تضاعفت خلال السنوات الأخيرة في المجتمع العراقي ظاهرة « الطلاق « للفتيات اللواتي تزوجن في اعمار صغيرة نتيجة تردي الأوضاع الاقتصادية وتخلف المفاهيم الاجتماعية، وتهرب اغلب الأهالي من تحمل مسؤولية تربية البنات، اذ مازالت النظرة الجاهلية للفتاة سارية المفعول ليومنا هذا، والخاسر الوحيد، الطفلة التي تدفع براءتها ثمناً بخساً لكل الظروف التي تنتهك براءتها.
وبحسب آخر احصائيات الطلاق فأن النسبة الأكبر كانت للقاصرات. ولا تنتهي مأساة الفتيات عند هذا الحد، فبعد انتهاء عقد البيع والشراء بين اهل العريس والعروس، يحملهن المجتمع وزر طلاقهن المبكر وكأنهن ارتكبن جريمة، فيما يمارس الطرف الاخر حياته بنحو طبيعي وبكل سهولة وانسيابية يتزوج ويتقبل المجتمع فكرة زواجه للمرة الثانية والثالثة وكأنه الضحية وتلك الطفلة هي من جنت عليه.
في ظل عدم وجود قانون يمنع انتشار هذه الظاهرة التي اتسعت وبنحو ملحوظ في الآونة الأخيرة وخصوصاً بين طبقات المجتمع الفقيرة، ولاسيما وهي تتم خارج اسوار المحاكم المختصة بالأحوال الشخصية، إذ يتم الاكتفاء بعقد « السيد او الشيخ « الذي لا يعد ضامناً لحقوقهن الشرعية التي كفلها الدين لها.
إساءات كثيرة ترتكب بحق النساء لها بداية وليس لها نهاية على الرغم من ان الدين الإسلامي بين حقوق النساء واكد عليها الا ان العرف حرمها العديد منها تحت ذريعة « العيب، والنساء ناقصات عقل .. « .
بؤرة هموم واحزان تعيشها المرأة التي سبيت كرامتها وكأنها لا يحق لها ان تعيش بكرامة وإنسانية، فمن الطفولة وحتى المشيب، اذ تتحول العابهن وهن في الطفولة الى مصدر سخرية والوانهن الى وسيلة لجذب الرجل وتتحول ضحكاتهن البريئة جراحاً لا تندمل وان مر عليها قرن من الزمن.
زينب الحسني
قتل الطفولة وأحلامها
التعليقات مغلقة