قدوتي مواقف وتجارب ستظل تطوّق عنقي ما حييت

العمل المهني والقراءة المتواصلة حجر زاوية للنجاح
«الصباح الجديد» تحاور الصحفي الرياضي محمد إبراهيم:
بغداد ـ فلاح الناصر:
الصحافة الرياضية المكتوبة قدمت العديد من الاسماء التي تميزت بالنقد البناء بعيداً عن التشهير، كان حرص الصحفي منذ ذلك الجيل، وما يزال هو تقديم المادة القيمة لجمهور القراء، الذين انحسر بالتأكيد عددهم بسبب الثورة التكنولوجية والانفتاح الإعلامي الكبير، لكن الحديث مع رجالات الصحافة ممن امضوا عقودا في المهنة، يعد متميزاً، ففيه تجارب ومواقف عالقة في الأذهان، لذلك حرصت «الصباح الجديد» ان تحاور الصحفي الرياضي، الزميل، محمد إبراهيم، لتخرج بحصيلة نقدمها للقراء الكرام في السطور التالية:

كيف ترى تأثير الصحافة المكتوبة اليوم مقارنة بالامس ؟
ـ لا اعتقد ان اثنين يختلفان على ان دور الصحافة المكتوبة انحسر وتضاءل كثيرا في عصر الانترنت والقنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي اذ بات بامكانك بكبسة زر او لمس جهاز تحكم عن بعد، الاطلاع على اخر الاخبار ومتابعة احدث الفعاليات بسهولة ويسر فضلا عن تسليط حزم الضوء على كل صغيرة وكبيرة يثار حولها الجدل قبل ان يحسم امره بلقطات فيديوية دقيقة بالافادة من ما بلغته تقنية التصوير هذا فضلا عن تحليلات نخبة من المتخصصين الملمين الذين اكسبهم العمل المتواصل خبرة كبيرة وتمرسا ملموسا .

بعد الانفتاح الاعلامي وتوسع حلقاته … برايك هل تصمد الصحافة المكتوبة طويلا ؟
ـ يمكن ان تصمد الصحافة المكتوبة طويلا لان لها عشاقها الذين لايمكن ان يستغنوا عنها تماما مثلما هو الحال بالنسبة للكتاب المطبوع الذي يظل لتقليب صفحاته سحر لايضاهى وان امتلأت المواقع الألكترونية بمئات وربما الاف العناوين التي بامكانك قراءتها متى شئت.

ما ابرز النقاط التي ترى ضرورة توفرها للحفاظ على بريق صاحبة الجلالة ؟
ـ اعتقد ان تهيئة الامكانات المادية واختيار العناصر الخبيرة والكفوءة لقيادة العمل وتوفير الدعم المادي والمعنوي اسس من شأنها الحفاظ على بريق صاحبة الجلالة مادام ان في العراق امكانات صحفية رائعة سواء من الرواد او الشباب القادرين على النهوض بواجباتهم خير نهوض.

جيل صحفي جديد … مايحتاجه ليكمل مسيرة الرواد ؟
ـ بين صحفيي الجيل الحالي اكثر من اسم مميز بامكانه حمل المشعل واكمال المسيرة، لاسيما وان ظروف العمل الان باتت افضل بكثير في ظل التطور الهائل في تكنولوجيا المعلومات وتوفر وسائط النقل واعتقد ان العمل بمهنية هو حجر الزاوية يتبعه القراءة المتواصلة حتى لما هو غير رياضي من اجل اكتساب الخبرة واغناء المعلومات.

