من منا لم يطمح بوجود جسم سياسي قوي في بلده ,طموح يُصلح حالة البلاد ويسعى لراحة العباد،يجمع ما بين المواطنين بمحبة واخاء،يمحي الطائفية المقيتة، يصون كرامة الفرد يحميه من الشرور ويؤمن له الطبابة والعلم والزاد.
لبناء وطن متين يحمي شعبه من كل عدو غاشم يحاول رمي الفتن, يلزمنا أفراد تؤمن بالتعددية الفكرية والتنوع ,تجمع كل الطوائف بمحبة ،تغذيها بالروح الوطنية،حرة مثقفة وإنسانية ,صارمة باتخاذ القرارات ,لديها صناعات استراتيجية وغير استهلاكية , تقرأ بتمعن ما يحدت حولها وما يحاك من مؤامرات داخل البلد،تسعى جاهدة لحمايته باخلاص وصدقية. نجد معظم السياسيين في بلادنا ينظرون للسلطة على انها ميزة وليست مسؤولية،مراكزهم تعطيهم حقوقا استثنائية،يسنون القوانين التي تتلاءم مع مصالحهم،تجعلهم يميزون أنفسهم عن المواطنين, يلتف حولهم هالة من الحراس،سياراتهم مظللة جدران بيوتهم عازلة ،همهم مصالحهم الشخصية بعيدا عن معاناة الشعوب وحاجتهم ومشكلاتهم اليومية.
اين نجد ذلك الرجل الشجاع الراسخ بقناعاته,شغوف صلب يواجه المصاعب بقوة إرادته، يحترم الحرية الفردية وحقوق الإنسان،مؤمنا بحداثة الدولة،يقوم بالربط بين العدالة والسلم الأهلي وحماية الشعب، لنمسك بيده ونعمل سوية لإنقاذ البلد من براثن الجهل والفوضى وانتشار الشغب.
السياسي الكفؤ هو الذي يتميز بثقافة الاحساس والفكر ,جريء بالاختيارات الصحيحة التي تخدم الوطن وتحمي حقوق المواطنين,يعمل جاهدا على تحمل المسؤولية واتخاذ القرارات الحاسمة من خلال تقربه من الناس والسماع لتطلعاتهم ومشاركتهم همومهم,يعمل بصدق وواقعية ،ذو شخصية محببة ، رأيه مستقل يعّبر عن قناعاته دون الانقياد وراء الاخرين يتمتع بنضوج فكري وسياسي قراراته تنموية تطّبق على ارض الواقع وتكرس لحماية البلد واهله.
حلمنا يتلاشى يوما بعد يوم من خلال الضبابية وغياب الرؤية الواضحة للأوضاع والمشكلات والقرارات الارتجالية ،فغياب الخطط المستقبلية والتخطيط المسبق لجميع هياكل الدولة ، تحبط من عزيمة المواطن البعيد عن صنع القرار.لكن يبقى لديه أمل وتساؤلات حول رؤية سياسية مستقبلية بناءة من خلال جسم سياسي سليم ،حركته الاصلاحية والفكرية دائمة,رسالته المصالحة الداخلية ,عمله مرتكز على وحدة البلاد وبناء دولة ديمقراطية قوية من الداخل منفتحة على العروبة والعالم ,هدفها زرع السلام ونماذج العيش المشترك.
ايمان عبد الملك
أمنيات سياسية .. بعقلية قلم حالم
التعليقات مغلقة