معارك عنيفة على أطراف مدينة البوكمال السورية وتنظيم « داعش» شرق دير الزور

ترامب وبوتين يتفقان على استبعاد الحل العسكري في دمشق
متابعة ـ الصباح الجديد:

تدور معارك عنيفة على أطراف مدينة البوكمال السورية، المعقل الأكبر والمدينة الأخيرة الواقعة تحت سيطرة داعش في شرق محافظة دير الزور، بالقرب من الحدود السورية العراقية، بحسب ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان امس الأحد، فيما اتفق الرئيسان الروسي والاميركي على ان الحل العسكري متعذر في سوريا التي يعصف بها نزاع مستمر منذ اكثر من ست سنوات.
وقال المرصد إن قتالا عنيفا يدور بين الجيش السوري وبين عناصر داعش، على محاور في محيط مدينة البوكمال من الجهتين الشرقية والجنوبية.
وتمكن داعش امس الاول السبت من استعادة السيطرة على كامل مدينة البوكمال، عقب ساعات من المعارك العنيفة التي بدأت بهجوم معاكس للتنظيم، أعقب خروجه منها الخميس الماضي.
وبحسب المرصد، تمكن داعش عبر تنفيذ كمائن وهجمات متلاحقة، من إيقاع خسائر بشرية كبيرة في صفوف المسلحين الموالين للنظام، وأجبرهم على التراجع إلى محيط المدينة.
وأضاف المرصد أن الجيش السوري «يحاولون استيعاب الهجوم وإعادة رص صفوفهم للبدء بهجوم جديد يمكنهم من التقدم مجددا إلى داخل المدينة».
ويأتي ذلك في ظل حملة قصف جوية ومدفعية مركزة على المدينة وريفها قال المرصد إنها أوقعت خسائر بشرية كبيرة من المدنيين، ليرتفع إلى 32 بينهم تسعة أطفال ونساء عدد القتلى خلال الساعات الـ36 الفائتة، قضوا في مخيم لنازحي البوكمال في منطقة السفافية وقرى وبلدات العباس وصبيخان وأبو حمام والمراشدة ومعبر الرمادي.
بالمقابل اتفقت الولايات المتحدة وروسيا امس الاول السبت على التعاون لهزيمة تنظيم «داعش» المتطرّف، ودعم مجموعة من المبادئ المتعلقة بإجبار إصدار قرار بشأن الحرب الأهلية الدموية في سورية، وذكر بيان صادر عن الحكومة الروسية ، وهو ما لم يؤكده البيت الأبيض بعد ،أن الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين التقيا على هامش قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي «الابيك»، في دا نانغ في بفيتنام، مشيرًا إلى أنّ روسيا والولايات المتحدة ملتزمتان بإبقاء خطوط الاتصالات مفتوحة من أجل منع وقوع حوادث خطيرة بين القوات العسكرية من البلدين.
وحضر كل من ترامب وبوتين قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي امس الاول السبت، وتم تصويرهما وهما يتحدثان ويتصافحان قبل أن تبدأ القمة.
وقال ترامب للصحافيين في وقت لاحق على متن طائرة «اير فورس وان»، إنه تم إجراء محادثتين أو 3 محادثات قصيرة جدا بين الطرفين، وأكد عزمه على هزيمة تنظيم «داعش» في سورية، وأن الولايات المتحدة وروسيا توافقان على أن «الصراع في سورية لا يمكن أن يكون حلا عسكريا»، إن البيت الأبيض والكرملين ملتزمين بإجبار الرئيس السوري بشار الأسد على الانخراط في عملية انتقالية سياسية خارج السلطة، وفقا لما يمليه قرار وافق عليه مجلس الأمن التابع إلى الأمم المتحدة في كانون الأول 2015، وطالب القرار بإجراء انتخابات «حرة ونزيهة» بحلول الموعد النهائي الذي تم إقراره في حزيران 2017.
وناقش ترامب وبوتين أيضا «مناطق وقف التصعيد في سورية، التي تجاهلها نظام الأسد إلى حد كبير ومازال في مهاجمتها بلا عقاب»، ونشر الكرملين بيانًا مشتركًا باللغة الروسية على موقعه على الانترنت امس الاول السبت بينما كان ترامب وبوتين يحضران اجتماع «الابيك»، وقد تم التفاوض عليه خلف الكواليس في دا نانغ من قبل وزير الخارجية الأميركي يركس تيلرسون ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
وصرحت السكرتيرة الصحافية في البيت الأبيض سارة هوكابي ساندرز للصحافيين الجمعة الماضي بأن ترامب وبوتين لن يجتمعا في فيتنام، وقالت على متن طائرة «اير فورس وان»، إنّه «فيما يتعلق باجتماع بوتين، لم يتم تأكيد أي اجتماع، ولن يكون هناك اجتماع بسبب تعارض المواعيد بين الجانبين، وليس هناك اجتماع رسمي من المقرر لهم»، وأغلق الصحافيون منتجع «انتركونتيننتال دا نانغ صن بالاس» حيث اجتمع هناك 21 زعيمًا من زعماء العالم يوم السبت، ولم يسمح للمصورين الصحافيين الأميركيين بالدخول داخل المنتجع على الرغم من وجود ترتيبات طويلة مع البيت الأبيض تسمح لهم بالتقاط الصور في أوقات تم الموافقة عليها مسبقا .
والنزاع السوري الذي اندلع في 2011 اثر قمع السلطات تظاهرات احتجاجية، ازداد تعقيدا مع مرور السنين مع تدخل دول اجنبية ومجموعات اسلامية متطرفة في بلاد ازدادت انقساما.
وفي حين تدعم روسيا الحكومة السورية فان الولايات المتحدة تدعم مجموعات مسلحة كردية تقاتل الارهابيين .
واعتبر المسؤول الكبير في الخارجية الاميركية ان سوريا «فيها التفاعلات المعقدة نفسها» الموجودة في العراق.
وقال انه في نهاية المطاف «سيكون هناك وجود علوي وتمثيل سني» مشيرا ايضا الى مشاركة الاكراد العراقيين في الحكومة الاتحادية ببغداد.
ومنذ 2011 فشلت كافة المبادرات الرامية الى التوصل الى انهاء الحرب في سوريا خصوصا بسبب الخلاف حول مصير الرئيس السوري بشار الاسد.
ولرسم ملامح حل دائم للنزاع تم ارساء الكثير من «مناطق خفض التصعيد» عبر سوريا اثر مفاوضات بين رعاة دوليين لأطراف النزاع.
وتسري هدنة تم التفاوض بشأنها بين روسيا والاردن والولايات المتحدة في جنوب سوريا منذ تموز 2017. واعلنت عمان السبت ان المنطقة اصبحت رسميا منطقة خفض تصعيد.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة