لا يكاد يمر يوم من دون ان نصدم بتسجيل حالة للعنف ضد المرأة ، فما بين امرأة تقع ضحية رجل مريض نفسياً باضطهادها وبين امرأة هي ذاتها مريضة باضطهاد من حولها وفي مقدمتهم اطفالها او اطفال زوجها اذ باتت مسألة تعنيف الاطفال من قبل امهاتهم امراً مخيفاً اذ يصل التعنيف حد الموت ، اذ تعتمد اساليب لتعذيب الاطفال اقل ما يمكن وصفها بانها ارهابية من دون ان تكون هناك اسباب ودوافع حقيقية لهذه السلوكيات الخطيرة تجاه هذه الفئة المستضعفة التي لا تملك حولا ولاقوة ، وفي اغلب الاحيان يكون هذا التعنيف والتعذيب تحت مرآى ومسمع من الاب الذي يتغاضى اما لضعفه واضطهاده ه الاخر او لكونه غير مبالٍ بمصير أبنائه وما يمكن ان يحل بهم .
وكأن وباء العنف اصاب نصف المجتمع وام نصفه الاخر لتتحول القارورة ومصدر الحنان الى مصدر للعنف والتعذيب لفلذات اكبدهن فيما يقبع البعض منهن تحت وطآة العنف من الرجل والمجتمع الذي بات يخشى منها وعليها في ظل انعدام القوانين التي تحميها من نفسها اولا وممن يتسبب بتعنيفها.
امهات وزوجات آباء تحولن الى مجرمات بنظر المجتمع بعد ماتم فضح افعالهن البشعة تجاه الاطفال المودعين لديهن وهم امانة وان لم يكونوا قد خرجوا من ارحامهن الا انهم لم يملكوا حق الاختيار بأن تغيب امهم بإرادتها او ان يتوفاها الاجل وتحل اخرى محلها وتسلبهم حقهم بأن يمارسوا طفولتهم التي تعدها مصدر للإزعاج وحجة مباشرة لتعذيبهم وتشويههم او ان يصل الامر لقتلهم بدم بارد.
غياب الوعي واتساع دوائر العنف في المجتمع من خلال الواقع المباشر او من خلال ما يتم مشاهدته من على شاشات القنوات الفضائية التي تحولت الى منابر لتصدير العنف والارهاب ، فضلاً عن النشئة والبيئة التي تترعرع فيها هؤلاء النسوة التي تحولن الى وحوش بشرية تتغذى على تعذيب الاطفال واضطهادهم ، لذا يترتب على الجهات المسؤولة تفعيل القوانين التي من شأنها القضاء على هذه الظاهرة التي تهدد البنى الاساسية في المجتمع الا وهي الاسرة وافرادها وفي مقدمتهم الاطفال الذين هم رجال ونساء المستقبل الذين ممكن ان ينسخوا تجربتهم على اطفالهم مستقبلاً.
زينب الحسني
عنف المرأة وتعنيفها
التعليقات مغلقة