بيروت – حذام يوسف:
“غدا معرض بيروت العربي للكتاب، معلماً حضارياً بارزاً من معالم العاصمة اللبنانية بوصفها عاصمة للثقافة”.
“تتفاعل عبر المعرض الأفكار، والآراء، والرؤى، في جو من حرية التعبير، ليغدو المعرض منبرا ديمقراطيا لكل الافكار والثقافات”.
“ان جوهر ابتكارنا لمعرض الكتاب، يدلل على اعتقادنا الراسخ بضرورة تعميم الثقافة، لتطال أوسع الشرائح الاجتماعية، لا أن تبقى حكرا لفئة، أو طبقة ما، وهذا النهج الذي نسلكه، يدل على ان تعميم الثقافة ليس هوىً في النفس، أو لأملا بنشر الرفاه الفكري، انما يتخطى ذلك بوصفه واجبا..”.
هذا بعض ما جاء في تقديم رئيس النادي الثقافي العربي فادي تميم، المشارك في جناح خاص للنادي، ضمن أجنحة معرض بيروت العربي الدولي للكتاب بدورته الـ 61.
المعرض بدأ في 30 تشرين الثاني ويستمر لغاية 13 كانون الأول 2017، بمشاركة واسعة من قبل عدد من دور النشر العربية، العراقية، واللبنانية، ومن الجزائر، وسوريا، ولبنان، ومصر.
وكما في الدورات السابقة تنوعت الأتجاهات والعناوين بين الادب، والثقافة، والاعلام، والسياسة، والكتب الدينية، اضافة الى العناوين الخاصة بالأطفال، إذ كان هناك أكثر من جناح لعرض القصص والالعاب، واستعراضا لآخر التطورات في الشبكة العنكبوتية.
وفي أثناء تجوالنا في اجنحة المعرض، كان هناك حوار بشأن المطبوعات، ودور النشر، واهم الكتب التي لاقت إقبالا على شرائها، مع اشارات خاصة بموضوع الكتاب الورقي، ومنافسة الكتب الالكترونية له، حسام ابراهيم مندوب احدى دور النشر المشاركة، قال:” مشاركتنا في معرض بيروت بدأت منذ خمسة عشر سنة، ولدينا عدد من المطبوعات المتنوعة من الفلسفة، والكتب التراثية، والروايات العالمية المترجمة، والشعر، وهي عملية تبادل اثرت وبنحو كبير، على المطبوعات، وعملية اقتنائها، سيما عند الجيل الحالي من الشباب، بخلاف الجيل السابق الذي يهتم جدا بالكتاب الورقي، ويجد فيه سحرا خاصا، لا يحسه مع الكتاب الإلكتروني.
وفي وقفة عند جناح آخر، سألنا السيد علي عساف مندوب دار نشر اخرى في المعرض، حول مستوى الطلب على الكتاب الورقي، ومنافسة الالكتروني له وقال:” أكيد هناك فرق كبير، ولكن الكتاب الورقي مازال له جمهوره، وله قيمة كبيرة، نعم الكتاب الالكتروني أثر بنحو كبير على حجم الاقبال على اقتناء الكتاب الورقي، ولكن أستطيع ان اقول ان الكتاب الورقي مازال حاضرا.
ولابد من الاشارة الى القدرة الشرائية للقارئ العربي، ومدى تأثير هذا الموضوع على تراجع القدرة الشرائية للكتاب، فالكتب الالكترونية بكل عناوينها متوفرة على النت وبالمجان.
وبشأن موضوع تنافس المطبوعات السياسية والدينية على شرائها من قبل القراء، أكد السيد عساف على ان المطبوعات السياسية والدينية، تحتل الصدارة في موضوع الشراء، وتأتي بعدها المطبوعات الادبية مثل الروايات، والشعر، وحتى كتب الطبخ، لها جمهورها الخاص، والمتابع للجديد.
تبقى معارض الكتب محطات لتبادل الثقافات بين المجتمعات، وفرصة لتبادل المطبوعات، وهي أقرب للمهرجان، مع الفعاليات الثقافية التي تقام على هامش المعرض، من ندوات، الى معارض فوتوغرافية، واشغال يدوية.
مدينة الثقافة والحرف.. تشرق عبر معرض بيروت الدولي للكتاب الـ 61
التعليقات مغلقة