مع استمرار القتال شرق دمشق
الصباح الجديد – وكالات:
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن القوات التركية قد تواصل عملياتها شمال سوريا في محافظة إدلب، بعد السيطرة على عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي، فيما تتواصل في مدينة حرستا ومحيطها شرقي دمشق اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش السوري ومسلحي تنظيم «هيئة تحرير الشام» الذي تشكل «جبهة النصرة» عمودها الفقري.
وقال أردوغان أمس الاول السبت، في خطابه أثناء مؤتمر الشباب المنظم من قبل «حزب العدالة والتنمية» الحاكم في مدينة قوجه إيلي: «صغيري محمد يزحف إلى عفرين. بمشيئة الله سيزحف إلى إدلب»، مستخدما عبارة محببة لدى الجنود الأتراك.
وشدد أردوغان أن عملية «غصن الزيتون» في منطقة عفرين الحدودية في ريف حلب الشمالي الغربي مستمرة بدعم كامل من قبل الشعب التركي، مؤكدا تصفية 394 مسلحا منذ بدء العملية، بينما خسرت القوات التركية وحلفاؤها 16 شخصا، بمن فيهم 13 عنصرا من فصائل «الجيش السوري الحر» المتحالفة مع أنقرة.
وفسر الرئيس التركي اختيار اسم عملية عفرين تيمنا بسورة «التين» في القرآن الكريم التي تبدأ بالقسم الإلهي :»والتين والزيتون وطور سنين» .
وجاءت تصريحات أردوغان هذه في وقت قام فيه رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش التركي الجنرال خلوصي أكار وقائد القوات البرية الفريق أول يشار غولار بزيارة تفقدية إلى الوحدات المرابطة عند الحدود التركية السورية في ولايات شانلي أورفة وكليس وهاتاي جنوب البلاد.
وأكد الجيش التركي في بيان له أن الضابطين رفيعي المستوى تفقدا الكتيبتين الحدوديتين الثانية والثالثة التابعتين لقيادة قوة المهام الخاصة المشتركة، بالإضافة لقطعات تابعة لقيادة اللواء الرابع والثاني «كوماندوز».
وعقد رئيس الأركان العامة اجتماعا مع قيادات وأفراد الوحدات المذكورة للاطلاع على سير عملية «غصن الزيتون»، وزار أيضا مسجد تشاليك التاريخي الذي تضرر نتيجة قصف عابر للحدود من قبل الفصائل الكردية الأربعاء المنصرم.
وفي غضون ذلك تتواصل في مدينة حرستا ومحيطها شرقي دمشق اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش السوري ومسلحي تنظيم «هيئة تحرير الشام» الذي تشكل «جبهة النصرة» عمودها الفقري.
وأفادت خلية الإعلام الحربي المركزي الحكومية بأن الجيش صد امس الأحد هجوما شنه مسلحو تنظيمات «جبهة النصرة» و»أحرار الشام» و»فيلق الرحمن» باتجاه نقاطه في محيط إدارة المركبات، وهي منطقة شهدت مواجهات شرسة بين الطرفين في الأشهر الماضية.
وأكدت الخلية أن القوات الحكومية فجرت عربة مفخخة للمسلحين قبل وصولها إلى هدفها وتترصد تحركات العدو بالقصف المدفعي والجوي.
بدورهم، أفاد نشطاء معارضون في مواقع التواصل الاجتماعي باندلاع اشتباكات عنيفة وتفجير سيارة مفخخة على جبهة إدارة المركبات، وسط قصف شديد من قبل القوات الحكومية.
من جانبهم، سجل نشطاء موالون للحكومة في مواقع التواصل الاجتماعي مقتل أكثر من 15 مسلحا إثر هجوم مباغت شنه الجيش امس على مواقع للمسلحين في منطقة حزرما في غوطة دمشق الشرقية، متهمين مصادر معارضة بنشر معلومات كاذبة عن الحادث.
تتواصل العمليات القتالية في غوطة دمشق الشرقية رغم اتفاق على وقف شامل لإطلاق النار بالمنطقة تم التوصل إليه بين الحكومة والمعارضة أثناء الجولة التاسعة والأخيرة من المفاوضات الجارية تحت الرعاية الأممية في فيينا.
ويتهم نشطاء معارضون القوات الحكومية بخرق الهدنة، بينما يصر آخرون موالون للسلطات على أن المسلحين المستهدفين في المنطقة لا ينتمون إلى المعارضة المسلحة بل إلى تنظيمات إرهابية مثل «النصرة».