التراث والفن والفلكلور في ضيافة المتحف البغدادي

سمير خليل
على أنغام الأغاني التراثية تستقبلك قاعات المتحف البغدادي. تقف قبالة تماثيل ملونة ترتدي حللا بغدادية، وسط مشاهد فلكلورية لعادات وتقاليد ومهن بغدادية كانت متوهجة في تاريخ مدينة بغداد.
المشاهد والتماثيل تحاكي حقبا تاريخية ماضية تمتد من عشرينيات القرن الماضي لغاية سبعينيات تاريخ افتتاح هذا المتحف.
استقبلنا مدير المتحف الفنان جاسم السكران والزميل أمجد زوير مسؤول شعبة الإعلام بالمتحف وتشاركنا معا حكايات المكان.
تحدثنا بداية عن تاريخ بناية المتحف وتحديدا في زمن العهد العثماني عام 1869 عندما كانت (مطبعة ولاية بغداد) تشغل هذا المكان، لتتحول عام 1970 الى متحف افتتح في اليوم الأول من تلك السنة.، وتبع منذ ذلك الوقت أمانة بغداد التي تبنت فكرة إنشائه، رغبة بالحفاظ على موروث الآباء والأجداد خلال الحقب الزمنية الماضية.
توقف المتحف عن استقبال زواره عام 1985 في مرحلة اعادة تطوير وتأهيل واضافة، عدة سنوات ليعاد افتتاحه مرة أخرى، التوقف الثاني كان بعد العام 2003 ليعاد افتتاحه بحلته الجديدة عام 2008 .
ضم المتحف وقت افتتاحه عام 1970 (45) مشهدا، يضم كل واحد تمثالا او تمثالين او عدة تماثيل. وصل عدد التماثيل اليوم (450) تمثالا، وهو رقم ضخم قياسا لمساحة العاصمة، والمادة المستعملة في صناعة التماثيل، السليكون ( moldmax) .
ويشهد المتحف تماثيل جديدة بين مدة ومدة اخرى تحت إشراف وتنفيذ الفنان جاسم السكران مدير المتحف، والذي نقل تجربة التماثيل المتحركة بعد زيارته الى متحف لبنان، واليوم يشهد متحفنا البغدادي مشاهد التماثيل المتحركة لأول مرة .
هناك تنسيق عال بين المتحف ووزارة التربية لتنظيم سفرات طلابية. يطلع طلابنا خلالها على هذا المعلم التراثي وتبلغ زيارات المدارس في بعض الايام اكثر من خمس مدارس، كما ترتاد المتحف اعداد غفيرة من العائلات العراقية، وكذلك الوفود الاجنبية الزائرة للعراق بالتنسيق مع وزارة الخارجية والثقافة والسياحة والآثار .
المتحف يضم ورشا متنوعة للصيانة والانتاج مثل ورش الرسم والنحت والنجارة والخياطة والكهرباء. وتعمل هذه الورش على ادامة وصيانة وتأهيل التماثيل والمشاهد وتصليح الاضرار الحاصلة بين مدة ومدة أخرى بأيادي فنانين وحرفيين ماهرين.
هناك ايضا قاعة للصور الفوتوغرافية، واخرى تضم (77) لوحة زيتية لرسامين رواد.
تقام أيضا اصبوحات منتظمة صباح كل يوم جمعة تحييها فرقة التراث البغدادي تصدح فيها انغام المقام والريف والتراث بأصوات فنانين معروفين على رأسهم الرائدة امل خضير.
للمتحف نشاطات ومشاركات فاعلة في دورات معرض بغداد الدولي بركن خاص في جناح امانة بغداد، ويحصل على الجائزة الاولى منذ عام 2012 لحد الآن .
المتحف يحتاج الى تلاقح الخبرات مع متاحف العالم المماثلة من حيث الاطلاع والمشاهدة ونقل التجارب التي تسهم في ادامة وتطوير هذا الصرح التراثي الثقافي المهم.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة