المباراة كانت لوحة حقيقية من الانتماء للوطن وسط تنظيم مميز

«البصرة» تنجح في بروفة الأسود أمام كينيا
بغداد ـ حذام يوسف:

بعد انتظار طويل لمحبي الكرة العراقية، لمباراة لها طعمها وما يميزها بين مباريات كرة القدم السابقة، التي لعب بها المنتخب العراقي امام عدد كبير من الفرق العربية والعالمية، لكن مباراته مع كينيا، كان لها وقعها على الجماهير الرياضية العراقية والعربية، وأيضا عموم المواطنين العراقيين داخل البلد وخارجه، الكل كان في حالة ترقب لهذه المباراة، من سيقودها؟، ومن سيحضرها؟، ومن سيلعب بها من النجوم الرياضيين، وكيف ستكون سماء البصرة في تلك اللحظة، لحظة انطلاق صفارة الحكم؟.
على ملعب مدينة البصرة الرياضية أو ملعب جذع النخلة، كان اللقاء بين المنتخب العراقي لكرة القدم، ونظيره الكيني في مباراة ودية ضمن أول زيارة للمنتخب الافريقي منذ 31 عاما، بقيادة طاقم التحكيم العماني الدولي، تحت اشراف خالد بن مرهون الشقصي، إذ تعود الزيارة الأخيرة للمنتخب الكيني الى عام 1986، عندما شارك في بطولة ودية أقيمت في بغداد بدعوة من نادي الرشيد سابقا»الكرخ حاليا».
المباراة أقيمت ضمن أجندة مباريات أيام الفيفا دي، إذ خفف الفيفا في أيار الماضي الحظر المفروض منذ أعوام، على استضافة العراق للمباريات الدولية، بإقامة الودية منها، في حين يأمل المسؤولين العراقيين في ان يتم رفع الحظر بنحو كامل، وقد أجاز الاتحاد الدولي إقامة المباريات الودية على ملاعب مدن كربلاء والبصرة في الجنوب، واربيل مركز اقليم كردستان الشمالي، لتكون هذه المباراة الثالثة للمنتخب العراقي على ملعب البصرة بعد تخفيف الحظر، حيث كان اللقاء الأول مع الأردن في حزيران الماضي، والمباراة الودية بين أساطير الكرة العراقية وأساطير العالم التي ضمت العديد من اللاعبين المحترفين السابقين.
يؤكد القائمين على هذه الفعاليات، بأن هناك فائدة كبيرة من هذا اللقاء إذ تعد المباراة اختباراً حقيقياً آخراً للعراق، ضمن خطة لرفع الحظر كلياً عن الملاعب العراقية، كما انها اختبارا أيضا للجمهور الرياضي العراقي، الذي اقبل على هذه المباراة من كلا الجنسين، وربما هي من المباريات القليلة التي تحتشد بها الجماهير النسوية للمتابعة، وان كان يدل على شيء، انما يدل على ان الجمهور الرياضي العراقي عموما، والبصرة خصوصا هو جمهور واعي ومثقف، يدرك أهمية هذه الفعاليات في دفع عجلة التقدم والعمل الى امام.
المباراة ما كانت تقوم لولا تظافر جهود جميع المعنيين بصوت العراق ورايته، وسمعته الرياضية، ومن خلال نظرة سريعة للمشهد عموما، ومستوى التنظيم، ندرك ان العمل كان جماعيا وبروح الفريق، فقد كان العراق هو سيد الموقف، والكل يتسابق لإنجاح هذه المباراة، من وزارة الشباب والرياضة، واللجنة الاولمبية واتحاد كرة القدم، المركزي، والفرعي، الى مديرية شباب البصرة، ومجلس المحافظة، إضافة الى قيادة عمليات البصرة، التي لم تدخر جهدا في سبيل تنظيم ودعم هذه الفعالية المهمة على الصعيد الرياضي والوطني.
الجدير بالذكر ان ملعب مدينة البصرة الرياضية أو ملعب جذع النخلة ملعب كرة قدم يقع في محافظة البصرة جنوب العراق، في المدينة الرياضية، أفتتح في 12 تشرين الأول، 2013 بسعة 65،227 ألف متفرج، وقد لعب المنتخب العراقي أول مباراة دولية له بعد رفع الحضر الجزئي على أرضية الملعب في 1 تموز، 2017 حينها تغلب على المنتخب الأردني بمباراة ودية.
أخيرا تبقى الرياضة هي الخيمة التي تلتئم تحتها الجماهير العراقية، من دون حساب للانتماءات الأخرى، وهي التي وحدت العراقيين في حين شتتهم السياسيين، الف مبارك وتحايا لا تنتهي لجميع من اسهم، ويسهم في رسم مشهد عراقي حقيقي يوزع الجمال في سمائه أينما حل.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة