كاظم مرشد السلوم
شهد مهرجان دبي السينمائي الدولي ال14 حضوراً متميزاً للسينما العراقية ، اذ شارك تسعة من المخرجين العراقيين في افلام تنوعت بين الروائية والوثائقية الطويلة والافلام القصيرة، لم تبتعد معظم هذه الافلام عن الهم العراقي اليومي، اذ تناولت مراحل متنوعة لفترة ما بعد 2003، أختلف نوع وكيفية الاشتغال باختلاف مخرجي هذه الافلام، فجاء فلم الرحلة، للمخرج محمد الدراجي ـ ليتناول حكاية حصلت في العام 2006 في محطة قطار بغداد، ومحاولة احدى الفتيات تفجير نفسها، للتوالي احداث الفلم مستعرضا حكاية من يعيش في هذه المحطة، وبالتأكيد ستكون لنا وقفة نقدية معه.
ويأتي فلم قصص العابرين للمخرج قتيبة الجنابي، متناولا موضوعة ابتدأت من سبعينات القرن الماضي وهي هجرة وهروب الالاف العراقيين الى المنافي الاوربية هربا من بطش النظام، والحنين الذي ظل ومازال ملازما لهؤلاء.
73 مئوية .. هو فلم المخرج باز دنخا شمعون، اذ اشتغل على فلمه لثمان سنوات متتالية متناولا ثلاث حكايات لثلاث ضحايا من شمال ووسط وجنوب العراق.
سهم عمر خليفة مخرج فلم ميسي بغداد وأرض الابطال، شارك بفلمه الجديد زاغروس، الذي يتحدث عن رجل كردي يعمل راعيا للغنم ويعشق زوجته التي تهاجر الى بلجيكا مع بناتها بعد شائعات بخيانتها له، الامر الذي يدعوه لاتخاذ قرار حازم بشأن ذلك.
ويقدم المخرج ضياء جودة فلمه القصير «سبية « حيث تعيش امرأة ايزيدية مع ابنتها وحيدة في منزلها، بعد ان غادر زوجها مع رجال اخرين لمقاتلة داعش، حيث ترفض ترك بيتها مؤمنة ان الموت في الارض أفضل من تركها.
ويأتي المخرج مرتضى كزار بفلم تحريك جميل عنوانه « لغة « يتحدث عن رجل اعمى يلقبون « بحكم الاعمى « يبتكر طريقة لتحويل ماكينة خياطة الى الات طابعة تطبع بلغة بريل للمكفوفين، ولا يقف مكتوف الايدي في الحرب مع داعش ليكتب هذه المرة على الجدران وبلغة بريل ليرد عليهم.
المخرج محمد شييرواني يشارك بفلمه دعاء، الذي يتحدث عن فتاة يريد والدها ان تدرس العلوم الاسلامية ليتفاجأ انها قدمت للدراسة في كلية الفنون الجميلة، فهل سيتركها تقرر مصيرها؟
وربما كان المخرج مالك المالكي، الوحيد الذي اشتغل بعيدا عن الحدث والواقع العراقي فلقد شارك بفلم « قطعة مفقودة « والذي هو عبارة عن رحلة تأملية، في معنى ومغزى الحياة حيث يسعى رجل وامرأة وراء الخلود وتحقيق الكمال.
في الجانب الاعلامي والنقدي وصناعة السينما كانت هناك مشاركة عراقية مهمة في هذه الدورة من مهرجان دبي السينمائي الدولي، اذ شارك في سوق دبي السينمائي، الذي شارك السيد زيد فاضل صاحب ومؤسس دور العرض السينمائية الحديثة في العراق التي تسمى (عراقي سينما)، حيث طبع العدد الاول من مجلة السينما العراقية هنا في دبي، واتفق مع بعض شركات الانتاج على حقوق عرض بعض الافلام التي انتجتها، وكذلك شارك الدكتور حكمت البيضاني رئيس ومدير شركة مدينة الفن للإنتاج التلفزيوني والسينمائي في السوق أيضا.
سينمائيون عراقيون جاءوا من بلدان مختلفة للمشاركة في هذا المهرجان منهم السيد انتشال التميمي مدير مهرجان الجونة السينمائي، والناقد زياد الخزاعي، وكذلك السينمائي والاعلامي عرفان رشيد، والناقد علاء المفرجي وكذلك الناقد كاظم مرشد السلوم.
المشاركة العراقية في مهرجان دبي السينمائي الدولي الرابع عشر رغم كونها مميزة وواسعة هذه المرة، الا اننا نطمح بمشاركة اوسع ليس على مستوى الافلام فقط، بل على مستوى المشاركة الاعلامية، حيث يغطي الحدث العشرات من وسائل الاعلام من دول ومحطات مختلفة، وكنا نتمنى ان نشاهد مشاركة فاعلة وواسعة من الاعلام العراقي المرئي وكذلك من الصحف العراقية الكثيرة، فالمهرجان يعد واحدا من اهم المهرجانات العربية في المنطقة، وكذلك له حضوره الكبير على المستوى العالمي، ليس بسبب نوع وكمية الافلام المشاركة فقط، بل من خلال المشاركة والتغطية الاعلامية الواسعة من مختلف وسائل الاعلام العربية والعالمية .