الصباح الجديد – متابعة:
بينما انشغل المسؤولون الحكوميون في نينوى ودهوك بأفتتاح الطريق الرابط بين المدينتين تجاريا كانت انظار المستثمرين الاكراد تتجه نحو الموصل.
ويأمل الكثير من رجال الاعمال الاكراد في ان تتحول الموصل الى منفذ لتصريف البضائع ينقذهم من الركود الاقتصادي في الاقليم.
وعلى الرغم من خروج الموصل من اكبر عملية عسكرية دمرت الكثير من بناها التحتية لكن، توفر السيولة النقدية والدعم الدولي للمدينة نوعا ما يزيد من لعاب الكثير من الطامحين للحصول على استثمار فيها.
وقال رئيس مجلس محافظة نينوى بشار الكيكي في تصريحات صحفية ان «فتح الطريق بين دهوك والموصل لن ينعش نينوى وحدها وانما دهوك ومحافظات متعددة»، مضيفاً ان «الموصل تعتبر مركزا تجاريا وخطا ناجحا للنقل».
ويقطن الكيكي هو الاخر دهوك منذ الاحداث التي شهدتها الموصل، وهو ينتمي الى الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي تعد دهوك مركزا له من دون منافس.
والموصل التي سيطر عليها «داعش» في صيف 2014 عادت العام الماضي لسيطرة الحكومة الاتحادية، وفي الحالين أفادت أربيل من أزمات النازحين.
اذ عد الخبير الاقتصادي عمر العلاف ان «معارك الموصل انعشت اربيل حيث الصحفيين والشركات كانت تقطن هناك وتأتي الى المحافظة».
واضاف ان «اربيل استقبلت النازحين الذين كان لهم رصيد كبير واغلبهم من الموصل والان ايضا تستقبل السياح».
وبين العلاف ان «افتتاح الطرق بين اربيل ودهوك تجاريا وامام العائلات سيأتي بالمنفعة اقتصاديا على كردستان حتى اكثر من الموصل حيث ستروج البضائع التي ظلت في اسواق الاقليم وكذلك المستثمرين سيبحثون عن اعمال في الموصل اكثر من مدنهم الكردية».
وتعاني مدن اربيل ودهوك والسليماينة من ازمة اقتصادية حادة، بعدما قطعت السلطات الحكومية الرواتب عن الموظفين اثر قيام حكومة الاقليم ببيع النفط من دون العودة الى الحكومة العراقية.
كما وسيطرت قوات البيشمركة الكردية على مناطق اتحادية واسعة تقول عنها انها متنازع عليها تضم ابار نفط وموارد اقتصادية لكن السلطة الاتحادية فرضت السيطرة عليها العام الماضي وبدأت بإرسال دفعات من الرواتب.
واقدم الاكراد على القيام بأستفتاء الانفصال عن العراق وهو ما دفع الحكومة العراقية التي يقودها حيدر العبادي الى اغلاق المطارات والمنافذ الحدودية امام الحركة الدولية.
وقال مسؤول في برلمان اقليم كردستان عن حركة التغير رفض نشر اسمه انه لم يبق لكردستان «اي منفذ سوى الموصل بأعتبارها مدينة كبيرة ويرتبط سكانها مع الاكراد بعلاقات وثيقة، خصوصا بعد صعوبة تحرك الاكراد في كركوك اثر سيطرة الحكومة الاتحادية عليها».
وقال ان «الموصل هي امل الاكراد، اغلب من تبقى من اصحاب الاموال في اربيل يفضلون استثمارها في الموصل خارج مدننا لان اموالهم ستعود بالفائدة عليهم اكثر من الاقليم بسبب وجود السيولة المالية لدى الحكومة هناك وحتى الناس».
وفي غضون ذلك اكد قائد عمليات نينوى اللواء نجم الجبوري ان «نقل السلع عبر الشاحنات كان يمر من دهوك الى اربيل ثم الى الموصل وفي حال سلوكه الطريق الاقرب بين دهوك والموصل مباشرة سيخفض اسعار السلع بالموصل وسيساعد المواطنين هنا».
واضاف انه «من الناحية الامنية هناك جهوزية واعدنا افتتاح السيطرة تبعا لاوامر رئيس وزراء الحكومة الاتحادية».
وكان مئات الالاف من النازحين من مختلف مناطق العراق، سيما الموصليون منهم قد اتجهوا الى أربيل للنجاة من إرهاب داعش، وقد شكلوا آنذاك عبئا على كاهل الاقليم من حيث السكن وتأمين الخدمات الاساسية كالماء والكهرباء ومستلزمات القطاع الصحي، لكنهم كانوا في الوقت نفسه دعامة مهمة لاقتصاد كردستان وانتعاش الأسواق.
وعلى الرغم من ان معظم النازحين كانوا ينفقون ما يحصلون عليه من واردات في مدن كردستان، فقد أنشأ منهم من كانوا يعرفون مهنة ما مشاريع صغيرة خاصة بهم وادخلوا الحركة الى الاسواق، فيما كان بعضهم سببا في احياء القرى وتنمية الثروة الحيوانية.
وهذا ما اتضح جليا بعد اكتشاف حجم الفراغ الذي خلفه معظمهم بعد مغادرة إقليم كردستان والعودة الى ديارهم.