العيادة المسرحية أسلوب مبتكر للعلاج المجتمعي

بشار الأعرجي
شهد المجتمع العراقي في الآونة الأخيرة تفشي ظواهر اجتماعية شتى، كالعنف الأسري، وتعنيف المرأة والأطفال والتسول، وتدخين الأراكيل وتعاطي حبوب الهلوسة وغيرها من مظاهر الإدمان والتي أخذت تتسع بنحو يدعو الى اتخاذ مواقف جادة ضدها، سيما وانها أمراض تفتك ببنية هذا المجتمع.
ومن آليات هذه المعالجات، العيادة المسرحية التي تتخذ من المرضى ممثلين، ومن الظاهرة نصا مسرحيا مرتجلا، وضعت خطوطها الرئيسة مسبقا كجزء من المعالجة في ما يمكن تسميته بـ( السايكودراما ) لكن العيادة المسرحية اشتملت على ذلك بنحو موسع وادق من حيث التعامل مع الأمراض المتراكمة في دواخل النفس .
اشتغلت العيادة المسرحية – ابتكرها الفنان الدكتور جبار خماط الذي عمل أستاذا في كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد – على كشف الخبايا في نفس المريض، ومحاولة فتح المجال امامه للبوح بحرية عن هذه الخبايا المسببة للمرض من خلال آليات متعددة عن طريق التنفس والتحكم به من شهيق وزفير ببطئه وسرعته، وكذلك من خلال الصراخ او البكاء، او التحدث كالراوي عن قصته وغيرها من الآليات.
ومن المشاريع التي انجزتها العيادة المسرحية ونجحت فيها، معالجة مجموعة من الاطفال المصابين بمرض التوحد، وكذلك مجموعة من المصابين في القصف الكيمياوي على مدينة حلبجة، اذ استطاع الدكتور خماط معالجتهم وتخفيف آلامهم، كجزء من تجارب اخرى قام بها في هذه العيادة.
ندعو الحكومة العراقية ومنظمات المجتمع المدني وكل من له علاقة بشؤون التنمية البشرية الى التعاون مع الدكتور جبار خماط، وتبني مشروع العيادة المسرحية، لتكون احد سبل النهوض بالمجتمع ومعالجة مشكلاته، سيما في المناطق المحررة من تنظيم داعش الإرهابي، جراء معاناة مواطنيها من تعنيف نفسي وجسدي ادى الى امراض من الضروري معالجتها وبأسرع وقت ممكن لخطورتها على الفرد والمجتمع بأكمله .

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة