وظائف ارتبطت بالنساء لفترة طويلة

متابعة الصباح الجديد:
منذ القِدم هناك ارتباط وثيق بين جنس الفرد وعمله، وقد كانت للنساء وظائف محددة، اقتصرت عليهن، لذا تعرَّض معظم الرجال الذين تجرأوا وعملوا فيها إلى السخرية، وعلى الرغم من أنه ليس هناك عملٌ يعيب مَن يعمل به، إلا أنه ولفترات طويلة ارتبطت بعض الأعمال بجنس الفرد وعرقه أيضاً، لذا تم انتقاد كل مَن يخالف ذلك، ومع تعاقب الأزمنة، واختلاف الثقافات، أصبحت هناك مساحة أكبر من الحرية للرجال والنساء للعمل في كل المجالات، على أنه ولليوم تتَّسم بعض الوظائف بالطابع النسائي، منها:
التمريض: تاريخياً، شكَّلت النساء الأغلبية في مهنة التمريض، فمهمة المرأة في الحروب، هي تضميد الجراح، والعناية بالمصابين، وتقديم المساعدات لهم، وفيما بعد أصبح التحقق من نظافة الأجنحة والمعدات من اختصاصها أيضاً، وكذلك تدوين الملاحظات، والإطعام، وتنظيف الجرحى، ومساعدتهم لقضاء الحاجة، والحركة، ووضعهم في أسرَّتهم، لذا كان ينظر إلى التمريض بأنه من مهام النساء، وليس الرجال، ولعل السبب وراء ذلك، هو ما تتميز به المرأة من عاطفة جياشة وحنان ورحمة، وقد أظهرت إحصائية جرت في عام 2005، أن 92.3% من العاملين في هذا المجال، هم من الإناث.
المربِّية: منذ القِدم وإلى اليوم، وهذه الوظيفة ترتبط بالنساء، حتى إن اسمها «مؤنث»، فقد ارتبطت التربية ارتباطاً وثيقاً بالمرأة، ولعل السبب وراء ذلك يرجع إلى «عامل الأمومة» الذي يجعلها الأجدر برعاية الأطفال والاهتمام بهم، ومرافقتهم وتعليهم، كما أن طبيعة عمل المربية تقتضي وجودها في المنزل مع الأم ساعات طويلة، ولعل ذلك ما جعل الرجال يسندون تلك الوظيفة إلى النساء حتى الآن، ومازال المجتمع إلى اليوم يرفض تقبُّل فكرة عمل الرجل بهذه الوظيفة.
السكرتارية: النساء هن الأفضل في المهام التنظيمية، مثل إعداد المكاتبات والمراسلات والتقارير، والحفظ والأرشفة، بالإضافة إلى تنظيم الاجتماعات، وإعداد رحلات العمل، واستقبال الزوار وتوجيههم، كما أنهن يتميزن باحترام مواعيد العمل، ولعل ذلك ما جعلهن الأنسب لأداء الأعمال المكتبية الخاصة بالسكرتارية.
عرض الأزياء: الهدف منه، التعريف بأحدث صيحات الملابس الحديثة، ومنذ القِدم وهذه الوظيفة تقتصر على النساء فقط إلى أن اقتحمها الرجال مؤخراً، ومع ذلك بقيت المرأة متربعة على عرش هذه الوظيفة، حيث إنها تلعب دوراً رئيساً في جذب المشاهدين إلى مجموعة معينة من الملابس والإكسسوارات، التي يعاد تصميمها لتتناسب مع السوق، كما أن اغلب المهتمين بهذه الصيحات، هم من النساء اللواتي يتابعن هذه العروض ليخترن ما يناسبهن مما يقدمه أحد المصممين، وغالباً ما يكون مرتبطاً بإحدى الشركات المشهورة في تصميم الملابس والإكسسوارات وصناعتها.
وعلى الرغم من اقتحام النساء بقوة مجالات عدة خاصة بالرجال، وفرض أنفسهن فيها، إلا أن عديداً من الرجال ما يزالون متمسكين بتقاليدهم، ويرفضون العمل في الوظائف ذات الطابع الأنثوي، لكيلا يصبحوا منبوذين من قِبل أفراد عائلاتهم، أما الذين تشجعوا منهم، واقتحموا تلك المجالات، فقد أثبتوا جدارتهم فيها، ونافسوا النساء بقوة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة