حداد وطني في مصر غداة الاعتداء على جامع العريشة
متابعة ـ الصباح الجديد:
بدأت مصر ثلاثة ايام من الحداد الوطني غداة مقتل 235 شخصا داخل مسجد في الاعتداء الاكثر دموية في تاريخ مصر الحديث بينما يشن الجيش هجمات ضد العناصر الذين نفذوا الهجوم، فيما تلقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتصالات وبرقيات تعزية عديدة من قادة وزعماء في العالم، عبّروا فيها عن تضامنهم مع مصر في مواجهة الارهاب.
وتشير كل العناصر الى ان الاعتداء نفذه ارهابيون مع ان اي جهة لم تعلن مسؤوليتها بعد.
بدوره تلقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتصالات وبرقيات تعزية عديدة من قادة وزعماء في العالم، عبّروا فيها عن تضامنهم مع مصر في مواجهة الارهاب.
ودان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الهجوم على موقع «تويتر» ووصفه «بالمرعب والجبان وقد استهدف المصلين الابرياء العزّل».
وقال البيت الابيض ان ترامب عبّر للسيسي خلال اتصال هاتفي عن «إدانته للاعتداء، مجددا التأكيد على ان الولايات المتحدة ستواصل الوقوف مع مصر في مواجهة الارهاب».
ووصف وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الهجوم بـ»الاعتداء المريع»، مقدما تعازيه لعائلات الضحايا والسلطات المصرية.
وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون على «تويتر»، «اشعر بحزن عميق بسبب الاعتداء المروع على مسجد في شمال سيناء»، مقدما تعازيه الى كل المتضررين من «هذا العمل الوحشي».
وبعث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برقية تعزية لنظيره المصري قال فيها ان الهجوم «يصدم بوحشيته. نرى مرة جديدة ان الارهابيين لا يمتون إلى البشر بصلة».
واعتبر الناطق باسم الحكومة الالمانية ان «الهجوم على مصلين في مسجد في شمال سيناء جريمة شنيعة»، مضيفا «الارهاب عدونا كلنا».
ودان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط الهجوم. وقال «جريمة اليوم المروعة تؤكد من جديد أن الدين الإسلامي الحنيف براء ممن يتبنون هذا الفكر الإرهابي المتطرف».
ووجه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز رسالة الى السيسي أكد فيها وقوف المملكة إلى جانب مصر «في وجه كل ما يستهدف أمنها واستقرارها».
كما دان ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان في رسالة مماثلة «العمل الإرهابي الجبان».
واعتبرت وزارة الخارجية الاماراتية ان »مثل هذه الجريمة الجبانة لن تنال من عزيمة شعب مصر وإصراره على مواصلة التصدي بكل حسم للإرهاب».
وأعرب رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي عن تضامنه مع مصر «حكومة وشعباً بعد الاعتداء الارهابي الجبان».
واستنكرت البحرين والكويت وتونس والاردن وتركيا الهجوم. وعبر البابا فرنسيس عن تضامنه مع المصريين ازاء «الخسائر البشرية الكبيرة في الاعتداء الارهابي».
وأعربت وزارة الخارجية الايرانية عن تعازيها وتعاطفها مع مصر. وقال المتحدث باسمها بهرام قاسمي «لن يدّخر الارهاب أي وحشية لإثبات وجوده بعدما مني بهزيمة نكراء في المنطقة».
ونشر وزير المخابرات الاسرائيلي اسرائيل كاتز تغريدة جاء فيها «نقف جنبا إلى جنب مع مصر ودول المنطقة والساحة الدولية في الحرب ضد الارهاب الاسلامي المتطرف».
وسجل آخر أكبر عدد ضحايا في اعتداء إرهابي في تشرين الاول 2015 عندما قتل 224 شخصا في تفجير طائرة روسية بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ في سيناء. وتبنى الاعتداء تنظيم الدولة الاسلامية.
واعلنت السفارة الفلسطينية في القاهرة أن السلطات المصرية أبلغتها بإرجاء فتح معبر رفح الذي يربط بين قطاع غزة ومصر بسبب الظروف الامنية في سيناء.
