البطلة الذهبية تأمل أن يكون الجميع على قدر المسؤولية بدعم حواء
بغداد – أحلام يوسف:
عندما نتحدث عن الرياضة النسوية في العراق فمن الضروري أن يكون على هرم الحديث اسم العداءة ايمان صبيح، تلك الفتاة اليافعة القوية والمجتهدة التي اثبتت وجودها بعدة نشاطات رياضية مدرسية لكن طريقها نحو النجومية كان حينما تبناها المدرب شاكر الشيخلي بعد ان توسم بها بطلة في رياضة العدو.
حصلت ايمان صبيح على عدة اوسمة في عدد من البطولات العربية والعالمية نذكر منها، مشاركتها في بطولة شباب العرب وحصولها على اربعة اوسمة ذهب في سباق 400 متر و800 متر وأربعة اوسمة أخرى في سباق 100 متر وأربعة اوسمة في سباق 400 متر، شاركت أيضا في بطولة العالم للشباب في المكسيك، وحصدت المركز الرابع في سباق 400 متر، إضافة الى ارقام قياسية سجلت باسمها الى يومنا هذا، وفي الدورة العربية التي أقيمت في المغرب، التقينا الدكتورة ايمان صبيح لتحدثنا عن ذكرياتها مع رياضة العدو او الركض وعن قراءتها لمشهد الرياضة النسوية اليوم:
بداية اود ان تحدثيني عن بداية دخولك الى عالم الرياضة، مع علمنا إنك كنت موهوبة بأكثر من نشاط رياضي بالمدرسة، فكيف حدث ان اتجهت الى الساحة والميدان والركض بالتحديد؟
كانت بداياتي عن طريق نشاطات المدرسة، ومن ثم مثلت التربية في ألعاب القوى، وبالخصوص الركض، وكان وجود المدرب الكبير شاكر الشيخلي الذي أتى وعرض على تدريبي وراهن على ان يجعلني بطلة، كنت حينها صغيرة بالسن فاتصل باهلي، وأخبرهم عما توسمه بي كرياضية، وكانت تلك هي البداية.
كنا وما زلنا نعاني من جهل بأهمية الرياضة، لذلك نجد في المدارس ان أي مادة يمكن ان تكون بديلا عن درس الرياضة، وكأنه درس احتياط، كيف تنظرين الى هذا الامر؟
فعلا، درس التربية الرياضية في المدارس ضعيف، وإذا أردنا أن نطور الرياضة في العراق، فالبداية يجب ان تكون من الاهتمام بدرس الرياضة في المدرسة، تفتقر مدارسنا إلى البنية التحتية للرياضة، فالملاعب غير صالحة للتدريب او اللعب، والمستلزمات كلها ضعيفة، وليست بالمستوى المطلوب، إضافة إلى إهمال مدرس الرياضة الى المهمة التي أوكلت اليه، بالرغم من ان هناك في بعض المدارس «القليلة» مدرسين يؤدون واجبهم على اكمل وجه، ولكن نحن نطمح ان يكون الجميع على مستوى المسؤولية لكن قبل ذلك يجب ان يكون هناك وعيا بأهمية ممارسة الرياضة في حياتنا العامة وفي المدرسة على وجه الخصوص.
هل تعتقدين ان الرياضة النسوية في العراق حصلت على ما يليق بها من اهتمام إعلامي؟
في زمني، عندما كنت رياضية، لم يمر أسبوع، الا وكان لي لقاء وحوار مع أكثر من مجلة او صحيفة والامر نفسه مع زميلاتي الرياضيات، لذلك فقد حصلنا على شهرة والجمهور عرفنا بنحو جيد، اما اليوم فلا أجد ان هناك اهتماما إعلاميا بالرياضة النسوية لذلك فهناك الكثير من الجمهور يجهل أسماء العديد من الرياضيات اللواتي حصدن اوسمة وميداليات في البطولات المحلية والعربية، يجب ان نعلم ان الاعلام له دور مهم بنشر ثقافة الرياضة، وأيضا ابراز الأسماء التي تستحق ان يكون لها شأنها جماهيريا.
قبل مدة سمعت عن فريق كرة قدم نسوي بإحدى المحافظات، لماذا لا نجد اهتمام بهذا الموضوع من قبل المعنيين مع علمنا بان كرة القدم هي الرياضة الاولى من حيث اهتمام الجمهور، ومن هي الجهة التي تجدينها مقصرة في هذا الموضوع؟
رياضة كرة القدم النسوية حديثة في العراق، وتحتاج إلى الكثير، ويجب الاهتمام من خلال المنهج المدرسي، واليوم بحسب معلوماتي، هناك اهتمام في مديرية النشاط المدرسي في وزارة التربية، بفعالية كرة القدم للفتيات، وهناك بطولات تقام لتلك الرياضة، وظهرت مواهب عدة، ولكن نحن محتاجين إلى العمل المستمر من أجل رفع مستوى اللعبة، ففريق واحد في نادي، لا استطيع ان اطلق عليه اسم رياضة نسوية او ان نتحدث عن فريق كرة قدم نسوي عراقي، يجب ان يكون هناك انتشارا لهذه الرياضة في المدارس أولا لتسليط الضوء على الموهوبات منهن، ومن ثم يأتي دور النوادي الرياضية.
ان كانت هناك طالبة موهوبة برياضة معينة، فهل يمكن ان تكوني مساندة لها كي تواصل مسيرتها، وتثبت موهبتها، وبماذا تنصحين الفتاة التي تجد في نفسها موهبة برياضة معنية؟
الكثير من الموهوبين لا يعلموا بموهبتهم او لا يدركوا ان لديهم موهبة في تلك الرياضة او تلك، هناك فرق هي التي تقوم بكشف المواهب، إضافة الى العائلة العراقية، فهي نادرا ما تعرف او تتنبه الى موهبة اطفالها، بالنسبة الي فانا مؤكد سأقدم ما استطيع لكل موهبة تصادفني، بالتوجيه الصحيح لان هناك من يعرف بموهبته ولكن لا يعلم كيف يمكن ان يستثمرها، وأين يمكن ان يتوجه كي يبدأ بمسيرته الرياضية، أيضا انا أسعى إلى أن تأخذ كل موهبة حقها بالتطور، ولكن انا الان برغم كوني تدريسية في كلية التربية البدنية، وعلى الرياضة للبنات، ولكن مهامي محصورة إداريا.
هل يمكن ان تكوني مستقبلا مدربة بنادي معين لرياضة الركض، او أي رياضة اخرى كونك مارستِ عدة العاب في اثناء الدراسة؟
جربت التدريب لمدة قصيرة جدا مع مدربي الدكتور شاكر الشيخلي، وهي مهمة ليست سهلة ابدا، ولكن اتجهت فيما بعد الى مهام أخرى غير التدريب.
كيف تعامل الاهل مع موضوع تدريباتك ومشاركتك بمسابقات خارج العراق؟
المجتمع العراقي راقي في التعامل مع الرياضة، فقد كان الأهل والأصدقاء والمجتمع يشجع ويدعم الرياضي، وخصوصا عندما تكون فتاة، ولديها سجل حافل بالفوز والنجاحات على المستوى الدولي، شخصيا اشعر ان المجتمع كان هو الدافع الحقيقي للاستمرار بالعطاء والدافع والتشجيع لان ابذل اقصى جهد كي أكون على مستوى طموحي وطموحهم.
ما هو حلم ايمان الصبيح اليوم؟
اتمنى ان تكون هناك خططا صحيحة للرياضة العراقية، لأن المواهب موجودة، والتكنلوجيا فيما يخص الرياضات موجودة أيضا، لكن نحن محتاجين الى مدرب يستطيع وضع خطط يمكن من خلالها اكتشاف المواهب في الأماكن الصحيحة ومن ثم البدء بالتدريب، لأننا نستحق الأفضل.