية عدم تطبيق الاتفاقات التي تم التوصل إليها سابقاً، وعرقلة خروج المدنيين من مدينة دوما عبر الممر الإنساني»، متهماً «المتطرفين» باستئناف الأعمال القتالية ضد القوات الحكومية السورية في الساعات الـ24 الماضية، «باستخدام السكان المحليين دروعاً بشرية».
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن «المسلحين المتطرفين نفذوا عدداً من «عمليات الترهيب»، وأطلقوا النار على «متظاهرين مدنيين داعمين خروج عصابات المتشددين من دوما».
هذا وبث التلفزيون الحكومي السوري مباشرة امس الاول السبت عمليات قصف دوما، وظهرت أعمدة الدخان في أكثر من مكان في المدينة التي انقطعت الاتصالات عنها لفترة طويلة، في مقابل عرض مشاهد دمار طاولت مساكن وسيارات قال إنها نتيجة قذائف صاروخية وهاون أطلقها «جيش الإسلام» من دوما. كما تحدثت وسائل إعلام النظام عن سبعة قتلى وعشرات الجرحى، فيما لم تصدر حصيلة نهائية للضحايا في دوما نتيجة استمرار الغارات الجوية والمدفعية بكثافة.
على خط موازٍ، انتقدت تركيا أمس، الولايات المتحدة في شأن إرسال ما وصفته «رسائل ملتبسة» حول سورية، وقالت إن واشنطن تُحدث ارتباكاً بالمراوغة حول دورها المستقبلي في البلاد. واتهم الرئيس التركي فرنسا بتشجيع الإرهابيين «باستضافتهم» في قصر الإليزيه، وسط خلاف ديبلوماسي بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي في شأن دعم باريس «قسد»، كما صرح الناطق باسم الرئيس التركي بأن بلاده تتحدث إلى روسيا في شأن بلدة تل رفعت السورية، وبأنها لا ترى حاجة للتدخل في المنطقة، في ظل تأكيد موسكو عدم وجود وحدات حماية الشعب الكردية السورية هناك.
وفي تطور آخر، أعلن فصيل «المقاومة الشعبية في المنطقة الشرقية» الموالي للنظام السوري، استهدافه قاعدة أميركية في محافظة الرقة شمال البلاد. وأصدر بياناً ذكر فيه أن عناصره استهدفت بالصواريخ الجمعة الماضية القوات الأميركية في قاعدة لها بمعمل أسمنت «لافارج» في منطقة عين عيسى بريف الرقة الشمالي، مشدداً على أن الاستهداف جاء على رغم تحليق مقاتلات التحالف الدولي في سماء المنطقة.
ونفت مصادر قيادية في «قوات سورية الديموقراطية» ذات الغالبية الكردية، وأهم حلفاء واشنطن على الأرض، هذه الأنباء، ونَقل عنها ناشطون معارضون من «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، تأكيدها أن المنطقة لم تتعرض لأي قصف خلال الساعات الـ24 الماضية.