حديث الاعمار والبناء !

طوال عقود من السنوات مر الزمن على العراقيين وهم في حالة استنفار وطواريء واستثناء وشغلت الحروب والصراعات الدولة برمتها وسادت المظاهر العسكرية والامنية اجزاء واسعة من ارض العراق حتى اصبح من المعتاد ان تستمع او ترى او تقرأ هموم هذا الشعب عند الباعة المتجولين والبسطاء في المقاهي والازقة يشاركون النخب السياسية احاديثهم وتحليلاتهم وتوقعاتهم لما ستؤول اليه الاحداث ومايضمره المستقبل وانعكاسا لذلك الحال ولتلك المظاهر رتب العراقيون اولوياتهم في الحياة ونظموا امورهم داخل اسوار القلق والتحسب وخارج اسوار الاستقرار والطمأنينة يحملون في قلوبهم الاماني والامال بان يحل السلام يوما ما في ربوع هذه الارض التي تكاثر على اديمها القتل وسفك الدماء ومر في جنباتها الغزاة والمعتدون ..ومامن جيل في العراق الا وله الف حكاية مع مثل هذه الحروب والصراعات ولسان حال هذه البلاد يقول انها لم ترحم ..وان استقرارها وامانها مؤقت ..فما ان ينتهي صراع حتى تستعد الناس الى صراع آخر ..وقد سعدت يوم امس وانا استمع الى المؤتمر الصحفي الذي عقد بعد نهاية اجتماع رئيس الجمهورية فؤاد معصوم ونائبيه المالكي وعلاوي وهم يتحدثون عن ضرورة طي صفحة الحرب والبدء بالانشغال بصفحة الاعمار والبناء والالتفات الى الداخل العراقي ومثلما اشاركهم انا في هذا التوجه فان ملايين العراقيين يتوقون بعد تلك الصفحات السود التي فجعت فيها الاف العائلات العراقية بفقدان فلذات اكبادها في الحروب والصراعات الماضية وبعد الارهاب الذي مارسته القاعدة ومن بعدها عصابات داعش الارهابي وسقوط الضحايا من المدنيين والعسكريين يتوقون الى صفحة جديدة وقد ان الاوان ان يتكاتف العراقيون فيما بينهم لتوديع هذه المرحلة القاسية وتوديع مظاهر عسكرة المجتمع ليتحدثوا حديث الاعمار والبناء واعادة بلادهم الى سكة السلام والاستقرار مستلهمين من روح الانتصار الاخير على فلول داعش العزم والاصرار على المضي قدما في بناء تجربتهم الديمقراطية والاستفادة من الدروس الماضية وتصحيح الاخطاء وايقاف الانتهاكات والسعي للانضمام الى منظومة القيم والقوانين التي تكفل كرامة العراقيين بشتى نحلهم وتعديل ماكان عائقا امام هذا الانضمام ولابد من استثمار اجواء الانتصار العراقي وتعاطف دول العالم المختلفة مع نجاح العراقيين في دحر الارهاب من خلال دعوة هذه الدول لمساندة الشعب العراقي وهو يعيد اعمار مدنه والمشاركة في تشييد المشاريع وتقديم الخدمات بما يخفف المعاناة الطويلة لملايين النازحين الذين فقدوا مقومات الحياة في مدنهم المحطمة لسنوات طويلة . وسيكون المؤتمر الخاص باعمار هذه المناطق في دولة الكويت مطلع العام المقبل باكورة الدعم الدولي للعراق .
د.علي شمخي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة