البصرة – سعدي السند:
اقام قصر الثقافة بالبصرة التابع لدائرة العلاقات الثقافية العامة بوزارة الثقافة والسياحة والآثار معرضا للتشكيلية سكينة المسعود بالتعاون مع رابطة المبدعين العراقيين للفنون الجميلة فرع البصرة.
افتتح المعرض الشاعر عامر السعد، وقد ضم 28 لوحة، توزعتها مضامين الواقع العراقي الذي نعيشه، لنرى فرحا بلوحة معينة، وحزنا بلوحة أخرى، فيما كان الانتصار العراقي على الإرهابيين المارقين الدواعش واضحا جدا من خلال عدد من اللوحات التي وثقت هذه الانتصارات.
جاءت سكينة في معرضها الجديد بلوحات أكثر ارتباطا بالواقع وبالموروث، وبلمسة فنية جديدة، فيها تكريس للوعي الوطني والانساني وقراءة للواقع بلغة تشكيلية معاصرة، ولاتخلو لوحاتها من ميل واضح للرمزية الواقعية.
لم نجد (سكينة) بلوحاتها محسوبة على هذه الجماعة الفنية، او تلك، فهي تحمل خصوصية الطرح التشكيلي، بمضامين متشابهة، لكنها تحمل القضية الاجتماعية ذاتها. سكينة جددت نفسها كثيرا في هذا المعرض، وهي فرصة قالت عنها في حديثها معنا:
عملت في معرضي الجديد بكثير من التأمل والمعايشة الحقيقية مع اللوحة، لإيجاد آليات اشتغال جديدة للارتقاء بالمستوى الفني الذي اطمح اليه، وبتعاملي الدقيق مع قدراتي الفنية الفردية، لأسهم بأيصال رسالتي عبر التشكيل، وهو طموح مشروع لابد ان اكون مندفعة اليه، مستفيدة من تجارب كبار فنانينا عبر تأملي للوحاتهم وأساليبها ودراستي لها لتكون دروسا تشكيلية لي انفذ من خلال تأثري بها الى الرسم ومحاولة الأبداع.
وتابعت سكينة حديثها: ان التفاعل مع التجارب الفنية الكبيرة لكبار الفنانين بتعابيرها وتقنياتها، يعطي نتائج مشرفة لعشاق التشكيل ومحبيه ومريديه والمتعاملين معه، وان هذا التفاعل في بعض الأحيان يعطي للتشكيلي المبتدئ فرصة للتعبير عن الخصوصية التشكيلية التي يريدها لنفسه، ومن خلالها يوصل فنه الى المتلقي، واحاول بهذا ان اجلب الانتباه لأحصل على انطباعات الآخرين لأتعرف على نقاط القوة والضعف في لوحاتي.
وأضافت: اتابع شتى المعارض واحضرها، او اتابعها عبر الوسائل المتاحة، والتي ارى فيها امتزاج تجارب الفن التشكيلي العراقي المعاصر مع التجارب الفنية العالمية والعربية.
وأوضحت سكينة “ان تجارب الفنانين التشكيليين العراقيين متميزة جدا، والتي طالت معارضهم الكثير من قاعات العرض عالمياً وبحضور مشرف، فقد أدت الثورة الاتصالاتية والمعلوماتية الجديدة بما فيها من تطور، إلى إبتكار اساليب وأفكار جديدة أغنت التجربة التشكيلية في العراق، وهذا مجال جيد وصحي للجميع كي يتفاعلوا ويبدعوا من أجل التواصل مع المجتمع، وهذا هو المطلوب من فنانينا اليوم عبر خطابهم الإنساني والروحي.
وعندما توجهت بالسؤال الى الدكتور عامر السعد بعد افتتاحه لمعرض سكينة ومشاهدة لوحاتها قال: وجدنا في لوحات المبدعة سكينة واقعية واضحة بطرق جميلة، تألقت فيها اللوحة بنحو متميز، ووجدنا في بعض لوحاتها البؤس، وكما يعرف الجميع ان البؤس يخلق صورا، وتوجد جدلية بين الرؤية والرؤيا، وبين العين والظلال، وهذا هو سر الابداع.
وتعقيبا على انطباعات الدكتور عامر نضيف أيضا: كم من لوحة تشكيلية ألهمت أديبا نصا، وكم من قصيدة، أو قصة، أو رواية، أوحت لفنان تشكيلي بلوحة وهذا هو سر تكامل الوظيفة الجمالية.
التشكيلية سكينة أنجزت رسم لوحات معرضها الثاني بالألوان الزيتية واقلام الفحم الأسود والفحم الأبيض وغيرها، وهي حاصلة على البكلوريوس من كلية التربية بجامعة البصرة بمادة الكيمياء.
التشكيلية سكينة المسعود ترسم ظلالها الملونة بلوحات واقعية
التعليقات مغلقة