هل للزوجة تفتيش هاتف زوجها؟

أحلام يوسف:
بثت صحيفة امارتية خبراً مفاده ان المحكمة في دبي أصدرت حكما بالغرامة والابعاد على زوجة تفحصت هاتف زوجها المحمول بحثا عن دلائل تدينه، وكان قرار المحكمة مبنيا على قانون الجرائم المعلوماتية الساري في الإمارات، والذي يحمي خصوصية الافراد.
الموضوع مثير اذ ان قصة الهاتف المحمول والاسرار التي يخفيها الزوج عن زوجته والعكس أيضا صحيح، بات شغلا شاغلا للناس في العراق، والعالم العربي بنحو عام، لا بل هناك مجموعة من الطُرائف التي صيغت بشأن هذا الموضوع.
هل يمكن ان يسري مثل هذا القانون في العراق؟ وهل ستكون العقوبة موجهة للزوجة فقط ام ستفرض على الزوج أيضا في حال تفحصه لهاتف زوجته؟
سألنا عددا من المتزوجين ومن كلا الجنسين.. هل لديك الجرأة للسماح لشريكك بتفحص هاتفك المحمول وحسابك على الفيس بوك؟
ام حمودي تقول: انا لا اسمح لزوجي بتفحص هاتفي المحمول او حسابي على الفيسبوك ليس لكوني اخفي اسرارا عنه، بل لان ذلك يعني بنحو ما ان ثقته بي مهزوزة، وان حصل وطلب مني ذلك يوما ما، فصدقيني ستكون السيف القاطع للرابط بيني وبينه.
ام حمودي كانت حازمة برأيها على عكس فراقد العزاوي التي قالت: في اول يوم تمت خطبتي لزوجي تبادلنا الأرقام السرية “الباسوورد” للهاتف المحمول وللفيسبوك، وبالنسبة الي لا ادخل يوميا لتفحص حسابه وهاتفه، لكني ادخل بين مدة ومدة أخرى ليس تشكيكا به، بل من باب الفضول، لأني اعرف ان الرجل ان فكر بخيانة زوجته فلديه مائة طريقة لفعل ذلك.
من الرجال، كان اول المجيبين عن السؤال علي الجبوري/ تاجر في سوق الشورجة، يقول الجبوري: لا ولم ولن اسمح لزوجتي بتفحص هاتفي المحمول او حسابي على الفيسبوك، لأني مثل أي رجل لدي أصدقاء من الجنسين، تدور بيني وبينهم احاديث خاصة، والزوجة عادة لا تتفهم علاقة الصداقة بين زوجها وبين أي امرأة حتى لو كانت طفلة او عجوز، لذا فالأسلم “ضاحكا” ان امنع الكارثة قبل حدوثها.
هل المرأة فعلا لا تتفهم علاقة الصداقة بين زوجها وبين نساء اخريات، ام ان الموضوع يدخل بتفاصيله الثقة التي تمنحها الزوجة لشريكها؟ علياء محمد علي تقول: عندما تقدم لخطبتي زوجي لم يتوان لحظة عن اعطائي الباسوورد لحسابه على الفيسبوك، والرقم السري لهاتفه المحمول، لكن بعد شهر او شهرين من زواجنا غيرها كلها، وعندما سألته عن السبب قال ان هناك بعض الأصدقاء تدور بينهم احاديث لا تليق بان تعرفها او تقرأها امرأة.. لم اقتنع بإجابته لكني أيضا لم ارد ان ابين شكي به ففضلت السكوت.
وبدأ عبد الكريم قاسم الدراجي بالضحك عند طرحنا السؤال عليه وقال.. انها مصيبة ان عرفت زوجتي الرقم السري لهاتفي المحمول، او حسابي على الفيسبوك، وسأكون صريحا جدا وأقول ان تسعين بالمئة من الرجال ان لم تكن النسبة اكبر، يتحدثون الى نساء اخريات على الفيسبوك، وحتى ان لم تربطه معهن علاقة عاطفية، لكن كل واحد يسعى بكل ما لديه لنشوء تلك العلاقة من خلال المديح او اللياقة واللباقة، لأننا معشر الرجال نبحث عن أي وسيلة تشعرنا باننا ما زلنا شبابا، وما زال بإمكاننا ان نحب وان نقيم علاقة عاطفية مع النساء، وان الزواج لم يؤثر علينا سلبا، تلك غريزة لا احد يستطيع انكارها.
طرحت السؤال على الكثير من الرجال، وغالبيتهم العظمى كانت اجابتهم صريحة اكثر من إجابة عبد الكريم الدراجي، لكننا اكتفينا بتلك الإجابات لأنها لخصت اراء الملايين من النساء والرجال.. اخيرا فان الثقة بين الزوجين، والقناعة بنعمة الحصول على شريك، والحفاظ على تلك النعمة أساس لدوام سعادة الاسرة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة