الاحتجاجات الشعبية تأخذ طابعاً مختلفاً:
السليمانية ـ عباس كاريزي:
أخذت الاحتجاجات والاعتصامات الشعبية والتظاهرات التي نظمها الموظفون، التي شهدها اقليم كردستان خلال الايام القليلة الماضية المطالبة بالرواتب والاصلاح الاداري ومحاربة الفساد وانهاء الاحتكار وهيمنة الاحزاب، طابعاً مختلفاً حيث اعلن أصحاب الاسواق والمحال التجارية وارباب العمل، إضرابا عاماً عبر إغلاق متاجرهم وايقاف وتعطيل الاسواق والحركة التجارية.
وشهدت محافظة حلبجة صباح امس الاربعاء اضراباً عاما اغلقت خلاله معظم الاسواق والمحال التجارية في المدينة، لتتوقف معها التبادلات التجارية، وخلت الاسواق من المواطنين والمارة، ويأتي ذلك في اطار دعوة وجهها المجلس المدني للدفاع عن حقوق الشعب في المدينة.
واوضح محمد سعيد عضو المجلس في حديث للصباح الجديد، ان مجلس الدفاع عن حقوق الشعب الذي تشكل في محافظة حلبجة مؤخرا، وجه دعوة لاصحاب الاسواق والمحال التجارية لتنظيم اضراب عام في المدينة الاربعاء، والذي تمثل باغلاق المحال والاسواق وايقاف التعاملات التجارية، إحتجاجا على سوء الاوضاع المعيشية والمعاشية للمواطنين في إقليم كردستان.
واضاف سعيد، ان الاحتجاجات والتجمعات الشعبية بدأت تأخذ وتعتمد اساليب جديدة للتعبير عن السخط الشعبي تجاه الأوضاع الاقتصادية والسياسية في الاقليم، والتي عدّها حلقة جديدة في مسلسل الضغوطات الشعبية على الجهات الحكومية الرامية لارغامها على الاستجابة لمطالب المواطنين بإجراء الاصلاحات.
وكانت مدينة كلار في ادارة كرميان وغيرها من المدن قد شهدت الاحد الماضي، إضرابا عاما مماثلاً شمل اغلاق الاسواق والمحال التجارية.
بدوره قال عضو برلمان كردستان القيادي في حركة الجيل الجديد رابون معروف، انه بامكان اية آليات او فعاليات مدنية، ان تسهم في اجراء التغيير وتحقيق المستقبل المنشود في البلاد.
واضاف معروف في بيان اصدره بعد إطلاق سراحه من معتقله بمحافظة السليمانية امس الاربعاء، بعد ان تم اعتقاله في 18 من شهر كانون الاول الجاري على خلفية مشاركته في التظاهرات التي شهدتها المدينة، ان اية استراتيجية او سياسة تبنتها حركته تعتمد على الابتعاد عن العنف والحفاظ على الامن والاستقرار في الاقليم، مضيفاً ان اللجوء الى العنف والقوة في المطالبة بالحقوق سوف يعمق الشرخ ويؤدي الى هدم البلاد.
وعلى صعيد ذي صلة مدد وزير الثقافة والشباب في حكومة الاقليم خالد دوسكي قرار اغلاق قناة ان ار تي (NRT) لمدة اسبوع ثاني بداعي الحفاظ على الامن والاستقرار والهدوء في الاقليم، الا ان مصادر مطلعة قالت للصباح الجديد، ان نائب رئيس حكومة الاقليم قباد طالباني الذي يشرف منذ ايام على تطبيع الاوضاع الامنية في محافظة السليمانية والاقضية والنواحي التابعة له، الغى قرار وزير الثقافة ووافق على اعادة بث قناة ان ار تي، التي أغلقت الاسبوع المنصرم
في غضون ذلك رفضت المنظمات والتجمعات الشعبية وهيئات اعتراض الموظفين انضمام الاحزاب السياسية الى اية تظاهرات احتجاجية ينوون تنظيمها لاحقاً.
وقال مشرفون على تنظيم التظاهرات للصباح الجديد، ان رفضهم مشاركة الاحزاب في ادارة وقيادة التظاهرات، نابع من ادراكهم ان كل حزب او جهة سياسية تبحث عن مصالحها الحزبية ولها اجنداتها السياسية الخاصة، والتي من شأنها ان تحيد بالاعتراضات الشعبية عن مسارها وسياقاتها الصحيحة.
هذا وكان من المقرر ان تخرج تظاهرات وتجمعات احتجاجية في العديد من مدن واقضية الاقليم، الا ان محاولة الاحزاب السياسية ركوب الموجة والمشاركة فيها دفع بمنظمي الاحتجاجات الى الغاء نشاطهم، وتغيير شكل الاحتجاج والتظاهر الى الاضراب العام واغلاق الاسواق والمحال التجارية.
يذكر ان غالبية مدن و اقضية محافظتي السليمانية و حلبجة وادارتي كرميان و رابرين، وقضائي كوية و رواندوز في مدينة اربيل، شهدت تظاهرات، للموظفين ونشطاء مدنيين وسياسيين يومي 18- 19 من شهر كانون الاول الجاري، شهدت اعمال عنف بعد ان قام خلالها المتظاهرون باحراق العديد من المباني والمقار الحكومية والحزبية، سقط خلالها بعض القتلى وعشرات الجرحى، اعتقلت على اثره السلطات الامنية مئات المتظاهرين والنشطاء بينهم شخصيات سياسية وبرلمانية ونشطاء مجتمع مدني وصحفيين.