خسرنا مع أننا الأفضل

على خلفية خسارة منتخبنا الوطني أمام المنتخب الإماراتي بركلات الجزاء وعلى إثر هذه الخسارة خرج منتخبنا من بطولة الخليج بنسخته الثلاثة والعشرين شهد الشارع العراقي برمته والوسط الرياضي بنحو خاص شهد كثيرا من الأحاديث الساخنة واللغط والقال والقيل وكأننا خرجنا من معركة خيارين فيها في حين الجميع يقر على ان الرياضة أو كرة القدم تحديدا فيها الفوز وفيها الخسارة ثم ان خروج منتخبنا من البطولة لا يعني أنه سيء بل كان الأفضل من بين كل المنتخبات المشاركة لاعبينا كانوا جيدين وأشار لهم جميع النقاد المتخصصين وجميع المشاهدين أشاروا لهم من خلال أحاديثه وتحليلاتهم انهم لاعبين على مستوى عال من الأداء والرجولة وامتلاك روح الفوز .
وهذا لا يعني مبرر لعدم وجود أخطاء على العكس تماما هذه حقيقة كما هي حقيقة وجود أخطاء ولولا وجود هذه الأخطاء لكان اللقب عراقي بأمتياز ولكن من الظلم ان تنسب هذه الأخطاء لشخص محدد دون آخر كما حصل من قبل البعض الذين وجهوا سهام انتقاداتهم القاسية لمدرب المنتخب الكابتن بأسم قاسم والبعض من اللاعبين في حين كلنا يعلم أن المنتخب عبارة عن منظومة عمل يشترك بها اتحاد الكرة والمدرب واللاعب والإداري والطبيب والصحفي وكذلك الجمهور أيضا فأذا ما حصل اخفاق كلنا مشاركين بهذا الإخفاق والعكس هو الصحيح .
ثم لماذا حينما يحصل إخفاق مباشرة يسارع البعض في المطالبة بأقالة المدرب وكأنه ارتكب جرم لا سمح الله ؟! ياترى هل ان تم إقالة المدرب فعلا سيتجاوز منتخبنا الأخطاء التي ترتكب ؟ بلا شك الجواب لا والف لا والدليل سبق وأن تم إقالة أكثر من مدرب أمثال أكرم سلمان وحكيم شاكر وراضي شنيشل وغيرهم من مدربين فرق انديتنا ماذا حصل بعد إقالتهم؟ المشكلة لا تكمن بالمدرب فقط المشكلة الحقيقية تكمن بعدم وجود تخطيط سليم وكذلك وجود سوء إدارة وعلى سبيل المثال متى استقرت منتخباتنا الوطنية بكل فئاتها؟ هي غير مستقرة من حيث الأمور الفنية بسبب عدم وجود اللاعبين بمكان واحد ووقت واحد وكذلك بسبب عدم وجود مدربين استمروا لسنوات طويلة مع هذه المنتخبات ثم لا ننسى أن الرياضة جزء لا يتجزأ من العراق الذي لم ولن يشهد الاستقرار منذ زمن طويل فمتى ما استقر العراق من المؤكد تستقر الرياضة لذا على المعنيين جميعا ان يجعلوا حدث خروج منتخبنا من بطولة الخليج على إثر خسارته من الامارات درس يجب مناقشته والبحث عن الخلل ونقاط الضعف ثم المعالجة هذا اذا ما أردنا فعلا تجاوز الإخفاق والمضي نحو تحقيق الألقاب.
اعتقد ما يثار من اقاويل هو نتيجة حساسية زائدة عن حدودها وعاطفة بعيدة عن المنطق حيث ان العراقيين يعتبدون بطولة الخليج التي لم نحقق لقبها منذ ٢٩ عام بطولة عالم مصغرة علة الرغم من أنها غير معترف بها رسميا من قبل الجهات المعنية على المستوى الدولي واعتقد هذه الحساسية اسبابها كثيرة واهم تلك الاسباب العامل السياسي الذي كلنا يقر ان العلاقة ما بين العراق وبعض الدول الخليجية ليس على وفاق سياسيا بسبب السياسة العرجاء للنظام السابق وهنا تناسى هؤلاء المتحسسون ان الرياضة تجمع ما تفرقه السياسة كونها حمامة سلام ورسالة محبة.
عموما خرجنا من البطولة مع أننا كنا الأفضل من حيث حصد النقاط والأهداف في حين من أنها لمباراة الختام المنتخب الإماراتي لم يسجل الا هدف واحد فقط وبالتالي فاز بركلات الجزاء وقد تشهد مباراة الختام ذات السيناريو ويفوز الامارات ويصبح بطل البطولة مع انه لا يملك الا هدف وحيد عكس منتخبنا الذي له ستة أهداف ومع هذا خرج من البطولة بخفي حنين.

* صحفي رياضي
عبد الكريم ياسر

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة