مواجهات دامية مع الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين
متابعة – الصباح الجديد:
تتواصل تداعيات قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بنقل السفارة الأميركية الى القدس لتطغى على كل احداث العالم، سيما المتعلقة منها بغضب الأوساط الإسلامية والعربية والفلسطينية. ولم تقتصر الاعتراضات على هذه الأوساط، بل امتدت لتشمل مجلس الامن الدولي ، اذ انتقد مندوبو الدول الأعضاء قرار واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل واعتبروا أن القدس الشرقية أرض محتلة مؤكدين أن وضع المدينة يجب أن يسوى عبر المفاوضات ، فيما عقد مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، امس السبت، اجتماعا طارئا بناء على طلب من فلسطين والأردن.
وعلى مدى اليومين الماضيين عبر المجتمع الدولي، عن رفضه لحسم مصير القدس عبر قرارات أحادية خارج مسار التفاوض، فيما شهدت المدينة وبقية الأراضي الفلسطينية مواجهات دامية مع قوات الاحتلال الإسرائيلي بموازاة مظاهرات حاشدة في عواصم عربية وإسلامية ضد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس «عاصمة» لإسرائيل، وعبرت الأمم المتحدة خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن، أمس الاول الجمعة ، عن «القلق البالغ إزاء مخاطر تصاعد العنف» إثر قرار ترمب, وشددت مختلف القوى العالمية على ضرورة احترام المرجعيات الدولية.
وحذر المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، خلال الجلسة في كلمة عبر الفيديو من القدس، من مخاطر «تطرف ديني»، مشدداً على أن وحده «التفاوض بين الطرفين» هو الوسيلة لتقرير مصير المدينة المقدسة، حسب وكالة الصحافة الفرنسية، ودعا مندوب فرنسا، خلال جلسة مجلس الأمن الدولي، لضبط النفس والامتناع عن تأجيج التوتر في الشرق الأوسط، معتبراً أن القدس يجب أن تكون عاصمة لدولتين من خلال المفاوضات، وقال إن قضية «القدس ذات طبيعة خاصة ونطاقها يتخطى إسرائيل والأراضي الفلسطينية».
وأعلن أن بلاده لا تعترف بضم إسرائيل للقدس الشرقية، وتراها جزءاً من الأراضي المحتلة، داعياً إلى احترام القانون الدولي وحماية حل الدولتين وتفادي التصعيد، وقال مندوب بريطانيا إن لندن ستواصل الضغط على الأطراف لتفادي أي إجراء يعرقل السلام، موضحاً أن بلاده ملتزمة باتفاق سلام فلسطيني-إسرائيلي وفق حدود 1967، كما اعتبر أن «القدس الشرقية جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة»، وقال إن الإجراءات الأحادية تقوض فرص السلام الدائم في الشرق الأوسط.
*المجتمع الدولي لايعترف
ودعا الولايات المتحدة إلى طرح مقترحات تفصيلية بشأن تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ووصف قرار ترمب بأنه «غير مفيد»، أما مندوب مصر فقال إن وضع القدس كمدينة محتلة لم ولن يتغير بعد القرار الأميركي، معتبراً أن له تأثيرات سلبية للغاية على مسار عملية السلام، مضيفًا «نشعر بقلق بالغ من تداعيات القرار الأميركي على استقرار المنطقة، مضيفاً أن «المجتمع الدولي لا يعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل ، كافة قرارات مجلس الأمن رفضت الاحتلال الإسرائيلي للقدس».
*اوروبا القدس عاصمة الدولتين
وكشف مندوب السويد إن آثار قضية القدس تتخطى منطقة الشرق الأوسط بكثير، معتبراً أن بيان ترمب أحادي الجانب ويناقض موقف الكثير من الدول (..) أوروبا لديها موقف موحد باعتبار القدس عاصمة مستقبلية للدولتين»، مضيفاً: «لا نعترف بقرار واشنطن اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل»، لكن المندوبة الأميركية، نيكي هيلي، قالت إن حدود القدس يحددها الإسرائيليون والفلسطينيون عبر التفاوض، مؤكدة أن «إسرائيل لن يتم إرغامها على أي اتفاق لا يراعي مصالحها الأمنية»، وأضافت: ملتزمون بدفع عملية السلام ونتمتع بمصداقية من الطرفين، أما مندوب فلسطين فقال إن على الولايات المتحدة أن تتراجع عن قرارها حول القدس المحتلة، محذراً من تداعيات خطيرة لقرار لترمب، واعتبر أن قرار ترمب يتعارض مع قرارات مجلس الأمن حول القضية الفلسطينية، طالباً من مجلس الأمن أن يؤكد «على وضع القدس ورفض القرار الأميركي»
وكررت روسيا في الجلسة قولها إن «القدس الشرقية ستصبح عاصمة فلسطين في المستقبل والغربية عاصمة لإسرائيل»، معلنةً أنها طلبت من الجانب الأميركي شرح سبب قرار نقل السفارة للقدس، وقالت روسيا «نعمل على تسوية دائمة تضمن أمن إسرائيل وإقامة دولة فلسطينية»، واعتبرت مندوبة الأردن أن «على الولايات المتحدة أن تلعب دور الراعي المنوط بها تجاه السلام»، مشددةً على أن «قرار ترمب باطل قانوناً ومخالف لقرارات الشرعية الدولية»، وبعد الجلسة أكد سفراء السويد وفرنسا والمانيا وإيطاليا وبريطانيا لدى الأمم المتحدة أن قرار ترمب «لا يتطابق مع قرارات مجلس الأمن الدولي»، مؤكدين أن القدس الشرقية جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقالوا في إعلان صدر في بيان إثر الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن، وجدت فيه واشنطن نفسها معزولة، إن قرار ترمب «لا يخدم فرص السلام في المنطقة» ودعوا «كافة الأطراف والفاعلين الإقليميين إلى العمل معا للحفاظ على الهدوء»، وشددوا على أنه في هذا الاطار «يجب أن تكون القدس عاصمة لدولتي اسرائيل وفلسطين. وفي غياب اتفاق، لا نعترف بأية سيادة على القدس».
وكشف وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إن نقل السفارة الأميركية إلى القدس لن يتم على الأرجح قبل عامين على الأقل، مضيفاً أن «الرئيس في بيانه ، لم يشر إلى أي وضع نهائي للقدس. فعلياً، لقد كان (ترمب) واضحاً جداً أن الوضع النهائي، بما فيه (ملف) الحدود، سيُترك للأطراف المعنية للتفاوض».
وأكد مصدر فلسطيني كبير، أن الرئيس محمود عباس أمر بقطع كل الاتصالات مع الولايات المتحدة في هذا الوقت، بينما أفاد مساعدون لعباس بأنه لن يلتقي ترمب أو نائبه مايك بنس، الذي من المقرر أن يزور المنطقة قريباً، وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد شاب بعد إصابته برصاص جيش الاحتلال في مواجهات في خان يونس قرب الشريط الحدودي في جنوب قطاع غزة، أمس، بينما أفادت تقارير بإصابة المئات في مواجهات اندلعت في نحو 30 موقعاً في الضفة الغربية المحتلة.
*جلسة طارئة للجامعة العربية
عقد مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، امس السبت، اجتماعا طارئا بناء على طلب من فلسطين والأردن، لمناقشة تبعات اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل.
ووفق مذكرة لمندوبية دولة فلسطين، سيناقش الاجتماع بحث التحركات العربية الواجبة إزاء التغير في الموقف الأميركي الذي «يمس بمكانة القدس ووضعها القانوني والتاريخي».
واعتبرت المذكرة أن إعلان ترامب «خرق سافر للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة واتفاقية جنيف الرابعة».
وجاء طلب عقد الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، استنادا للقرارات الصادرة عن مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة والوزاري في دوراته المتعاقبة.