للمثل الشعبي وقع في النفوس .. فهو ترجمة لبعض تراث الشعوب ونقطة التقاء الماضي والحاضر في حروف، فالتاريخ العربي لم يقتصر على الكتب والمخطوطات فقط، بل شمل أيضًا عدداً من الأمثال الشعبية التي سجلت مواقف البسطاء.. فتناولتها الألسنة وسجلتها الذاكرة العربية للتعبير عن حال الأمم بكلمات لا تنسى.
«اختار الجار قبل الدار» .. هي كلمات يرددها البعض للتعبير عن تأثير وجود الجار في حياة القائل .. وخلف هذا المثل قصة تعود إلى رجل كان جار لأبي دف البغدادي واشتدت حاجة هذا الرجل وكثرت عليه ديونه، فما كان منه إلا أن يلجأ لبيع بيته، وبالفعل عرض منزله للبيع مقابل 1000 دينار، وكان منزله يُقدر بـ 500دينار فقط، وهكذا أخبره معظم جيرانه.
وعندما علم أبو دف البغدادي معلومة تقدير المنزل بـ 500 دينار، أخبر الرجل المذكور، وسأله لما يضاعف القيمة المالية الأصلية للمنزل، وإن كان يحتوي على ميزة خفية تساوي تلك النقود المضافة.
قال له إني أبيع المنزل بـ 500 دينار، والجيران بـ 500 دينار فتفاجأ أبو دلف البغدادي برده، وأكد الرجل أنه عندما اشترى منزله قبل 20 عامًا كان يفكر في الجيرة التي ربطته بهم علاقة أخوة وصداقة ووجد منهم طيبة أصل، ولما تزوج أبناؤه ورحلوا عنه رفض أن يترك عشرته وجيرته التي يرى قيمتها من قيمة منزله.. فما كان منه إلا أن قدم له العون والمساعدة وسدد له ديونه.
قصة «اختار الجار قبل الدار»
التعليقات مغلقة