يعاني الصحفي الرياضي من عدم نيل حقوقه اسوة بالرياضيين لاسيما عدم شموله بالقانون الخاص بالرياضيين الرواد والابطال … هل ترى في ذلك تهميشا للمشاركين في الانجازات ؟
ـ برغم ان معظم المسؤولين مافتئوا يرددون «الاسطوانة المشروخة « التي تشير الى ان الصحفي شريك في الانجاز فان العديد من التجارب رسخت القناعة بان مايظهرونه خلاف ما يبطنونه وشاهدنا في ذلك عدم شمول الصحفيين الرياضيين بالقانون الخاص بالرياضيين الرواد والابطال وغيابهم عن معظم قوائم التكريم لوفود الفرق والمنتخبات التي تحقق انجازات خارجية متميزة بمبررات واهية تدعو للسخرية لابل ان الادهى من ذلك صدور قرارات من اعلى المستويات الحكومية سواء في مايتعلق بالصحفي الرياضي او الرياضيين من دون ان يتم تطبيقها او ان يصار الى تنفيذها في عدد من المحافظات من دون ان تطبق في اخرى وحتى لانغرق في العموميات نشير على سبيل المثال لا الحصر عدم حصول اعضاء وفد المنتخب الاولمبي بكرة القدم المتاهل الى نهائيات دورة ريو وبينهم الصحفيون من سكنة بغداد فقط على قطع الاراضي التي اوعز مجلس الوزراء بتوزيعها في حين حصل عليها زملاؤهم في محافظات اخرى .

ماذا زرع فيك اساتذة الصحافة السابقون ؟
ـ التواضع وحب المهنة والحرص والدقة في نقل المعلومة والمتابعة الدؤوبة للانشطة واحترام من سبقنا في الميدان لينهل من ينابيع الحياة والمهنة.

شريط ذكريات البداية … كيف ترويه للقراء ؟
ـ لقد ولجت عالم الصحافة الرياضية مترجما لعدد من المواضيع التي نشرت وقتها في جريدة الرياضي التي كانت تصدر عن مطبعة دار الزمان المجاورة للبناية القديمة لوزارة الدفاع بعد ان وجدت الدعم والتشجيع من الرائد الراحل شاكر اسماعيل وقد كان يومها ملحق الرياضة والشباب لجريدة الجمهورية الذي يصدر كل يوم اثنين المطبوع الاكثر رواجا وانتشارا والذي ينتظره القراء والمتابعون بلهفة مابعدها لهفة وكنت احلم بالكتابة له.
وقد فكرت حينها ان اجرب حظي فارسلت موضوعا مترجما الى استعلامات جريدة الجمهورية وذهلت عندما وجدته منشورا في اول عدد للملحق غير ان المفاجأة انه نشر من دون ان يكتب اسمي الامر الذي دفعني للذهاب الى مقر الجريدة لادخل غرفة القسم الرياضي وهناك وجدت قامات اعلامية من طراز الراحلين عبد الجليل موسى ويحيى زكي والصحفي المصري نبيل محسن وعندما سألت عن سبب نشر الموضوع من دون ان يحمل اسمي سالني الراحل يحيى زكي هل انت محمد ابراهيم فاجبت بنعم ليكلف نبيل محسن باختباري بالترجمة فاعطاني قطعة لترجمتها وعندما اومأ له بالرضا عن امكانيتي سألني كم تتقاضى من جريدة الرياضي فاجبتهم باني لا اتقاضى اي مبلغ وعاد ليسألني هل ترغب في ان يقتصر نشاطك على الجمهورية مقابل مبلغ من المال « عرفت في ما بعد انه ثمانية دنانير شهريا « اجبت بالنسبة لي فان مجرد ان اجد اسمي في الجمهورية هو حلم كبير ومنذ ذلك الحين وانا اتواصل في نشر المواضيع وسرعان ما اخبرني الراحل عبد الجليل موسى بان بامكاني نشر الاخبار والحوارات والمواضيع المحلية وعدم الاقتصار على المواضيع المترجمة طالما وجدوا في الامكانية التي تؤهلني لذلك لتكون انطلاقتي الحقيقية في بلاط صاحبة الجلالة.
واتذكر اني كنت كل يوم احد احرص على البقاء حتى طبع الملحق مساء لاخذ نسخة اقلبها وانا انتقل بباص المصلحة من باب المعظم الى الباب الشرقي وسط دهشة وفضول الركاب لاسيما متابعي النشاطات الرياضية لانهم اعتادوا ان يترقبوا صدور الملحق صباح الاثنين وبينهم من يحجز نسخته سلفا.

هل تتذكر اول موضوع صحفي كتبته في اي صحيفة وفي اي يوم وعام ؟
ـ اعتقد انه موضوع مترجم عن بيرتي فوغتس كابتن منشنكلادباخ ومنتخب المانيا الغريبة وقد نشر في جريدة الرياضي في الخامس من كانون الثاني عام 1978.

