بغداد – وداد ابراهيم:
نجح سعد نعمة في ان يستنسخ عالم الاهوار بصريا، ضوء الشمس وعدسة وعين ذكية واعية تقتنص عالم كامل كما تراه لتتحرك الكاميرا من يد مصور الى يد فنان.
عالم الاهوار بكل تفاصيله الحياتية والاثارية والانسانية، نقله الى حجرة الكاميرا ومن ثم الى أكبر قاعة في دائرة الاثار والتراث ليكون معرضه الذي أقيم يوم الخميس الماضي بحضور الدكتور قيس رشيد مدير عام دائرة الاثار والتراث وعدد كبير من الاعلاميين والفنانين والمهتمين بالتراث، وطلبة معهد الفنون الجميلة ومحبي التراث العراقي.
واصطفت على جانبي القاعة الكبرى صور فوتوغرافية تجلب الانتباه بوصفها الانشداد اللحظوي تجاه 40 لقطة من عالم الاهوار.
مشاهد حين تتطلع اليها عن بعد تقرأ فضاءات الاهوار الحالمة بالطبيعة الساحرة، صور امتلأت بالفن لتأتي صور الاثار اور واريدو والوركاء وكلها كانت قضية بحثت في الامم المتحدة لتكون على قائمة التراث العالمي ليأتي بها سعد نعمة الى معرضه، وحدات صورية يمتزج فيها المضمون الروحي مع بقية عناصر الصورة الفوتوغرافية، سعد نعمة الذي بدا وكأنه جاء توا من الاهوار محملا بكل هموم ومعاناة سكان الاهوار واوجاع اثار المدن والقصور التي كانت في تلك المنطقة التي ظلت بقايا مدن، المعرض بما فيه يطلي سطوح الاشياء ويوقظ الصمت من دون ان ينبس ببنت شفة فالصور ابلغ من الحديث، تعامل مع الكاميرا وكانه يرسم ضحكات الاطفال في الاهوار ورجل يستقل المشحوف منطلقا في ضياعاته . واخرى تتحدث عن الحياة الاجتماعية في مناطق جنوب العراق.
سعد نعمة بكالوريوس فنون سمعية وبصرية مخرج سينمائي شارك في العديد من معارض التصوير الفوتوغرافي قال: هذا المعرض جاء ضمن نشاطات وزارة الثقافة احتفاء باختيار مدينة بغداد عاصمة للإعلام العربي كما انه يأتي كتذكير باليوم الذي تم تسجيل الاثار العراقية والمناطق التراثية في مدن جنوب العراق على لائحة التراث العالمي قبل سنتين من قبل المنظمة العالمية للثقافة والفنون اليونسكو لذا يعد هذا يوما وطنيا ومهما وكنت قد زرت الاهوار عدة مرات من اجل تصوير اهم المناطق الاثارية والحصول على لقطات مهمة توثق الحياة الاجتماعية والانسانية في مدن جنوب العراق ليولد هذا المعرض المتواضع، كما ان تسجيل الاهوار على قائمة التراث العالمي يحتاج الى اقامة العديد من الفعاليات الفنية والثقافية والندوات ،والمحاضرات التي تذكر المؤسسات والوزارة المعينة بهذا الموضوع لإتمام وتنفيذ متطلبات تسجيل تلك الاثار كما تحتاج الى ديمومة لتبقى مسجلة على قائمة التراث العالمي، وضعت في معرضي هذا 20 صورة عن الاثار تمثل مدن اورو واريدو والوركاء وتمثل الملف الذي سجل في اليونسكو و20 صورة تعكس لقطات من الحياة في الاهوار وتوثق حياة الانسان في هذه المناطق التي تعيش على الطبيعة.
اما عن مشاريعه بهذا الخصوص أعلن نعمة: لدي مشروع لإخراج فلم وثائقي عن هذه المناطق لكن انتظر ان يخصص له حيزا ضمن ميزانية دوائر وزارة الثقافة ومع هذا فأجد ان دائرة الاثار فتحت امامي الابواب لأي مشروع يخدم هذا البرنامج.
المصور الصحفي محمد مهدي علاوي قال: ما يميز المعرض ان الصور اخذت بزوايا وأماكن تجعل من الصورة وكأنها لوحة فنية الاضاءة فيها جعلت الصورة وكأنها خضت لعدة ألوان بحيث تستطيع ان تلتمس الحقيقة وانت تجد نسوة من الاهوار او اطفال ضمن إطار وجودها وليس ضمن إطار المناسبة، وهذا ما يؤكد امكانية المصور على جعلها عبارة عن حكايات عن المدن والحياة.