وكان يفترض ان يفتح المعبر امس السبت لثلاثة ايام. وكانت ستكون هذه المرة الثانية التي يفتح فيها منذ تسلم السلطة الفلسطينية معابر قطاع غزة من حركة حماس في الأول من تشرين الثاني.وتشتبه السلطات المصرية بتسلل جهاديين من قطاع غزة الى اراضيها.
هذا وقتل 235 شخصا على الاقل في هجوم نفذه مسلحون على مسجد في شمال سيناء امس الاول الجمعة، في أحد أكثر الاعتداءات دموية التي شهدتها مصر في السنوات الاخيرة.
ودمرت القوات الجوية المصرية عددا من «العربات المُنفِذة للهجوم» الذي استهدف المسجد، بحسب ما اعلن الجيش المصري امس السبت.
وقامت القوات الجوية ايضا «باستهداف عدد من البؤر الإرهابية التي تحتوي على أسلحة وذخائر خاصّة بالعناصر التكفيرية» بحسب ما اكد المتحدث باسم الجيش المصري العقيد تامر الرفاعي.
وذكر مسؤولون أمنيون لوكالة فرانس برس ان مسلحين فجروا عبوة ناسفة خارج مسجد في قرية الروضة-بئر العبد خلال صلاة الجمعة، ثم فتحوا النار على المصلين. وتقع القرية الى الغرب من مدينة العريش، مركز محافظة شمال سيناء. وتنشط في المنطقة مجموعات إسلامية متطرفة.
وتعهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي أعلن الحداد في البلاد ثلاثة أيام، بالرد «على هذا العمل بقوة غاشمة في مواجهة هؤلاء الشرذمة المتطرفين، الارهابيين، التكفيريين».
وقال «ستقوم القوات المسلحة المصرية والشرطة المدنية بالثأر لشهدائنا واستعادة الأمن والاستقرار بمنتهى القوة خلال الفترة القليلة القادمة».
وجاء في بيان صادر عن مكتب النائب العام المصري ان الهجوم أسفر عن مقتل 235 شخصا وإصابة 109 آخرين بجروح. وبين الضحايا مدنيون ومجندون في القوى الامنية.
وروى شهود أن مرتكبي الهجوم أحاطوا المسجد بسيارات رباعية الدفع وقاموا بزرع متفجرات خارجه.
وقال احدهم لوكالة فرانس برس «كانت مشاهد اراها للمرة الاولى في حياتي، ولن أنسى مشهد امرأة أخذت جثتي ابنيها الصغيرين على عربة يجرها حمار وتوجهت لدفنهما دون أن تنطق».
وقال شهود آخرون ان المسلحين بدأوا بإطلاق النار على المصلين الذين اصيبوا بذعر وكانوا يحاولون الفرار، الا ان المهاجمين أضرموا النار في سيارات متوقفة في المكان بهدف قطع الطريق.
ومنذ 2013، تدور مواجهات بين القوى الامنية ومجموعات اسلامية متطرفة في هذه المنطقة الواقعة في شمال مصر والتي يصعب الوصول اليها نتيجة ذلك.
واستهدف فرع تنظيم « داعش» في سيناء خلال السنوات الماضية مرارا دوريات ومواقع عسكرية وامنية في المنطقة، وقتل المئات من عناصر الجيش والشرطة. كما استهدف في عمليات أخرى مسيحيين وصوفيين.
وقال زعيم قبلي يقود مجموعة من البدو تقاتل تنظيم الدولة الاسلامية في المنطقة لوكالة فرانس برس ان المسجد المستهدف الجمعة يرتاده صوفيون.
وأصدر الرئيس المصري توجيهات، بحسب بيان صادر عن مجلس الوزراء، بصرف تعويض مالي «قدره مئتا ألف جنيه (11 ألف دولار) لأسرة كل شهيد وخمسون الفا لكل مصاب».
ودان شيخ الازهر أحمد الطيب «الهجوم الارهابي البربري». وقال إن «سفك الدماء وانتهاك حرمة بيوت الله ، يستوجب الضرب بكل شدة وحسم على أيدي هذه المتطرفين ومصادر تمويلها وتسليحها».