الدول الثلاث الضامنة لمسار مفاوضات «آستانة» حول سوريا تبدأ اجتماعها السابع

تناولت قوّات المراقبة في إدلب وملف المعتقلين ومسألة المصالحة
متابعة ـ الصباح الجديد:

بدأت الدول الثلاث الضامنة لمسار مفاوضات آستانة حول سورية، وهي (روسيا وتركيا وإيران)، لقاءات تقنية أمس الاول الأحد، تمهيداً لانطلاق الجولة السابعة من المحادثات امس الاثنين والتي تستمر حتى غد الثلاثاء.
وكشفت مصادر مطلعة أن روسيا تصرّ على طرح بند «لجان المصالحة» على أجندة الاجتماعات.
وتتحفظ فصائل المعارضة على الاقتراح باعتباره يضعف مسار جنيف، ويركز عوضاً من ذلك على المصالحات الداخلية بين الحكم السوري والمعارضة برعاية روسية وليس أممية.
وذكرت مصادر ديبلوماسية أن «مؤتمر شعوب سورية»، الذي اقترحته موسكو يتجه إلى عقد حوار وطني شامل في اللاذقية كخطوة أولى، على أن ينتقل لاحقاً إلى دمشق.
يأتي ذلك فيما أفادت مصادر مطلعة بأن اجتماعاً ضم وفداً من الفصائل المسلحة في منطقة القلمون الشرقي في ريف دمشق عقد أمس بحضور روسي، وذلك لإتمام اتفاق المصالحة في القلمون.
وأشارت وكالة «نوفوستي» الروسية نقلاً عن «مركز المصالحة الروسي» في حميميم، إلى موافقة قادة 11 جماعة مسلحة معارضة معتدلة من منطقة القلمون الشرقي، على بحث شروط المصالحة مع الحكومة السورية بإشراف موسكو.
وعقدت امس الاثنين لقاءات ثنائية بين الدول الضامنة ووفدي المعارضة والحكم في «فندق ماريوت»، في العاصمة الكازاخية، لبحث تموضع قوات المراقبة في منطقة خفض التوتر في إدلب شمال سورية، وملف المعتقلين، وآليات تطبيق اتفاقيات خفض التوتر، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة ضمن إجراءات بناء الثقة.
وإذا سارت المحادثات إيجاباً، فمن المقرر المصادقة على مسودة العمل المشتركة المتعلقة بإطلاق سراح المعتقلين والمحتجزين والرهائن، وتسليم جثث القتلى، والبحث عن المفقودين.
وإلى جانب الدول الضامنة، شاركت وفود من الأمم المتحدة وأميركا والأردن في المحادثات بصفة مراقب.
في موازاة ذلك، قال مصدر روسي لوكالة «سبوتنيك» الروسية، إن هناك توجهاً لتعيين وسيط بين المعارضة والحكومة السورية، لبحث ملف المعتقلين.
وتابع المصدر يقول: سيركز اجتماع آستانة على المعتقلين وإزالة الألغام، وتصرّ تركيا والمعارضة على أن تكون هاتان الورقتان بمثابة حزمة، بمعنى إذا تعذر الاتفاق حول قضية ما، فلن يكون هناك اتفاق على القضية الأخرى.
وأضاف، عندما يتم اعتماد ورقة حول المعتقلين، فمن الممكن أن يتم تعيين شخص محايد كوسيط بين الحكومة والمعارضة حول هذه القضية، وسيقدم كلا الطرفين قوائم المحتجزين إلى هذا الشخص، وسيعمل معهم على هذا الأمر. في هذه المرحلة، لا يزال من الصعب القول من سيكون هذا الشخص.
واعتبر منذر خدام، الناطق الرسمي باسم هيئة التنسيق الوطنية- «حركة التغيير الديموقراطي» المعارضة، أن «روسيا بدأت تهتم أكثر بحوارات الداخل»، وأضاف أنه ووفق معلوماته، ستتم دعوة 1200 شخص نصفهم من الحكومة وحلفائها، والنصف الآخر من مختلف أطياف المعارضة، بمن فيهم المسلحون من مناطق خفض التوتر، وكذلك الأكراد إلى حضور «مؤتمر شعوب سورية» المزمع عقده في حميميم في اللاذقية.
إلى ذلك، أفادت مصادر مطلعة أنه سيتم التركيز على ملف ثقيل، ألا وهو ملف المعتقلين والمخطوفين. فعلى الرغم من أن الأرقام الرسمية مفقودة، لكن المنظمات الحقوقية العالمية تتحدث عن عشرات الآلاف من المعتقلين القابعين في سجون النظام السوري، ولا يعرف كم مات منهم تحت التعذيب وأين دفن البعض الآخر.
وفي هذا السياق، سرت أنباء عن تعيين وسيط محايد بين دمشق والمعارضة فور اعتماد ورقة المعتقلين في المباحثات، على أن يلتزم نظام الأسد والمعارضة بتقديم قوائم المعتقلين لدى الجانبين.
من جهته، يسعى الجانب الروسي، اللاعب الأبرز في محادثات أستانة، والحليف للرئيس السوري بشار الأسد، برأي مصادر مقربة إلى طرح فكرة لجان المصالحة على أجندة الاجتماعات، لكن المعارضة لا ترى في التحرك الروسي أمراً إيجابياً، بسبب الحكم النظام السوري وحليفه الروسي في خرق اتفاق الهدنة وقصف المدن رغم مرور ست جولات على اجتماعات أستانا.
في المقابل، تود المعارضة السورية اعتماد ملفات أخرى في المحادثات بينها فك الخناق عن المناطق المحاصرة وإيصال المساعدات الغذائية، فضلا عن إدخال مناطق جديدة ضمن دائرة مناطق خفض التصعيد، بينها جنوب دمشق والبادية السورية.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة