«المهندسة سرى» تتحدث عن « يوم في حياتها « في جنرال إليكتريك :
سامي حسن:
لحظات من ( يوم في حياتها ) لم تستمر طويلا توقفت فيها المهندسة ميكانيك سرى نوري البالغة من العمر 29 عاما عن عملها في محطة كهرباء جنوب بغداد الغازية التي تشرف على صيانتها شركة جنرال الكتريك العالمية كي تستجمع أفكارها حول تبسيط طموحها ليكون بين ايادي شريحة الفتيات الشابات اللاتي ما زلن في مقاعد الدراسة للحصول على شهادة الهندسة في جميع المجالات ، مثل الكهرباء والميكانيك والجسور والمباني والطاقة … الخ .
هذه اللحظات حاولت فيها المهندسة سرى ان تستوعب فيها مهامها كفتاة حاصلة على شهادة الماجستير في الهندسة من الجامعة المستنصرية في العمل ثم الابداع حالها كأي مهندس شاب لتكون على يقين ان مهمتها تتمحور حول معرفة كيفية الحصول على مزيد من الطاقة الكهربائية من خلال فك تعقيدات الديناميكا الحرارية.
وترى المهندسة سرى انه بسبب التطورات العلمية والتقنية الهائلة، وثورة الاتصالات والإنترنت والفضائيات تفاقمت أزمات الشباب وخاصة ( الفتيات ) أكثر فأكثر في البلدان الفقيرة ، اذ بات الشباب يعاني من أزمة مزدوجة متولدة عن الأزمات المتوارثة، والمركبة القائمة أصلا وأخرى ناتجة عن التأثيرات المقبلة عبر الإنترنت والفضائيات، والتي تعكس ثقافة ومفاهيم مجتمعات أخرى غريبة، وتتحدث عن رفاهية خيالية نسبة لشباب وشابات البلدان الفقيرة، مما يهدد بأزمات جديدة جراء هذا المد العولمي.
من خلال فريق العمل الذي يضم نخبة من الخبراء والمهندسين والفنيين الشباب ومن ضمنهم المهندسة سرى نوري التي رفعت راية التحدي بكل قوة واصرار وعزم لا يلين لتقف ازاء مفترق طريق اما ان تكون او لا تكون لكي تثبت جدارتها في العمل والصيانة للمحطة ، وهي ترتدي بدلة العمل مع (معدات الوقاية الهندسية ) التي حصلت عليها بشق الانفس لصغر حجمها ، قياسا بالشباب ، لكي تحمي نفسها من المخاطر او الحوادث الطارئة وغير المتوقعة في ظل اجواء ساخنة جدا جاوزت درجات الحرارة فيها الغليان في شهر حزيران الماضي ، لتبرهن انها تعمل اسوة بزملائها الشباب ضمن فريق عمل يتراوح مابين 35 – 40 رجلا ، مؤكدة مع نفسها انه لا فرق بين مهندسة ومهندس ، الكل سواء امام الملمات والواقع الصعب جدا ، بل في ظل تحديات كبيرة يمر بها العراق ، من اجل ديمومة عمل المنظومة الكهربائية من خلال شركة جنرال الكتريك التي وقعت عقودا مع وزارة الكهرباء لتأهيل ونصب عدد من المحطات العملاقة .
من جانبه اعلن نائب الرئيس التنفيذي في شركة جنرال الكتريك فرع العراق وبلاد الشام رشيد الجنابي يصب جل تركيزنا على بناء وتطوير المهارات العراقية ، حيث نعمل على جلب/ادخال احدث الحلول والتكنولوجيا الحديثه وتنمية القدرات القيادية والاختصاصات الفنية لمهندسينا وملاكاتنا من العراقيين للعمل على تطبيق هذه الحلول.
كما اكد الجنابي اننا نعمل بهذا المبدأ تماشيا مع رؤية الحكومة العراقية في توفير فرص عمل للطاقات الشبابية العراقية» .
بعد ذلك كان للمحرر حوار مع المهندسة سرى التي اوضحت ان لدى شركة جنرال الكتريك برامج خاصة لاستقطاب الخريجين الجدد من الشباب وخاصة ( الفتيات ) اضافة الى وجود عدد اخر ضمن هذا البرنامج لتطوير مهاراتهم وقابلياتهم الفنية والادارية واللوجستية في ادارة مفاصل الشركة ، وضمن برامج تطويرية يتم اختيار الشخص المناسب ليكون في المكان المناسب من خلال خلق فرصة عمل دائمة له للاستفادة من هذه الخبرات عن طريق تنفيذ برامج قيادية ذات مستوى اعلى على المدى البعيد ، مضيفة ان الشركة تسعى الى استقطاب الطاقات المحلية في العراق وانه على مدار السنة هناك دورات تدريبية تطويرية حسب حاجة طالب التعيين بزجه بدورات تقوية ليتبوأ مهام قيادية من اجل الاسهام في تقديم خدماته للشركة .
وقالت المهندسة سرى في لقطة حوار طريف انه تم تقديم اول وجبة طعام لها في غرفة خاصة كونها ( فتاة)
الا انها اصرت على تناول هذه الوجبة مع زملائها وسرعان ما ذهبت الى القاعة المخصصة لذلك وتناولت وجبتها بكل ثقة ولا مجال للتمايز الاجتماعي بين فريق العمل من المهندسين والمهندسات ، لذلك نجد انها اعطت صورة واضحة للجميع بالعنفوان الذي اسست عليه سيرة حياتها ومستقبلها المشرق بكل فخر واعتزاز.
واعربت المهندسة سرى في حديثها وهي من الخريجات الاوائل عن الفخر في اسهامها مع المهندسين الشباب في حل مشكلة ازمة الطاقة الكهربائية التي عانى منها العراق وما زال يعاني منها لسنوات طويلة ، لافتة الى السعي الدائم والدؤوب للعمل على صيانة وتأهيل الوحدات واضافة محطات جديدة من اجل ايصال التيار الكهربائي الى جميع العراقيين ، مؤكدا انه بعمله هذا يكون قد خفف العبء عن كاهل المواطنين من اجل توفير الراحة لهم وخاصة بعد رفع معاناتهم في فصل الصيف القائظ .
يذكر ان شركة “جنرال إلكتريك” كانت قد اعلنت عن هدفها الإستراتيجي الرامي إلى رفع نسبة مشاركة المرأة إلى النصف في جميع برامجها التطويرية الموجهة للموظفين الجدد في المنطقة، وتحديداً في مجالات الهندسة والتصنيع وتقنية المعلومات وإدارة المنتجات، بما يشكل رافداً لجهودها في التحول إلى شركة صناعية رقمية تعمل من أجل المستقبل.