حماية بغداد.. كما أربيل

سالم مشكور


تنفسنا الصعداء ونحن نسمع ان طائرات أميركية وجهت ضربات ماحقة الى تجمعات الارهابيين في سنجار مما عرقل تقدمهم نحو أربيل . أربيل مدينة عراقية ، وأهلها هم جزء من الشعب العراقي . الطائرات الاميركية أقلعت من قواعد في الخليج ومرت في سماء بغداد لتمنع وصول “داعش” الى أربيل . في واشنطن قالوا : أربيل خط أحمر . في حين لم يقولوا ذلك عن بغداد. قرار التدخل تم بعد يوم واحد من مناشدة القيادة الكردية الجانب الاميركي للتدخل . أما السلطة الاتحادية في بغداد فطلبت المساعدة الاميركية ضد الارهاب منذ شهرين ، لكن الرئيس الاميركي ما زال يعلن انه يناقش الخيارات المتاحة للتعامل مع الوضع . ارسل فريقا من المستشارين الى العراق لتقديم الوضع، فقدموا تقريرا فسروا فيه الماء بعد الجهد بـ”الماء” . قالوا ان القوات العراقية ضعيفة التجهيز والعدة .. ليس الامر بجديد وهم أعرف بما صنعوا في العراق وما أخّروا من أسلحة قبضوا ثمنها من قبل . قالوا إن بغداد عرضة لاختراقات من الارهابيين .. نعلم ذلك . والنتيجة ؟ الرئيس يدرس خياراته .و في واشنطن بدأ الحديث حول ان الحسم في بغداد يبدأ سياسيا بإنشاء حكومة تضم جميع الاطراف . ما علاقة ذلك بزحف إرهابيين على عاصمة العراق ؟ اليس الاقليم منسجماً سياسياً ومع ذلك فهو يتعرض لخطر الارهاب؟ . قالوا ان أربيل خط أحمر؛ لان فيها دبلوماسيين أميركيين . لكن، أليس في بغداد سفارة لاميركا هي الاكبر في العالم ؟

الاميركيون أوقفوا مؤخرا اي حديث عن استقلال إقليم كردستان ، سواء كان مصدره الاقليم أم تركيا أم إسرائيل . قالوا انهم مع العراق الواحد ، لكنهم يتعاملون مع اربيل كعاصمة دولة مستقلة . عاصمة حليفة في حين بغداد لا تعنيهم . 

هنا بيت القصيد . هنا الرسالة التي حملتها الطائرات الاميركية الى بغداد وهي تقصف “داعش” على تخوم اربيل . رسالة يتوجب على بغداد تلقفها: “كونوا حلفاء لندافع عنكم “. في واشنطن أعلنوا هذه الرسالة عبر “تحليلات” تقويمية للوضع العراقي : قالوا :عندما تكون في بغداد حكومة حليفة فإننا سندافع عنها .

هل الحليف يكون ،بالضرورة، تابعا منبطحاً؟ بالتأكيد لا؟ . بعض النماذج الصغيرة حولنا ليست دليلا على حتمية التبعية .أمامنا الأنموذج التركي . حليف لواشنطن مع الحفاظ على السيادة واستقلالية القرار. تحالف على قاعدة المصالح المتبادلة أو المشتركة . إيران هي الاخرى تسعى الى علاقات متكافئة مع واشنطن قائمة على هذه القاعدة .

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة