في مسعى للملمة صفوفه قبيل الانتخابات
السليمانية ـ عباس كاريزي:
اكدت مصادر مطلعة للصباح الجديد، ان قطبي الاتحاد الوطني الكردستاني كوسرت رسول علي وعقيلة الرئيس طالباني عضو المكتب السياسي السيدة هيرو ابراهيم احمد اتفقا على الثاني من شهر نيسان المقبل موعداً لعقد المؤتمر العام الرابع للحزب، وذلك عقب جهود مكثفة بذلها سكرتير المجلس المركزي للاتحاد عادل مراد، للتقريب بين وجهات النظر وازاحة العقبات امام موعد عقد المؤتمر العام، الذي مضى على موعد عقده الرسمي اربع سنوات.
وتابعت المصادر ان النائب الاول للامين العام كوسرت رسول والسيدة هيرو ابراهيم احمد وافقا كذلك على تفعيل اللجان ال15 المكلفة باتخاذ الاستعدادات اللازمة لعقد المؤتمر بداية شهر نيسان المقبل، وكلفا سكرتير المجلس المركزي عادل مراد والدكتور فؤاد معصوم بالاشراف على عمل اللجان المعنية والتهيئة لقد المؤتمر.
الاتحاد الوطني الكردستاني الذي تاسس في دمشق عام 1975، على يد مجموعة من القيادات الكردية وفي مقدمتهم جلال طالباني وعادل مراد وفؤاد معصوم وعبد الرزاق عزيز فيلي، عقب انهيار ثورة الملا مصطفى بارزاني في العام ذاته عقب اتفاقية الجزائر، يعاني الان في ظل فقدان مركز القرار، بعد وفاة زعيمه جلال طالباني العام المنصرم بعد صراع مع المرض، فضلاً عن تشرذم واضح داخل مكتبه السياسي الذي اخفق خلال الاعوام الاخيرة التي رافقت مرض مام جلال في اتباع سياسة واضحة والحفاظ على المرتكزات والثوابت الاساسية التي بني عليها الاتحاد الوطني، في الشفافية ومحاربة الفساد والحرية والديمقراطية، ما حدى بالبعض الى اتهامه بالتبعية للحزب الديمقراطي، الذي يضع اغلب قيادات الاتحاد اللوم عليه في تبديد ثروات الاقليم وتراجع دوره في المناطق المتنازع عليها وخصوصا في كركوك التي كانت تعتبر منطقة نفوذ مطلق للاتحاد الوطني الكردستاني.
جاءت مسالة الاستفتاء لتكون القشة التي قصمت ظهر البعير، وافاق الاتحاد بعدها من سبات عميق، ادرك بعدها انه ذهب بعيدا منقادا بوعود قطعها الحزب الديمقراطي بتحقيق الاستقلال وتحقيق الحلم المنشود ببناء الدولة الكردية، ليدرك الاتحاد الوطني بعد فوات الاوان، ان الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، كان يقامر بحصة الاتحاد ومكانته في السعي لتحقيق هذا الحلم، اذ يؤكد كوادر بارزين في الاتحاد ان مسالة الاستفتاء كادت ان تفقد الاتحاد عمقه التاريخي وعلاقاته الطويلة مع الاحزاب الشيعية الحاكمة في العراق، فضلاً عن فقدان 51% من نفوذه في المناطق المتنازع عليها.
يجمع اغلب كوادر واعضاء والمجلسان القيادي والمركزي للاتحاد على ان الاتحاد الوطني بحاجة ملحة لاعادة ترتيب اوضاعه التنظيمية وترميم علاقاته مع الاحزاب والقوى الكردستانية، والعراقية ودول الجوار، وهو ما لن يتحقق دون عقد المؤتمر العام الذي من شانه ان يضمن تغيير قياداته الحالية وبناء سياسية جديدة للحزب تنسجم مع متطلبات المرحلة، وتطلعات الجماهير، وهو ما يؤكد ويدعو له اغلب كوادره.
المجلس المركزي الذي يعد بمثابة برلمان الاتحاد الوطني مدفوعا باصرار والحاح من كوادر الحزب لاجراء المؤتمر قبيل موعد اجراء الانتخابات البرلمانية المرتقبة، حرك المياه الراكدة وتلكؤ المجلس القيادي واخفاقه في المتكرر بتحديد موعد واضح لعقد المؤتمر العام الرابع، ليخرج عقب اجتماع موسع عقده مع المجلس القيادي الخميس الماضي بحضور القطبين الابرز في الحزب نائب الامين العام كوسرت رسول علي وعضو المكتب السياسي السيدة هيرو ابراهيم احمد، بتحديد شهر نيسان المقبل كموعد نهائي لعقد المؤتمر العام الرابع.
وفي هذا السياق حذر مركز شباب تنظيمات الحزب في كرميان من وصول الحزب في ظل ابتعاد قيادته عن معانات الجماهير وانشغالهم بالتجارة والاستثمارات الى حافة الهاوية.
واضاف البيان الذي تلقت الصباح الجديد نسخة منه، ان الاتحاد يمر بظروف عصيبة جراء فقدان مركز القرار والتبعية، وفقدان الولاء الحزبي لدى اعضاء بارزين في قيادته الذين يدعون التمسك بنهج مام جلال، بينما يعلمون على هدم المرتكزات والمبادئ التي تاسس عليها ورسخها امينه العام مام جلال.
وتابع البيان في الوقت الذي نقترب على صعيد العراق واقليم كردستان من استحقاقين انتخابيان مصيريان فان عقد المؤتمر العام الرابع ضرورة ملحة لتغيير القيادة السياسية السابقة التي انشغلت بالتجارة والاستيلاء على مقدرات وثروات الشعب، واختيار قيادة جديدة واستقدام الشباب المخلصين لتولي مركز القرار.
وبحسب احدث التقارير فان العديد من الشخصيات داخل عائلة الرئيس طالباني ستتبوء مواقع مرموقة داخل قيادة الحزب، عقب المؤتمر العام المقبل.
وتضيف التقارير ان نجلي الرئيس طالباني قباد وبافل، اضافة الى ابني اخيه الاكبر شيخ جنكي (لاهور واراس) سيتم انتخابهم لعضوية الهيئة القيادية الجديدة في الاتحاد خلال المؤتمر العام المقبل، كما تشير التوقعات الى ان مسؤول تنظيات الخارج في الاتحاد الوطني السيدة شاناز ابراهيم احمد، ستحضى بفرصة رسختها مواقفها المتشددة تجاه قيادات الاتحاد التي جارت سياسات الحزب الديمقراطي الكردستاني، لتكون الهيئة القيادة التي تضم 121 شخصا، وفقا لمشروع النظام الداخلي الجديد الذي اعده المجلس المركزي وسيقدم الى المؤتمر لدراسته والمصادقة عليه.
ووفقا لمشروع النظام الداخلي الجديد، فان منصب الامين العام والمكتب السياسي تم الغاءهما، وسوف يستعاض عنهما بتشكيل القيادة المشتركة، التي تتالف من ثلاثة اشخاص لقيادة الحزب خلال المرحلة المقبلة.
القيادي في الاتحاد الوطني فريد اسسرد قال في حديث للصباح الجديد، ان من شان عقد المؤتمر اجراء تغييرات جذرية في قيادة ونهج وسياسة الاتحاد الوطني، متوقعاً ان يشهد المؤتمر منافسة شديدة بين القيادة الحالية والجيل الجديد.
بدوره اشار عضو المكتب السياسي في الاتحاد قادر عزيز، الى انه من حق اي شخص تتوفر في شروط الترشيح لاي منصب داخل قيادة الاتحاد، وهو ما قال انه يسري كذلك على نجلى الرئيس طالباني، قوباد وبافل الذي قال ان الفرصة ستتاح امامهما، لشغل مناصب عليا في الحزب خلال المرحلة المقبلة.