بغداد – وداد ابراهيم:
ابنة التاسعة عشر العراقية التي كانت تحلم بأن تكون معلمة تعلم الاطفال تحلم بأن تكون في يوم ما امرأة عراقية لها شأن عظيم ، لأنها تعيش في قرية كبيرة بقيمتها التاريخية والانسانية والحضارية اذ تمثل احد القوميات في العراق ولها شعب عاش على هذه الارض الخصبة منذ آلاف السنين من دون ان تتعرض للانتهاك او القتل او التهجير او البيع، الا ان سرعان ما تبدد الحلم بل وتحول الى كابوس كبير يطاردها واقرانها من الفتيات في القرية حين دخل داعش بكل وحشية وهمجية ليقتل ويعذب وينتهك كل من في هذه القرية، ولتبدأ رحلة خلال عشرين شهرا تحت التعذيب والتنكيل من قبل الدواعش.
في خضم عرض الافكار وتنازع الثقافات وتزاحمها وشيوع ثقافة السلام بين جيل الشباب كان للعراق وللمرأة العراقية وجودها القوي في مؤتمر الشباب العالمي المقام في القاهرة بحضور اكثر من 2500 شاب وشابة من 110دولة، بل كانت قضية المرأة العراقية التي تعرضت للقتل والتعذيب والبيع في سوق النخاسة والسبي، القضية الاكثر تأثيرا والتي اثارت الحاضرين فوقفوا يحييون لمياء حاج وهي تروي حكايتها خلال عشرين شهراً في الاسر والتعذيب، لتضع امام العالم كيف تتعامل المرأة مع الحدث كيف تصنع من نفسها ومن قضيتها رسالة للعالم وقضية للتمعن والتفكر في كيف يكون التعايش السلمي في مرحلة ما بعد داعش وكيف تتوافق الاديان والقوميات لتعيش في عراق متنوع متعدد الجنسيات والاجناس والاديان انه عراق اليوم عراق بلا داعش بلا حروب وقالت لمياء في كلمتها:
اشكركم على هذه الدعوة وعلى الرغم من اني لا اعرف العربية الا انني سأقول كلمتي بهذا اللغة لتصل قضيتي الى كل الحاضرين فأنا الفتاة الإيزيدية التي تبلغ الـ19عاماً كنت اعيش في قرية كوجو في سنجار وهي احدى القرى التي تقع في مدينة الموصل ضمن اقلية مسالمة في العراق علاقتنا مع الجميع هي علاقات محبة واحترام كنت احلم بأن اكون معلمة اعلم الاطفال لان العلم هو اهم ما يغير الانسان ويجعل منه شخصاً نافعاً للمجتمع، لم ادخل في السياسة ولم اعرف ماهي السياسة اعرف السياسة يوما بعد ان دخل داعش الإرهابي في سنجار انقلبت بعض العشائر وبايعت داعش اخذوني مع عائلتي باعوني الى سوريا في منطقة الرقة وهناك وجدت الاف البنات في السوق كل واحد يمر سوق النخاسة فيختار فتاة ويشتريها وبعد شهرين نجحت بالهرب لكن أوقع بي الدواعش وتعرضت للتعذيب من قبل الدواعش لاني إيزيدية أي كافرة بعدها اعادوني الى الموصل ،وهربت مرتين وامسكت ووفي كل مرة يمسكوني كنت اتعرض للتعذيب بعدها بقيت 6 اشهر مع امير وكنت اشاهدهم يعذبون البنات ويقتلون النساء الكبار في السن ويغتصبون الاطفال فحاولت الهرب مع مجموعة بنات فانفجرت علينا عبوة واستشهدن صديقاتي وبقيت لوحدي وتمت مساعدتي من قبل منظمة المانية وعولجت في المانيا من آثار الانفجار ،واعتقد ان الله قد انقذني لأكون صوتاً لكل امرأة في العالم ولأتحدث للعالم ما حدث للنساء من تعذيب واهانة وقتل وهناك اكثر من 3500 امرأة يحتجزهن داعش الارهابي، هن ضحايا وانا ايضًا ضحية لذا فالعالم كله يجب ان يحارب الارهاب وداعش لنعيش بسلام وعلى دول العالم ان تتعاون ضد الارهاب حتى نبني السلام وندعو للتقارب بين الشعوب نحن نسامح لكن المعتدي يجب ان يعترف بجريمته واخيرًا رسالتي للشباب في كل انحاء العالم احلامكم كبيرة وطاقتكم كبيرة لتكن من اجل البناء والسلام اكبر واكبر.
خرجت الصحافة المصرية بمدى تأثر الحاضرين بكلمة الفتاة العراقية لمياء حاج بشير والتي تعد رسالة هامة لإحلال السلام والأمان في العالم. ودعوة للعالم لنبذ الطائفية الدينية والعرقية والعمل من اجل البناء والمحبة والسلام.
من قرية كوجك في سنجار «لمياء حجي» تطلق رسالتها للعالم
التعليقات مغلقة