مناهج جديدة

تتجاذب حياتنا الأدبية إشكاليات مهمة لم يفرغ السجال من ترديدها، والوقوف عليها في الكثير من المحافل الثقافية، ومن هذه الإشكاليات تعدد المناهج النقدية التي أصبحت على غزارتها، وتنوعها عبئاً على النقد، أو على المشتغلين بالدراسات النقدية، فهناك أغلب من منهج قد انتهت من استعماله أكثر المدارس النقدية الفربية. ،بل إن بعض هذه المدارس قد استهلكها الشارع الثقافي في المغرب العربي، واضحى الحديث عنها نوعاً من الارتداد إلى الماضي، والمفارقة إن هذه المناهج على اختلافها قد أصبحت من ضرورات ممارساتنا الثقافية الراهنة، فالنقد البنيوي. ،والنقد الأسلوبي. ،والنقد الالسني ،والنقد الانطباعي، وسواها من هذه المناهج لا يفتأ المشهد الثقافي من تبنيها، والالحاح عليها كموجهات جديدة، تحرك الممارسة النقدية باتجاه التجديد والتحديث.
واللافت أن هذا الحضور الذي لمسناه عند بعض المعنيين بشؤون النقد لم يصدر عن هضم واستيعاب لهذه المناهج، وإنما بقيت معظم هذه الممارسات بعيدة عن روح النقد الحقيقي، وهي ما برحت تجتر تلك المصطلحات، والنظريات الوافدة إلينا من تونس والجزائر والمغرب. .
ويلاحظ أن المنهج التداولي في النقد الحديث قد أنتج عنه العديد من البحوث، والدراسات في تلك الأقطار. ،فهناك عدد كبير من الدوريات العلمية، والمقالات المترجمة قد رحلت -بفعل المثاقفة- من حواضنها الأكاديمية في تلك الدول إلى مؤسساتنا الثقافية تحت هاجس الاختلاف، والرغبة في التجديد، بيد أن معظم هذه المثاقفات مازالت لدينا في طور المخاض ،حيث يواجه الدارس تحديات علمية تتلخص في ندرة المصادر العربية، وكيفية تسويق هذا المنهج إلى الممارسة اليومية، وجعله رافداً مؤثراً وحيوياً بين شتى فنون الإبداع.
ومن هنا، فالتعاطي مع أي منهج جديد ينبغي أن يكون نابعاً من الحاجة إلى توظيفه في التأسيس لرؤى جمالية جديدة، والتواصل مع القارئ في إنتاج الدلالة الإبلاغية، والا.. فالانبهار بالآخر تحت وطأة المغايرة يفضي إلى رطانة غير مألوفة قد تغتال براءة الإبداع.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة