مطربات بغداد قبل ظهور التلفزيون

طارق حرب
ان مطربات بغداد اللاتي أشغلن ليالي بغداد قبل ظهور التلفزيون فيها وانتشار الاستماع لإذاعة بغداد نهاية أربعينيات القرن العشرين اي مطربات بغداد ممن لم يشتهرن بسبب الاذاعة والتلفزيون نهاية أربعينيات وخمسينيات القرن العشرين امثال مائدة نزهت ولميعة توفيق وزهور حسين واحلام وهبي وهيفاء حسين وعفيفة اسكندر ممن كان التلفزيون والاذاعة سبًبا في ذيوع شهرتهن فلقد كانت فترة عشرينات وثلاثينات القرن العشرين في بغداد فترة شهدت ظهور مطربات بغداديات او من دول اخرى فقن في غنائهن وفنهن الكثير من المطربات والفنانات اللاتي ظهرن بعد انتشار الاذاعة والتلفزيون في بغداد.
ومن هذه المطربات منيرة الهوز وز وهي مغنية قديرة ودرة وضاءة في عالم الفن مطربة بعيدة عن التقاليد التصقت بها الشهرة التصاقا بما وهبها الله من عذوبة الصوت ورقة العاطفة حتى ملأت بغداد طربا وهي اول من غنت الاغنية الشعبية الهوز وز حتى الحقت باسمها بدلا من اسمها الحقيقي منيرة عبد الرحمن وهي راقصة جيدة برقصها متعة للأنظار ومن اغانيها المشهورة ياحمام الدوح و يانجمة بالليل وطول الدهر يا هواي وغيرها وقال فيها الرصافي
علما انها بدأت بالغناء في ملهى الهلال سنةَ١٩٢٨ وحتى ١٩٤٠ ، والمطربة الثانية في هذا التصنيف الفني المطربة سلطانة يوسف التي بدأت الغناء سنة ١٩٢٧في ملهى نزهة البدور في بغداد وهي بحق سبيكة من ذهب الفن استكملت كل مواهب القيان حلاوة ورقة وهي فعلا سلطانة الطرب البغدادي التي كانت تجيد الغناء منذ صغرها وكانت تعيش حياة غرامية غامضة دفعتها للأبداع بعيدة عن التبذل والخلاعة وكانت تحسن بعض المقامات ومن اغانيها ياناس لتلومون وخليني ابعذابي ونواف وليش ليش وغيرها ، والثالثة في هذا الباب زكية جورج التي بدأت الغناء في بعض مقاهي بغداد سنة ١٩٢٠ عند قدومها من مدينة حلب .
وبعد ذلك انتقلت الى الملاهي في ملهى صالح بطاط سنة ١٩٢٦ وكانت اختها عُليّه راقصة قديرة وتملك زكية صوتا يدخل اعماق القلوب ويقال ان سبب شهرتها يكمن في ان الموسيقي الشهير صالح الكويتي البغدادي اليهودي كان وراء شهرتها حيث احبها بشكل يفوق الحد وانتهى عملها سنة ١٩٤٢ ومن اشهر اغانيها وين رايح وين وتاذيني ياولفي ليش تاذيني وأنا من اگولن آه.
ومن مطربات بغداد في تلك الفترة صِديقة الملاية واسمها من اسم صادق وليس من اسم صديق اي بكسر الصاد وتشديد الدال واسمها الحقيقي فرجة بنت عباس ولقبها الملاية كون بدأت حياتها تقرأ في المواكب والمجالس الحسينية النسائية ثم انتقلت الى الملاهي فكانت المغنية الطروب وبدأت الغناء سنة ١٩١٨، واتجهت الى التسجيلات الصوتية وقد احاطت بكل الاغاني البغدادية فضلا عن بعض المقامات الخفيفة، وانتهت حياتها متسولة.
من اغانيها على جسر المسيب سيبوني، ويا صياد السمك، وعبودي جاي من النجف جايب مكتزية أي بندقيه نوع أميركي، ومن العمارة للكوت، وابدعت كثيرا في أغنيتها للناصرية.
وكذلك الفنانة جليلة ام انور التي ابتدأت الغناء في مقهى زكي بن عزاوي الذي تحول الى اوتيل، اي فندق المنير سنة ١٩٢١ حتى ١٩٣٢ وهي مغنية تراث شعبي عندما تغني تحرك كل قلب ساكن وهي تكره اللهو والعبث وانتهت حياتها الفنية مبكرة .
بعد زواجها وانصرافها الى زوجها وبيتها ولم تعد الى ماضيها ومن اغانيها يا حلو يا بو السدارة وحمل الريل وشالوا ون يا قلب ون وغيرها ، وكذلك المطربة البغدادية بدرية انور من هذا الضرب من المغنيات غنت في ملهى نزهة البدور سنة ١٩٢٨ واشترطت على صاحب الملهى ان يكون غناؤها وهي مرتدية العبائة ومن دون رقص فكانت اول مطربة بغدادية تظهر بهذا الشكل واشتهرت أغنية (يم العباية) التي اشتهرت في العراق والشام ، وكانت تسيطر على الغناء القديم وقد تم تسجيل قليل القليل من اغانيها .

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة