تناقلت وسائل الاعلام ما قرره مجلس المحافظة بشأن تشريع اصدره يسمى قانون قدسية كربلاء وهذا الاجراء ابتعد عن حقيقة قدسية المحافظه اذ ان قدسية كربلاء لا تحتاج الى تشريع محلي لاعلان هذه القدسية او لاثباتها او للمحافظة على قدسيتها فهي مقدسة بما حصل فيها وبتاريخها واثرها باجتماع اسباب عديدة منحتها هذه القدسية ولا تحتاج الى دستور او قانون من البرلمان او تشريع من مجلس المحافظة لقانون يقرر قدسيتها ويشير الى عقوبات وتصرفات تخالف القدسية مما يعني للاخرين ان هذه الرذائل والافعال التي جرمها التشريع اصبحت ظاهرة كبيرة في كربلاء المقدسة ومتفاحشة بحيث يتطلب الامر اصدار تشريع بهذا المآل كما ان اصدار هذا التشريع يوحي للبعض ان كربلاء لم تكن مقدسة حتى اوجب الامر اصدار تشريع لاعلان القدسية لكربلاء المقدسة وماذا سيكون القول عند تعديل هذا التشريع وهل يقال تم تعديل قدسية كربلاء عند تعديل هذا التشريع لا بل ماذا يقال عند الغاء تشريع قدسية كربلاء وهل يقال تم الغاء القدسية وغير ذلك من التفسيرات والتأويلات على مجرد الاسم قدسية كربلاء اذ لا تحتاج قدسية كربلاء الى قول من مجلس محافظتها كما حصل باصدار قانون قدسية كربلاء من مجلس للمحافظة وهل يمكن ان تكون قدسية موضوعا تشريعيا وقانونيا لا بل ودستوريا ذلك ان قدسية كربلاء متحققة في القلوب قبل تشريع مجلس المحافظة وستبقى بالقلب حتى لو صدر دستور او قانون يمس هذه القدسية ولانعلم هل ان المراجع العليا كان لها رأي في ذلك او عل ان ذلك بناء على اقتراح من المراجع المقدسة والذي يبدو لي ان ذلك قد حصل وان كان الافضل ان يأخذ هذا التشريع اسما اخرا غير ارتباطه بالقدسية كأن يسمى التشريع الكربلائي او تشريع الخاص بالتصرفات في كربلاء المقدسه او اي اسم اخر من غير اسم قانون قدسية كربلاء اذ من العيب ربط قدسية كربلاء بقانون او تشريع كما فعل مجلس محافظة كربلاء بتسميته باسم قانون قدسية كربلاء اذ على العموم لا بد لنا ان نبعد قدسية كربلاء عن التشريع والقانون كونها مقدسة بطبيعتها وجوهرها وبارادته سبحانه ولا يقف ذلك على تشريع من مجلس المحافظة او مجلس النواب او اية جهة اخرى حكومية او غير حكومية اتحادية او محلية عاصمة او محافظة وصدق من قال اختلاف الاسماء يقود الى اختلاف المسميات وتباين العبارات يؤدي الى تباين الاعتبارات وتغاير الالفاظ يترتب عليه تباين المصطلحات القانونية اذ هنالك فرق بين عبارة قانون قدسية كربلاء وبين عبارة قانون كربلاء المقدسة فالعبارة الاولى تعلق القدسية على القانون والثانية تؤكد قدسية كربلاء او اية تسمية اخرى شرط ان لاتوحي التسمية بان القدسية معلقة على القانون كما ورد في تسمية قانون بدسية قانون قدسية كربلاء وكان من اللازم تجنيب هذه المدينة المقدسة الدعاية الانتخابية والاغراض السياسية اذ لايمكن ان تكون القدسية بضاعة في سوق الانتخاب وسوق السياسة .
طارق حرب
كربلاء لا تحتاج الى قانون لإثبات قدسيتها
التعليقات مغلقة