تكريس الغضب

يجب علينا نحن المعزولين عن استخدام السلاح، وأصحاب الكلمة الحرة التي هي كالطلقة الحضارية المجللة بنور الحرف بمواجهة الهجمة الظلامية الشرسة والمدروسة والمخطط لها في دوائر المخابرات الخليجية بمقدمتها المملكة العربية السعودية التي تدين وتعتنق الفكر الوهابي المتطرف باسم الدين الإسلامي والمسلمين الذي جلب جميع هذه الويلات المخزية على الأمة العربية والإسلامية.
المملكة العربية السعودية هي الدولة الأكبر بتغذية أدوات الإرهاب العالمي. لا تستطيع هذه المملكة المتهالكة والمتفسخة تنفيذ هذه الأدوار السياسية بدون دعم غربي متواطئ صامت. الغرب مسؤول بشكل وآخر عن مصير المسيحيين بالعراق خاصة والشرق الأوسط عامة. لكن هذا الغرب يقف مكتوف الأيدي بدرجة عالية من التفهم لما تقوم به العصابات الإجرامية الإرهابية تحت قيادة وتوجيه أجهزة المخابرات القطرية والتركية والسعودية لتنفيذ هذا المخطط الذي يهدف إلى إبادة المسيحيين بالعراق والشرق الأوسط وتهجيرهم عن ديارهم وكنائسهم وأرضهم وممتلكاتهم وتاريخيهم العريق.
لماذا تتدخل الولايات المتحدة الأميركية وحلف الناتو مباشرة في ليبيا وقبلها بالعراق لتدمير الشعوب وتفكيك المنطقة بشريا وجغرافيا وهي قابضة للثمن مسبقا بحصتها من البترول قبل دماء الضحايا الأبرياء. لماذا لا تتدخل الولايات المتحدة الأميركية بمجرد الإدانة الإنسانية لعمليات القمع والتهجير والتهديد بالإبادة الجماعية من قبل شراذم وعصابات إرهابية تدعمها المملكة العربية بالسر والعلن. إنه تواطئ أمريكي مشين سوف تتكشف سياقاته في يوم قريب، على الرغم من كونها سياسات مكشوفة وعلانية أصلا، لكننا نريد التوثيق العلمي الجاد الذي سوف تكشفه الأحداث عن قريب.
مسيحيو العراق بشكل خاص ومسيحيو الشرق بشكل عام يتعرضون إلى إبادة واضحة، منظمة وذات دلالات سياسية تحت يافطة الإسلام. الذين ينفذون هذه الجرائم، وهي توجهات وهابية سعودية مستندة إلى الفكر الوهابي التكفيري الذي يبيح لأتباعه القتل والذبح الهمجي على مرآى شاشات التلفاز. تكسب أميركا وأوروبا من هذه الهمجية الإسلامية تحطيم فكرة الإسلام جملة وتفصيلا. ولسان حالها يقول إن الإسلام دين متخلف وإرهابي متطرف يهدد العالم برمته. ذلك جزء من الحقيقة، لكن الجزء الكبر هو تشجيع هذه الفئات المتطرفة وتقديم السلاح والمال لها من قبل أقرب حلفاء الويات المتحدة الأميريكية وهي دول الخليج الرجعية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة قطر القزم وحليفتهم تركيا أوردغان العثمانية.
مسيحيو العراق هم الأقوام الأساسية بالعر اق وبالشرق الأوسط، محاولة طردهم وتصفيتهم ومن ثم الاستيلاء على كنائسهم ومعابدهم وممتلكاتهم إنما هي أفكار وهابية سعودية المنطلق تحظى بغطاء دولي. إنه تطهير عرقي جديد يشهد عليه مباشرة العالم أجمع.

علي عبد العال

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة