الذاكرة العراقية بين التوثيق والهدر في اتحاد الادباء

بغداد ـ عادل الصفار:
بمشاركة عدد من الادباء والنقاد والمهتمين بالشأن الثقافي، ضيف اتحاد الادباء والكتاب العراقيين، الباحث توفيق التميمي والمخرج طالب السيد للحديث عن «الذاكرة العراقية بين التوثيق والهدر»، ضمن منهاجه الأسبوعي.
انعقدت الجلسة الأربعاء الماضي في قاعة الجواهري بمقر الاتحاد، وبدأها مقدمها القاص محمد علوان جبر قائلا ان التميمي شغوف جدا بالتراث وتدوين الاحداث والشخصيات، فهو منذ صباه يوثق مشاهداته ويطالع كثيرا لجمع المعلومات بنهم شديد معتبراً ان التدوين حقيقية مقدسة لا بد منها لحماية التاريخ. فيما اكد التميمي بانه خاض التجربة مع زميله المخرج طالب السيد حتى تمخض عنها توثيق اكثر من 57 شخصية عراقية في افلام وثائقية، مبينا ان مشروع كهذا يحظى باهتمام ورعاية دول العالم، لكن في بلدنا العراق فهو يواجه معوقات كثيرة من عدم الاهتمام. منوها بان دولة مصر برغم ازماتها الاقتصادية الا ان شعبها يمتلك ثقافة الحرص على ابسط المعالم التراثية، في حين خلال تعاقب الانظمة في بلدنا نجد كل نظام ينسف آثار ما سبقه. وأشار التميمي إلى أهمية التوثيق والذاكرة في تفعيل الثقافة والأدب وذكر بعض المحاولات الفردية التي انتهت بعد موت أصحابها وصار من الصعب على الباحث الحصول على المعلومة لعدم وجود مؤسسة تحتضن جهود الآخرين من الذين لهم بصمات إبداعية امثال الدكتور باقر أمين ومير صبري وحميد المطبعي واحمد فياض ومن إعلام الكورد جمال بابان وسواهم محملاً المثقفين جزءاً من المسؤولية في ترك هذا الحقل المهم الذي يتطلب التعاون لحفظ وتوثيق الاعمال الإبداعية والمعرفية في مجالات الحياة العلمية والأدبية والفنية والاقتصادية. من جانبه لفت المخرج طالب السيد الى ان أهمية الافلام الوثائقية تكمن في انها تعرف بأفلام الحقيقة كما هي من دون زيادة او نقصان او تجميل او تزييف للواقع. مبينا ان العراقيين من فترات مبكرة كانوا هم اسياد هذا اللون على الأرض بحيث اتحاد التسجيليين العرب كان رئيسه عراقي اعترافا من الوثائقيين العرب في الاتحاد بقيمة الفنان العراقي بهذا المجال، لكن بخراب البعث انتهى كل شيء. مشيدا ببعض الاعمال بينها فيلم الاهوار للفنان قاسم حول وفيلم النار الأزلية سنة 1973 لمجموعة من المخرجين منهم المرحوم قاسم عباس. اما حاليا فالعاملين بصدق وإخلاص معدودين على أصابع اليد الواحدة وربما اقل بينهم في المجال الفوتوغرافي الصوري الفنان كفاح الأمين الذي يبحث عن الوثيقة بشكل دؤوب حتى انه يصرف من جيبه الخاص انطلاقا من معرفته بقيمة الذاكرة للشعب.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة