المدينة الفيحاء تشهد فعاليات مؤتمر عالمي للأرتقاء بمكانتها الاقتصادية
البصرة – سعدي علي السند:
اختتمت في البصرة أعمال المؤتمر الدولي لمركز دراسات البصرة والخليج العربي التابع لجامعة البصرة الذي حمل عنوان «نحو استراتيجية للنهوض بواقع محافظة البصرة» .
المؤتمر الذي حضر جلساته وشارك في حواراته ومداخلاته عدد من المسؤولين في ديوان محافظة البصرة والحكومة المحلية وممثلين عن عدد من دوائر الدولة والمؤسسات العسكرية ومنظمات المجتمع المدني ومجموعة من المعنيين في الجامعة وكلياتها ومراكزها العلمية وأقيم بالتعاون مع مؤسسة كونراد اديناور الألمانية (KAS) وبمشاركة عدد كبير من الباحثين أغلبهم من الجامعات العراقية وبمشاركة لافتة من قبل شخصيات علمية وسياسية وأساتذة الجامعات.
نحو الأرتقاء بواقع البصرة
المشرفون على المؤتمر أكدوا لـ»الصباح الجديد» ان أهمية المؤتمر تأتي من أهمية البصرة من الناحية الاقتصادية التي ترفد الاقتصاد العراقي بنسبة كبيرة من الإيرادات العامة للدولة ، فضلاً عن أهميتها الجغرافية التي تحد بثلاث دول وإطلالها على الخليج العربي.
أما الهدف الرئيس للمؤتمر هو الارتقاء بواقع محافظة البصرة وبما يعزز مكانتها الاقتصادية التي ترفد بقية المحافظات العراقية بالموارد المالية التي مصدرها عوائد صادراتها النفطية، فضلاً عن كونها من المدن التي تملك احتياطياً نفطياً كبيراً في العالم.
وأكد مقيمو المؤتمر ان جلسات المؤتمر تناولت الكثير مما يخص البصرة ومنها إدارة موارد البصرة المالية ومدى انعكاسها على واقع التنمية في البصرة ، ودور الإيرادات غير النفطية في تحقيق النمو الاقتصادي وواقع التنمية في البصرة بالاستفادة من موارد أموال البترودولار والرؤى الاقتصادية والسياسية والثقافة الاجتماعية وأثرها في تحقيق التنمية البشرية ودراسة تحليلية للسياسة المالية وتحديات التلوث البيئي في البصرة والعلاقة بين النمو الاقتصادي والنفايات المحلية الصلبة باستعمال منحنى كوزنيتس البيئي في محافظة البصرة للمدة (2016-2004) والتلوث البيئي الأسباب والآثار ودراسة حال محافظة البصرة / و الحماية القانونية للبيئة الطبيعية من آثار التلوث النفطي والبصرة أنموذجاً وغيرها من البحوث العلمية المهمة.
مصدر ثروات البلاد
وتعد محافظة البصرة ثالث أكبر محافظة عراقية بعد العاصمة بغداد ونينوى ، حيث يبلغ عدد سكانها نحو 4 ملايين نسمة كما تعد سادس أكبر محافظة عراقية من حيث المساحة البالغة 19.070 كيلو متراً مربعاً.
ومن الناحية الاقتصادية تشكل محافظة البصرة ميناء العراق الأوحد ومنفذهُ البحري الرئيس إلى الخليج العربي والعالم ، كما تضم حقولا للنفط وستظل البصرة ثغر العراق الباسم وقلبه النابض ومصدر ثرواته الذي يغذيه على مر السنين بالأموال المتأتية من اكبر إنتاج نفطي فيها والميناء الوحيد للعراق على الخليج العربي.
والمعروف ان محافظة البصرة تحظى بمجموعة من الميزات الأستثنائية التي جعلتها تحتل مكانة مهمة ليس على المستوى المحلي فحسب وإنما على المستوى الدولي أيضا, إذ إن موقعها الجغرافي والأستراتيجي المتميز جعلها المنفذ البحري الوحيد للعراق بموانئه السبعة , وبوابته المطلة على الخليج العربي فضلا عن الطرق البرية التي تربطها بدول الجوار .
وتعد البصرة من المحافظات الغنية بمواردها الطبيعية الزراعية والحيوانية فضلا عن امتلاكها ثروة نفطية ضخمة ، اذ تملك المحافظة احتياطيا نفطيا يفوق احتياطيات بعض الدول العربية والأجنبية ، إذ يعد وجود النفط في البصرة ذا اهمية كبيرة نابعة من كون النفط سلعة استراتيجية تعتمد عليها العديد من دول العالم كمصدر للطاقة وكمادة اولية تدخل في العديد من الصناعات ، ويوجد في المحافظة 5 حقول نفطية عملاقة من أصل 7 حقول في العراق يتجاوز احتياطي الحقل الواحد 5 مليارات برميل متمثلة بحقول (غرب القرنة والرميلة والزبير ونهرعمر ومجنون) ويعد وجود النفط في المحافظة عاملا مهما في التنمية الاقتصادية لأعتماد الدولة بصورة رئيسة على الإيرادات النفطية المتأتية من حقولها النفطية وبالتالي رفد الموازنة العامة للدولة.
البصرة ..ً الموطن الأصلي لشجرة النخيل
وعرفت البصرة حرفة الزراعة منذ فترات قديمة كما هو الحال في مناطق العراق الأخرى ، أي في حدود الألف السادس قبل الميلاد ، إذ إزدهر في هذه المنطقة عدد كبير من أنواع الحبوب والبقول وأشجار النخيل والزيتون، ويعد العراق والبصرة تحديداً الموطن الأصلي لشجرة النخيل، وكان اقتصاد البصرة زراعياً بالدرجة الأساسية لأنها تزخر بغابات النخيل والزيتون، وتتميز البصرة بميزة تنافسية آلا وهي الحرارة والرطوبة التي تساعد على نضوج تمر البصرة مبكراً، وكذلك تميزت بزراعة الطماطم بكميات كبيرة في الشتاء مما وفر معروضاً مهماً منها لبقية محافظات العراق.