تضامن عبد المحسن
شاعرة واعلامية، عملت بخطوط متوازية في العطاء الابداعي لهذين المجالين، اذ صدرت لها مجاميع شعرية هي (لك مبتدأ الحروف) و (الحب واشياؤه الأخرى) و(ترافة ماي)، كما لها ديوان شعر شعبي، إضافة الى مجموعة شعرية مشتركة صدرت عن اتحاد الادباء والكتاب في العراق حملت عنوان (رفيف الثريا)، ومجموعة أخرى مشتركة بعنوان (رابسوديات)، ومؤخرا صدرت مجموعتها القصصية الأولى، وهي مجموعة قصص مشتركة مع القاص محمد عواد عن دار ومكتبة سطور، وهي معدة ومقدمة برامج في الاذاعات المحلية، وصحفية كتبت العديد من القصائد والمقالات التي نشرت في الصحف العراقية والعربية، إضافة الى المواقع الثقافية الالكترونية، وكذلك ناشطة مدنية تتواجد في التظاهرات المطلبية، فهي حذام يوسف طاهر.
احتفت بها جمعية الثقافة للجميع مساء يوم 17/3/2018، للحديث عن تجربتها الاعلامية والادبية، وادار الجلسة الشاعر جاسم العلي.
بدأت الجلسة بقراءة شعرية تعريفية:
……كل حرف لي حكاية
تملأ الدنيا جمال
الحاء حب وحوار وحنين
والذال ذاب في ثنايا الياسمين
والالف مفتاح لكل الاسئلة
والميم ساكن لايقبل التأويل
ولا نصف الحكاية المؤجلة
في عيوني تسكن الاحلام سربا من خيال
في سكوني ثورة المعنى
وفي غضبي عناء
………….
لتتحدث عن سيرتها في بدايات طفولتها وشبابها حيث العائلة المنفتحة على ثقافات الشعوب من خلال ماوفرته من مكتبة (عظيمة) التي مثلت الزاد لحذام، لتقرأ كثيرا وتطلع على الآداب العربية والعالمية وهي في مقتبل العمر، لتتمكن بعد ذلك من صياغة مفرداتها الخاصة بها في التعبير عن ذاتها واختلاجاتها.
وعن كتابة الشعر تقول حذام: بداياتي كانت في الاعدادية والمتوسطة، ومازلت احتفظ بدفتر مذكرات يحوي كتاباتي الاولى، كما تناولت عملها كإعلامية وصحفية.
جرى بعد ذلك تقديم قراءات نقدية لشعر حذام يوسف، وكان اولها للناقد اسماعيل ابراهيم عبد قائلا (بمتابعتي لعدد من قصائد شاعرتنا، فانها ذات طابع فيه نوع من الادهاش الفلسفي الى حد ما، واقصد بالفلسفة ليست عبارات التورية، بل من مفهومي الشخصي انها مقاصد عميقة مابعد الاثر. وعندما اريد ان اتحدث عن حذام، فأنني اقول لها وعي صادق حد الانعكاس المباشر، يؤرقها كل خلل ويحتويها كل امل، في مجموعتها (الحب واشياء اخرى) تبعث لنا رسائل، جميعها تخص الانسان. كما ان هذه المجمايع الشعرية انا اسميها مقطعات شعرية وهي ند مباشر او غير مباشر لما يسمى بالهايكو عند اليابان، بمعنى تأخذ سطرين الى ثلاثة اسطر وتأتي بعدها بايقاع جديد ومعنى اخر، لكن جميع ذلك يقع ضمن الشبكة العامة في المهيمن الفكري). مضيفا الى ان حذام كتبت بوعي واحساس خاص في المعني وتعطي المعنى تلقائيا دون ان تتمثل اشياؤها.
فيما تحدث الناقد يوسف عبود جويعد عن الشاعرة قائلا (بمرورنا بنصوص عديدة للشاعرة، يكون الحب فضاءً لها، بين الشوق واللهفة لرؤية الحبيب، وبين نفاد الصبر، نجد حصة الحب الكبير للوطن، حيث وفرت له فسحة مهمة ضمن ثنايا نصوصها الشعرية، والتي وظفت فيها الشاعرة الحب بكل انواعه.
وكان للناقد علوان السلمان ورقته التي بدأها قائلا (حذام بايجاز شاعرة حالمة شفيفة تراقص الحب لتكوّن قصيدة، في رأيي الخاص، حذام يوسف شاعرة قصيدة ومضة وليست شاعرة قصيدة، حتى عندما تقرأ قصيدتها الكاملة تجدها مقطعية، تتسم بالتكثيف الجملي، والايجاز، والاقتصاد في اللغة، والضربة الاسلوبية الادهاشية التي تحول مجرى النص، التي تنقلك الى نص وحدث جديد). مضيفا ان للنص الومضي افق متسع الرؤى بتجاوزه المبنى والمعنى منطلقا من القول النثري.
كما اشار السلمان الى ان النص الومضي الذي تتصف به الشاعرة حذام يتسم بكونه نص يتميز بنزعة سردية موجزة ومقصدية فضلا عن التزامه الاقتراب وتجنب الوصف والمبالغة في الاسهاب.
هذا وكانت للعديد من الحاضرين مداخلات عكست ارائهم في كتابات الشاعرة حذام وفي كتاباتها الصحفية، لتنتهي الجلسة بتوقيع دواوينها.