مها العتوم
أغنية
أسلّي النهار بأغنية
وأبالغ كالشّاعراتِ
بتلميع أرض الكلام
وأخفي الحديقة والبيت
في الشارع الجانبي
من الغيم والغيبِ
في الرأسِ
في الطابق الألفِ
أبعدَ
أبعدَ
بيتي بعيدٌ
ولا تصل الشمس بيتي
ولا أتشمّسُ
يُسمَع صوتُ بكاء الأثاث
يُرى قطعٌ من غسيل تطير
وعصفورة تتأرجح فوق حبال الغسيل
يُشمّ خليط من الليل والعطر
قد يتسلّلُ سرّا
ولم يدخل البيت من ألف عام ذبابة
ومن ألف عامٍ
ومنذ بدأت الكتابة
أطارد وهم الكتابة.
لحظات
لا أتذكر
ولا أندم
ولا أنظر إلى الوراء
ولا إلى الأمام
أفكر فقط
أن هذه اللحظة في القصيدة
هي ما تبقى لي
وأعيش عمري فيها
لذلك أضحك ممن يجرون أحلامهم
بالسلاسل صوب الحدائق
ولكنهم يجزّون وردا كثيرا
في الطريق
ويقتلعون السنابل والآخرينْ
وأغبط الميتين
الذين يغطون أحلامهم بالتراب
لينبت منه البنفسج والياسمينْ
لذلك أيضا أحب المقابر والميتينْ.
مشي
أمشي
كأني أجمع الخطواتِ
بين يديّ
..في جسدي
لأعرف
ما تبقى من حصى
في جعبة الأيام لي
أمشي وأعبث بالحصى
لا شيء يعنيني
كأني شارع في الليل
يتركه الجميعُ
ولا يسيرُ سواي
في جنباتِهِ
أختار أشجاري لتحرس وحدتي
أختارها بعناية وطفولة
لتكون مأوى للتفاصيل الصغيرة
ربما تُخفي دموع حبيبة
لتصير نهراً في الشتاء
وقد تسيل،
وقد تصير قصيدة
أمشي
وأحملها معي.