لكل اعلامي قدوة في العمل … ماذا عنك ؟
ـ برغم اني عملت مع اسماء لامعة لايشق لها غبار من طراز عبد الجليل موسى ويحيى زكي ومؤيد البدري الذين منحوني الدعم وغمروني بالتشجيع فاني ارى ان قدوتي مواقف وتجارب لم تزل طرية في الذاكرة برغم مرور سنوات طويلة عليها اما الاسماء فان اثرها يزداد بهاء ومعروفها سيظل طوقا في عنقي ما حييت .

مواقف كثيرة في رحلاتك مع الوفود هل من عالقة في الاذهان ؟
ـ مررت بالعديد من المواقف خلال رحلاتي مع الوفود ففي رحلتي مع وفد المصارعة الى مصر انقسم الوفد في العاصمة الاردنية عمان الى قسمين سافر الاول جوا الى القاهرة وتوجه الثاني برا الى العقبة على امل اللحاق بالباخرة التي لم نلحق بها لنقضي الليلة في العقبة ونسافر بحرا في اليوم التالي الى النويبع ومن ثم الى القاهرة ولان البطولة مضغوطة فقد مر اليوم الاول دون ان نتابعه وفي اليوم الثاني شرع رئيس الوفد بطلب الانسحاب احتجاجا على ظلم تحكيمي قبل ان يقنعه اعضاء الوفد والمنظمون بالعدول عن الانسحاب وفي اليابان حيث رافقت وفد المنتخب الوطني بكرة القدم وزعت علينا حركة الوفد وقد كانت محددة بالدقائق كان يكون الذهاب الى الملعب في السابعة و13 دقيقة والعودة 37و9 وهكذا ويومها طلب رئيس وفدنا من احد اعضاء الاتحاد الياباني الاتصال برئيس الاتحاد لتغيير فقرة من الاتفاق فاجابه بانه لن يتمكن من تغيير هذه الفقرة حتى لو اتصل به رئيس الوزراء شخصيا.
وفي ماليزيا التي زرتها مع وفد البارالمبية عام 2006 فوجئت في مطعم الفندق بان لون الرقي من الداخل اصفر وفيه حبوب سود في حين ان داخل البطيخ لونه احمر وبعد ان لامني الاهل بعد عودتي من رحلة لاوزبكستان لاني لم احول العملة التي بقيت لدي الى عملة متداولة شاءت الصدف ان اعود بعد عقد الى اوزبكستان واخذت ذلك المبلغ لينقذني من موقف محرج في احد مقاهي الانترنت عند ارسالي الرسالة الصحفية لانهم رفضوا التعامل بالدولار فاخرجت مافي جيبي من عملتهم لتفي بالغرض.

ما اجمل بلد زرته ولماذا ؟
ـ تركيا هو اجمل بلد زرته واحببته منذ اول زيارة لم تدم الا ساعات قليلة حيث دخلناها « ترانزيت « في طريقنا الى اليابان وقد ادهشتني المناظر الخلابة التي يمتزج فيها عطر التاريخ بابداع التكنولوجيا وقد سحرتني حينها الطبيعة الخلابة التي تجلت بالبحروالمرافيء الخلابة والطيور التي تملأ بالاماكن ويكون دبيبها فوق الارض مبهرا وبعد عقد تقريبا من تلك الزيارة الخاطفة زرت هذا البلد لاكثر من عشرين يوما وتجولت في اربع محافظات بينها اسطنبول وانطاليا وقد زاد اعجابي بطبيعتها وعمرانها وخضرتها التي تغمر المساحات اما بالنسبة للبلد الذي اتمنى زيارته فهو هولندا بعد ان شاهدت العديد من الصور والفيديوات عن هذا البلد الجميل

ما اهم المناصب التي شغلتها في اثناء عملك الصحفي ؟
ـ عملت محررا ومن ثم رئيسا للقسم الرياضي في جريدة الجمهورية وسكرتيرا لتحرير جريدة المشرق الرياضي و محررا ورئيسا للقسم الرياضي في جريدة المشرق ورئيسا للقسم الرياضي في جريدة المستقبل وسكرتيرا لتحرير جريدة الكرة واعمل حاليا سكرتيرا لتحرير جريدة الملاعب.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة