أطفال عراقيون يتطوعون لمساعدة رجال المرور لضبط الشارع

بغداد – أحلام يوسف:
عند زيارته الى شارع المتنبي، يجد العراقي نفسه امام مدينة متكاملة، عراق مصغر، بكل طوائفه وقومياته ومذاهبه، التي تذوب معا بمحبة الثقافة والوطن.
المتنبي هذا الأسبوع كان زاخرا بنشاطات مميزة، كان ابطالها أطفالا حملوا هم العراق مبكرا، لأنهم ولدوا داخل اسرة اتعبتها الفوضى التي اجتاحت كل مفاصل الحياة، وتحاول لملمة جراح الوطن، وتطييبها من خلال محبته غير المشروطة، له ولأبنائه.
كان من بين هؤلاء، عائلة السيد عمار الحمداني، الذي اصطحب أولاده نور الهدى، وطيبة العراقية، وياسر العراقي، ولا يتجاوز عمر نور “اكبرهم” الثامنة، اما ياسر فلم يتجاوز الخامسة من عمره، وقفوا جميعهم بملابس شرطي المرور، حاملين علم العراق، ويرددون شعارات وطنية عن حب العراق، والعمل التطوعي.
سألنا الحمداني والد هؤلاء الأطفال عن موضوع مساعدتهم لشرطة المرور، وهل هناك إجراءات قام بها، قبل ان يتولوا مهمة مساعدة رجال المرور في الشارع فقال: لقد قمت بزيارة الى الجهات المعنية، ومن بينهم وزير الداخلية، واستطعت ان احصل على موافقته بمنحنا “باجات” تتيح لنا ممارسة عملنا مع رجال المرور بصورة رسمية”.
شاركت عائلة الحمداني بحملات التبرع بالدم من خلال الإعلان عنها، والمشاركة بها من قبل الوالد، وأيضا تنظيم الحملات تلك، اما فيما يخص الدعم الذي من الممكن الحصول عليه لمساعدتهم على تحمل تكاليف التنقل من مكان الى مكان اخر، فقال الحمداني: عرض علينا وزير الداخلية المساعدة المادية، لكني رفضت وبشدة، لان نيتي هي العمل التطوعي لوجه الله والعراق، فان حصلت على ثمن هذا العمل، انتفت عنه صفة الطوعية، وهذا مالا اريده ابدا، لأني اطمح من خلال هذا العمل ان اربي اولادي على ان حب الوطن ومساعدة الغير، تكون اجمل بالعمل التطوعي، ومن دون مقابل، وعندما يكبرون ستكون صفة نكران الذات، والمحبة غير المشروطة مترسخة بأفكارهم. تحدث الحمداني عن تشجيع الأطفال الاخرين من غير أولاده على العمل التطوعي قائلا: هناك العديد من الأطفال بالمدرسة التي تدرس بها نور وطيبة، ممن لديهم الرغبة بالمشاركة بتلك الاعمال، لأنهم لمسوا تأثيرها الإيجابي على نور وطيبة، وتأثيرها اجتماعيا أيضـا من خلال ردود فعل الشارع العراقي، ونحن هنا اليوم لنؤكد وقوفنا الى جانب كل نشاط توعوي مهما كانت بساطته، لأنها تصب بمصلحة الوطن، والشخصية العراقية.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة