لندن ـ وكالات:
ربما يحصل وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، على عرض «وزارة فائقة» جديدة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهي وزارة سياسية كبيرة، وذلك كجزء من خطة رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، بإجراء تعديلات وزارية بمناسبة العام الجديد.
ومن المتوقع أن تقدم له رئيسة الوزراء عرضا جديدا حيث سيقوم بدور كبير في وزارة الأعمال، واتخاذ القرارات الرئيسية لتحضير بريطانيا لمغادرة الاتحاد الأوروبي، ولكن يقول حلفاء الوزير إنه قد يرفض قبول أي منصب يقلل من منصبه الحالين وسط توقعات ببدأ التعديل الوزاري في الأسبوع المقبل.
وستركز السيدة ماي على السياسة الداخلية خلال الأسابيع المقبلة، خاصة التعليم والبيئة، وكذلك خطابا بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في شباط المقبل، ولكن ستبدأ ماي التغيرات أولا على الحكومة، ببعث طاقة جديدة داخل الصفوف الوزارية، والتي قد تشهد رحيل السير باتريك ماك لوغلين من رئاسة حزب المحافظين، ومن المرجح أن يحل محله جيرمي هنت، وكذلك تشمل التعديلات وزارة الصحة، رغم دعمه خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وفي هذا السياق، هناك تكهنات بتولي السيد هنت رئيس مكتب مجلس الوزراء بدلا من داميان غرين، أو نقله إلى وزارة الداخلية، ويصبح أمبير ريد، سكرتير أول الدولة، ومن المرجح بقاء المستشار فيليب هاموند في منصبه، وزيرا للمالية، ويميل وزير الهجرة براندون لويس، إلى تولي منصب رئيس الحزب.
وبتولي جونسون الإشراف على الأعمال التجارية وعناصر النقل، سيتيح ذلك له التحدث بشكل أفضل عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وعلى الرغم من أن حلفائه يؤكدون سعادته كونه وزيرا للخارجية، سيحارب لعدم الحصول على منصب أقل، وسيبقى ديفيد ديفيس، في منصب وزير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وتهتم السيدة ماي ببناء المنازل في البلاد، لذلك سيقع اختيارها على وزير جديد للإسكان؛ لمعالجة هذا الأمر، ومن المرجح أن تعين ماي النواب صغار السن لتشجعيهم ومنحهم الثقة، وفي رسالتها بمناسبة العام الجديد.
قالت رئيسة الوزراء «إن معظم الشعب أراد من الحكومة تنفيذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، رغم أنهم صوتوا في الاستفتاء، ولكن هذا ليس حدود طموحنا، نحن نسعى لخلق فرق هنا من خلال التركيز على القضايا التي تهم الشعب في الحياة اليومية، فالخطوة الأولى نحو مستقبل أفضل هي الحصول على مكان في مدرسة جيدة، وهذا ما يتوقعه الوالدين وما يستحقه كل طفل، وسوف نحمي البيئة ونعزز النظام البيئي للأجيال المقبلة».
وفي ذلك الاثناء طالبت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أعضاء حكومتها بتوخّي الحذر من تسريب أي معلومات حول الخلافات داخل الحزب والقرارات التي تناقشها الحكومة.
وحذّرت ماي نواب حزبها في البرلمان من أن البديل في منصب رئيس الوزراء سيكون زعيم حزب العمال جيريمي كوربين.
من جانبه قال فيليب هاموند وزير الخزانة إن زملاءه المعارضين لخططه بخصوص الانفصال عن الاتحاد الأوروبي يسربون خططه التي تناقش في اجتماعات الحكومة.
ونشرت الصحف البريطانية تعليقات لهاموند أدلى بها في اجتماعات للحكومة بشأن أجور العاملين في القطاع العام.
وقالت وزيرة الداخلية أمبر رود لبي بي سي إن تيريزا ماي «محقة تماما» في أن تطلب من الوزراء أن «ما يقال في مجلس الوزراء يجب أن يبقى داخل مجلس الوزراء».
وتأتي دعوة رئيسة الوزراء لأعضاء حزبها بالوحدة بعد أن فقدت أغلبية مجلس العموم عندما أتت مغامرتها بإجراء انتخابات عامة مبكرة بنتائج عكسية.
تقول لورا كوينزبيرغ محررة الشؤون السياسية في بي بي سي إن هناك عدة عوامل تساهم في الموقف الحالي حيث قام بعض الوزراء بتسريب معلومات مفادها أن هاموند يحاول تعطيل عملية الانفصال عن الاتحاد الأوروبي وعرقلة رئيسة الوزراء تيريزا ماي خاصة بعد تراجع نتائج حزب المحافظين في الانتخابات الأخيرة.
من جانبه حاول وزير النقل البريطاني كريس غرايلينغ التقليل من الدعاوى بوجود انقسام داخل الحكومة حول ملف الانفصال عن الاتحاد الاوروبي وانتقد كل من يسرب معلومات عن المناقشات داخل اجتماعات الحكومة.
كما رفض هاموند التعليق على التسريبات التي تضمنت قوله في اجتماع للحكومة إن «العاملين في القطاع العام يتلقون رواتب أعلى من المفترض أن يتلقوها» وطالب زملائه في الحكومة بالتركيز على مسؤلياتهم.