برامج التصحيح مفقودة !

كشفت ندوة عقدت مؤخرا في وزارة الثقافة القى فيها المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء الدكتور سعد معن عن اساليب غسل الدماغ التي اتبعها تنظيم داعش الارهابي في تجنيد الارهابيين وتنفيذ العمليات الانتحارية في العراق ولم يعد خافيا على احد تنوع هذه الاساليب وقدرة التنظيم الارهابي على استقطاب المئات من ابناء المدن العراقية وزجهم في فصائل الموت ومايهمنا كعراقيين هو فداحة الخسارة بهؤلاء الشباب الذين غرر بهم والذين تشير كل الدلائل بان ثمة اياد خفية عملت على مدى سنوات في زرع الافكار المتطرفة في عقولهم وقد تحدثت العديد من الدراسات المعنية بالحرب النفسية عن الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والامنية التي تتيح خلق بيئة حاضنة لترويض الفئات العمرية التي ركز عليها تنظيم داعش الارهابي في ضمها لصفوف التنظيم وقد كشفت الاحصائيات ان اعداداً كبيرة من العراقيين استجابوا لاساليب التنظيم واعلنوا ولاءهم له ولافكاره ابان احتلال داعش لمدن في الموصل وصلاح الدين والانبار وديالى وفي الوقت الذي تم التعرف على هذه الاساليب وبعد تحرير هذه المدن يبرز تحد كبير امام الحكومة العراقية لابد ان ترتقي فيه الى مستوى المخاطر التي ستتولد عن بقاء الافكار المريضة والمتطرفة في عقول الاف الشباب من ابناء هذه المناطق والمناطق الاخرى حيث كشفت التحقيقات مع الذين تم القاء القبض عليهم وجود افراد من محافظات الوسط والجنوب تم تجنيدهم لدعم عمليات ارهابية تم تنفيذها في جنوبي العراق وبالتالي لابد من الاحاطة بكل ابعاد هذا الفكر وهذه الاساليب التي توسعت وانتشرت في ظل انشغال الحكومة العراقية بمواجهة الارهاب عسكريا على الارض ومن هنا قد لايكون كافيا اهتمام الحكومة العراقية باعادة اعمار هذه المناطق المحررة واصلاح بناها التحتية ومرافقها فاعمار وتأهيل وتصحيح الافكار والثقافات لايقل اهمية عن هذه المهمة ان لم يتقدم عليها ومن واجب الحكومات المحلية في المناطق المحررة والحكومة العراقية ان تولي هذه المهمة الاهتمام الكبير وان تشرع بتنفيذ برامج اعادة تأهيل وتصحيح ما تم تخريبه من النفس وماتم تشويهه في الافكار والمعتقدات بما يعمق ويغرس القيم الوطنية الحقيقية ويعيد للشباب العراقي ارتباطه والتصاقه بوطنه وبما يبعد وينبذ ويكشف الفكر المتطرف الذي تمكن من التغلغل في حياة الناس في غفلة من الزمن . وسيكون من المهم ايضا المطالبة بدعم دولي لتنفيذ هذه البرامج وتوفير الاجواء المناسبة لها بما يضمن نجاحها على كل الصعد.
د. علي شمخي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة