إعمار نينوى يحتاج 30 مليار دولار بعد تعرضها لخراب هائل

اميركا تسهم بمليار دولار وتشترط تخصيصها لأم الربيعين
بغداد – أسامة نجاح:
كشفت لجنة الخدمات في مجلس محافظة نينوى ، يوم أمس الثلاثاء ، عن حاجة المحافظة الى نحو 30 مليار دولار لإعادة اعمار الجسور والمستشفيات وبقية البنى التحتية فيها ، وفيما كشفت عن تخصيص 40 مليون دولار لبناء المحافظة الى الآن من قبل الحكومة الاتحادية ، اكد مصدر مطلع عن تبرع الجانب الأميركي بـمليار دولار لاعمار المحافظة حصراً واعادة النازحين اليها.
وقال عضو لجنة الخدمات في مجلس محافظة نينوى حسن السبعاوي في حديث خاص لصحيفة ‘‘الصباح الجديد‘‘ ان “خطوات اعادة المحافظة الى ما كانت عليه في السابق تحتاج لثلاث مراحل، الاولى تتمثل بحملات التأهيل وأعمال رفع الانقاض والنفايات وفتح الطرق”، مشيرا الى ان” ما قامت به بلدية الموصل والفرق الهندسية من المحافظات الوسطى والجنوبية في هذا المجال اسفرت عن فتح العديد من الشوارع ومنها شارع بطول 40 كم في منطقة الحمدانية وشارع بطول 70 كم في منطقة حمام العليل اضافة الى شوارع اخرى في بقية الاقضية والنواحي اذ وصلت نسبة الانجاز في تلك المشاريع الى 75 بالمائة وما تبقى من اصلاح التخسفات وأنابيب مياه الصرف الصحي يحتاج الى اسناد مديرية المجاري”.
وأضاف ان” ما خصص لمحافظة نينوى في 2017 كان 48 مليار دينار عراقي وهناك أربعة مليارات من ميزانية البترو دولار عوائد النفط يعني مجموعها كان 52 مليار دينار عراقي وهذا يعادل40 مليون دولار، وبالتالي فإن هذا المبلغ قليل جدا قياسا بحجم هذه المحافظة والدمار الذي لحق بها “.
وبين ان “المرحلة الثانية تتضمن اعادة الروح لحركة المدينة وهذا ما يعاني اهالي الموصل من فقدانه بالوقت الحالي”، لافتا الى ان ” هذه المسألة ستحل بأقرب وقت بمساعدة المنظمات المحلية والدولية من خلال تسديد اجور العمال اليومية وإدامة النظافة في المدينة وتنسيق العمل فيها، اذ بدأت الوزارات المعنية بالمساعدة في توفير رواتب العاملين فضلاً عن برنامج الامم المتحدة الانمائي (UNDP) الذي بدأ بتشجيع الشباب على العمل للقضاء على البطالة وتنظيف المدينة”.
وأوضح بان “المرحلة الاصعب هي اعادة الاعمار والبناء لكل المباني العامة نظراً لخروج الجسور الخمسة في المدينة التي كانت تربط بين جانبيها من الخدمة بنحو كامل اضافة الى صعوبة تأهيل المستشفيات والبنى التحتية الاخرى كالكهرباء والخدمات التي وصلت نسب التدمير في بعضها الى 60 بالمائة، اما نسبة التدمير في شبكات المياه فقد وصلت الى 65 بالمائة في حين تفاوتت نسبة التدمير الذي لحق ببقية الخدمات ما بين 60 ـ 70 بالمائة”.
من جانبه قال عضو لجنة الخدمات والاعمار النيابية عن محافظة الموصل بيستون زنكنة ، يوم امس الثلاثاء ، ان اللجنة اوعزت الى وزارة الاعمار والإسكان والبلديات بضرورة الاهتمام بتنفيذ مشاريع الاعمار للبنى التحتية في المناطق المحررة”.
وأضاف زنكنة لصحيفة ‘‘الصباح الجديد‘‘ ان “المناطق المحررة اصبحت كثيرة والبنى التحتية منهارة في اغلب مناطقها ما يستدعي توفير الكثير من المبالغ لإعادة اعمارها وتأهيلها ويمكن ان تكون تلك المبالغ من صندوق النقد الدولي او من صندوق اعمار المناطق المتضررة من الإرهاب”.
وبين ان” اللجنة مستمرة بالتنسيق مع وزارة البلديات بغية تسهيل عملها وتوجيه آلياتها في جميع المحافظات الى تلك المناطق لفتح الشوارع ورفع الانقاض والنفايات”، موضحاً ان” البنى التحتية في تلك المناطق تحتاج الى توفير مبالغ هائلة الا ان الظرف المالي الصعب الذي يمر به العراق يحول دون ذلك”.
وأوضح بأن” السلطات المحلية ستركز خلال الشهور الستة الأولى على استعادة الأمن والمياه والكهرباء وتوفير الوقود الى المدينة وعلى إعادة المواطنين الذين نزحوا من المدينة جراء الحرب ، لافتا الى انه “ستكون هناك بموجب هذه الخطة مدة عامين لإعادة الإعمار والبدء في عملية المصالحة، يليها 30 شهرا تركز على جذب الاستثمارات وتطوير الاقتصاد.
وتابع إن “بعض أعمال الإصلاح الأولية قد تتكلف مبلغا زهيدا يصل إلى خمسة آلاف دولار للمنزل”، لكن حتى ذلك سيؤثر على حصة المحافظة من الموازنة .
من جهتها ترأست وزيرة الاعمار والإسكان والبلديات والأشغال العامة آن نافع أوسي اجتماعا موسعا لإعادة اعمار مدينة الموصل في مقر الوزارة لبحث ومناقشة السبل الكفيلة لإعادة اعمار الموصل
وقالت في بيان لها تلقت صحيفة ‘‘الصباح الجديد‘‘ نسخة منه ان” الاضرار التي لحقت بمدينة الموصل كبيرة جدا مما يتطلب التخطيط الجيد والسليم وبذل كل الجهود الممكنة لكي تكون بداية الانطلاق لإعادة الاعمار للمدينة مبنية على اسس صحيحة وخطوات سليمة من خلال اعداد دراسة كافية لتوحيد الرؤى المطروحة للمناقشة لتفضي الى توصيات ومقررات موحدة تأخذ بنظر الاعتبار الحفاظ على هوية مدينة الموصل بما يتناسب وتراثها وتاريخها العريق.
وأضافت انه” تم عرض عدد من الدراسات المعدة سابقاً وبحث إمكانية الاستفادة من المسوحات والخطط التي وضعت فيها منها دراسة التجديد الحضري لمدينة الموصل القديمة ، مشيرة الى ، ضرورة وضع الضوابط والخطط التي تتناسب مع الوضع الراهن لكي تتاح الفرصة لجميع المواطنين بإعادة اعمار دورهم والعودة اليها بنحو سريع ، داعية الى الحد من التجاوزات التي قد تعوق اعادة الاعمار في المدينة في حالة عدم اعتماد الخطط والضوابط.
وفي سياق متصل كشف مصدر مطلع ، يوم امس الثلاثاء ، لصحيفة ‘‘الصباح الجديد‘‘ ان” الولايات المتحدة الأميركية تبرعت الى الحكومة العراقية بمبلغ مليار دولار لاعادة الخدمات في محافظة الموصل حصراً وانعاشها من الناحية الاقتصادية وإعادة العائلات النازحة .
وقال المصدر الذي لم يفصح عن أسمه ان”نسبة الدمار بين الساحل الأيسر والأيمن في الموصل متفاوتة فالبنية التحتية للساحل الأيسر تضررت بما يتراوح بين 60 إلى 70 % والأضرار التي أصابت الممتلكات الخاصة تقدر 20%”،فيما بلغت نسبة الاضرار في البنية التحتية للساحل الأيمن 90 % والممتلكات الخاصة ودور المدنيين بحدود 70 بالمئة”.
وفي العاشر من حزيران لسنة 2014 تمكن تنظيم داعش من السيطرة على مدينة الموصل وكذلك على منشآت حيوية في المدينة من أهمها مبنى محافظة نينوى والمطار وقنوات تلفزيونية وقام بتدمير العديد من الأماكن الأثرية فيها.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة