حكيم نديم الداوودي
الى الاديب والروائي العراقي الكبير أحمد محمد امين *
ايتها الريح الماجنة،
لِمَ …. لم تُمسك بقامة الجبل!
هي نجمةٌ ذاويةٌ
على ملاءة مشفى كارولينسكا،
مثخنة بالكتمان
هذي صُحبة الجبل،
موشحة بالاسى
غريب يرثي بصوت،
الخرير أرق الجفون
ونبأ الخريف نعيٌ موجعً
لترجّل الذروة
هو حزن السنونو على وكْره
يسير جنباً الى جنب الانام
متوكأ على غمّ الغَمام
ذبلته خيوط كتمه المنيع،
مخفيا أنينه بين نظرة الوداع،
في ظل أيام محنته
مثله كان مدهشاً،
حتى في سُقمه
وطعم شدقه علقمٌ
مِن جُرعة الألم
سيحزن ويتالم عليك السنونو
والقرطاس والقلم
بالامس شدّ بصمته
المعهود حزامه الفضي،
ملوحاً رفيقة دربه،
كانَ مَحظ كذب وهَراء
سعيه نحو ذاك السراب
كوصْل منال حُلُم في بريقٍ خاطف
صليل صوته المدوي أضحى سكينةٌ
قشعريرة رفرفت بين رواق الانتظار
هي تشكو خلّوها من الخُل والصحب
هي وحدها أمستْ نظرة اخيرة ،
فلا نظرة تبعتْ اختها
حدّثه الاجل المسمى،
هو نفاد ترياق الخُلد،
– يا قمر الغربة –
تمهل ْ! لا ترحل!
وماذا بعدَكِ يا بوابة عبث الاقدار!
سوى مودّة في جسد إبداع مُسجى ،
بلا نطق أو كّلّم
سيُخلد قمرالغربة
رغماً على النسيان،
مع كل بدرٍ في ليالي المنفى،
وهلال يَهلّ في ذكره،
الطيّب ولا يأفل..
*الروائي العراقي الكبير أحمد محمد امين
قاص وروائي وناقد عراقي مبدع صدر له العديد من الروايات والقصص القصيرة في العراق وخارجه، توفي قبل شهرين اثر مرض عضال في مشفى كارولينسكا ستوكهولم، السويد (1937ـ2017).